هل دخلت حرب غزة منحى جديد بالتوسع بعد قصف اليمن؟ (Others)
تابعنا

شنت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة، ضربات جوية وبحرية ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن رداً على هجمات الحركة على السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة من وإلى المواني الإسرائيلية مروراً في البحر الأحمر، وهو ما يمثل توسعاً إقليمياً ودراماتيكياً للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكثر من ثلاثة شهور.

وبينما أكد مسؤول حوثي حدوث "غارات" في العاصمة صنعاء ومدينتي صعدة وذمار وكذلك في محافظة الحديدة، ووصفها بأنها "عدوان أمريكي صهيوني بريطاني"، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان في وقت متأخر من يوم الخميس من أنه لن يتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر.

من جهته، أعلن الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام مقتل خمسة من مقاتليهم وإصابة ستة آخرين، إثر غارات أمريكية وبريطانية فجر الجمعة، متوعداً بالرد على تلك الضربات. وحول الخسائر المادية، أفاد المتحدث بأنه "لا أضرار حقيقية لا على المستوى المادي ولا الاستراتيجي".

تطورات دراماتيكية

وبينما نفذت الولايات المتحدة ضربات مركزة على ما تسميهم "وكلاء إيران" في سوريا والعراق منذ اندلاع حرب غزة، تعتبر هذه الضربات أول تدخل واسع النطاق ضد الحوثيين الذي يستهدفون السفن الإسرائيلية منذ أشهر تضامناً مع غزة.

وهي الهجمات التي وصفتها افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال بأنها "أهم تهديد للشحن العالمي منذ عقود"، ودفعت وزير الدفاع الأمريكي، في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لإعلان تشكيل قوة عمل بحرية باسم "حارس الازدهار" تضم 10 دول، بينها دولة عربية (البحرين) بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.

وتعقيباً على الضربات، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان: "هذه الضربات المستهدفة هي رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد أهم الطرق التجارية في العالم".

وأعقب سلسلة الضربات هذه، التي تهدد بتأجيج خطر الصراع الإقليمي المشتعل اصلاً، اعتراضات من نواب في الكونغرس ضد بايدن الذي أمر بتنفيذ هذه الضربات دون الحصول على موافقة الكونغرس. فيما قالت عايدة شافيز: "إنه لأمر رائع أن نرى معارضة الحزبين لهذا الأمر، وأنه لمن المروع أن إدارة بايدن بدلاً من أن تعمل على وقف جرائم الحرب الإسرائيلية، اختارت أن تُلحق مزيداً من الضرر بسمعتنا العالمية ونظامِنا الدستوري بالزحف نحو صراع آخر لا شرعية له في اليمن".

إدانات ودعوات لضبط النفس

أدانت كل من عُمان والعراق وإيران هذه الضربات التي من شأنها أن توسع دائرة الصراع في المنطقة، فيما قالت روسيا إنها طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الضربات العسكرية.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية السعودية يوم الجمعة إن السعودية دعت إلى ضبط النفس و”تجنب التصعيد” في ضوء الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع مرتبطة بحركة الحوثي في اليمن. وقالت الوزارة في بيانها إن السعودية، التي شاركت في الأشهر الأخيرة في محادثات سلام مع الحوثيين في اليمن، تراقب الوضع من كثب "بقلق بالغ"، بحسب رويترز.

من جانبه، قال حزب الله اللبناني، في بيان: "نُدين بكل شدة العدوان الأمريكي-البريطاني السافر على اليمن الشقيق وأمنه ‏وسيادته". كما أدانت الجمعة حركتا حماس والجهاد الإسلامي الهجمات، وقالت حركة حماس، في بيان: "ندين بشدة العدوان الأمريكي-البريطاني السافر على اليمن، ونحمّلهما مسؤولية تداعياته على أمن المنطقة".

هل تتوسع الحرب؟

بعد القصف الأمريكي البريطاني المشترك مباشرة، هدد القيادي بجماعة أنصار الله الحوثيين، عبد الله بن عامر، باستهداف القواعد البريطانية والأمريكية المنتشرة في المنطقة حال توسع لندن وواشنطن في استهداف مراكز الجماعة على الأراضي اليمنية. فيما قال القيادي علي القحوم: "إن الحرب مفتوحة، والأمريكيون والبريطانيون سيندمون على عدوانهم وسيدفعون الثمن باهظاً".

من جانبها، قالت إيران إن الهجمات هي انتهاك لسيادة اليمن وسلامة أراضيه، مؤكدة أن الضربات ستكون نتيجتها "مزيد من عدم الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة".

فيما قال أندرياس كريغ من كينجز كوليدج في لندن: "القلق هو أن هذا قد يتصاعد"، محذراً من خطر انجرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى المواجهة.

وتَوقَّع مسؤول أمريكي رفيع المستوى ردّاً انتقاميّاً من جماعة الحوثي على الضربات الأمريكية-البريطانية التي استهدفت مواقع في اليمن فجر الجمعة. فيما أكّد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب في حالة تأهب تحسباً لأي انتقام عقب الهجمات، مشيراً إلى إخطار إسرائيل مُسبَقاً بالضربات الأمريكية-البريطانية التي استهدفت مواقع الحوثيين، حسبما نقل موقع أكسيوس.

وفي سياق متصل، جددت الولايات المتحدة اتهاماتها لإيران بالتورط عملياً في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتوفير القدرات العسكرية والاستخباراتية لتنفيذها.


TRT عربي
الأكثر تداولاً