تسببت تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في استياء مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، في حديثه أعرب نتنياهو عن رغبته في تحقيق "نبوءة إشعياء"، والتي تتحدث عن رؤية النبي اليهودي إشعياء بشأن بني إسرائيل.
بنيامين نتنياهو، وصف الفلسطينيين بأنهم "أبناء الظلام"، بينما وصف الإسرائيليين بأنهم "أبناء النور". وأكد أنه سيحقق نبوءة إشعياء وسيجلب المجد لشعبه وسينتصر في الحرب.
ووجه نتنياهو رسالته إلى الإسرائيليين قائلاً: "سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، سنكون سبباً في تكريم شعبكم، سنقاتل معاً وسنحقق النصر".
وأوضح أن الحرب تجري بين الشر المتمثل في حماس، والحرية والتقدم، وأنهم يمثلون النور بينما تمثل حماس والفلسطينيون الظلام. وأشار إلى أن النور سيهزم الظلام، وفق تعبيره. ونستعرض هذه النبوءة وأبرز ما جاء فيها.
نبوءة إشعياء
تعتبر نبوءة إشعياء واحدة من أبرز النبوءات في الكتاب المقدس، تتألف من 66 إصحاحاً، ويعود تاريخها إلى القرون الأولى قبل الميلاد. إشعياء كان نبياً يهودياً بارزاً في المملكة الجنوبية ليهوذا -أحد أبناء النبي يعقوب (إسرائيل) الاثني عشر-، وقد جرى توثيق نبوءاته في سفر إشعياء في العهد القديم للكتاب المقدس.
تتميز نبوءة إشعياء بتنوعها وشموليتها، إذ تغطي مجموعة واسعة من المواضيع والتطورات التاريخية المحتملة. وتتناول النبوءة قضايا مختلفة بما في ذلك السياسة والدين والتاريخ، وتشمل تنبؤات بالحروب والملوك والشعوب.
أقسام نبوءة إشعياء
تحتوي نبوءة إشعياء على عدة أقسام رئيسية، ومن بينها تنبؤات بالمستقبل البعيد لليهود. وتشير بعض هذه التنبؤات إلى قدوم يهودي مخلص يحكم الأرض ويقدم السلام والعدل. إشعياء تنبأ أيضاً بتحقيق العدل الاجتماعي ونهاية الظلم والاستبداد ضد اليهود.
واحدة من أبرز التنبؤات في نبوءة إشعياء هي تنبؤه بظهور ملك يدعى "إيمانويل"، الذي سيكون إشارة للخلاص والنجاة للشعب اليهودي. تتحدث هذه التنبؤات عن ولادته من عذراء وعن قوته وحكمه العادل. هذا التنبؤ يحمل تشابهاً مع المسيحية، إذ يروج المسيحيون لاعتقادهم بأن يسوع المسيح هو المذكور في نبوءة إشعياء.
بالإضافة إلى التنبؤات الدينية، تحتوي نبوءة إشعياء أيضاً على تنبؤات سياسية وتاريخية، إذ تنبأ إشعياء بسقوط مملكة إسرائيل وأيضاً بتدمير مدينة بابل وعودة الشعب اليهودي من الأسر إلى أرضهم. بعض هذه التنبؤات تحققت في وقت لاحق من التاريخ، إذ سقطت إسرائيل في يد الآشوريين وجرى تدمير بابل من قبل الفرس وعاد الشعب اليهودي من الأسر إلى أرضهم.
بالإضافة إلى التنبؤ بظهور المسيح وتحقيق العدل الاجتماعي وعودة الشعب اليهودي إلى أرضهم، تتضمن نبوءة إشعياء العديد من التنبؤات الأخرى المهمة، ومنها:
تنبؤات بالحروب والصراعات: يتنبأ إشعياء بانتشار الحروب والصراعات في العالم، ويصف تأثيرها السلبي على الشعوب. ويضع إشعياء رؤية لزمن السلام، فلن تكون هناك صراعات وحروب، ويصف هذا الزمن بفترة الذئب تعيش مع الحملان والأسد يأكل التبن.
تنبؤ بالتحول الديني: يتنبأ إشعياء بتحول الشعوب والأمم إلى الله الحق، إذ سينهض الكثيرون ويبحثون عن المعرفة والحقيقة. ويصور إشعياء الشعوب الأخرى والأمم الوثنية وهي تتوجه نحو الله وتقبل دين اليهود بالوجود في بيت الله.
تنبؤ بالعودة الروحية: يشير إشعياء إلى عودة الشعب اليهودي إلى الله بعد فترة من الانحراف والتجاوزات. ويصف كيف سيتجاوز اليهود عبادة الأصنام ويتوجهون إلى الله بكل إخلاص وتوبة.
تنبؤ بالعدل الاجتماعي: يتحدث إشعياء عن إقامة مجتمع عادل ومنصف، حيث لا يستغل الأغنياء الفقراء والمساكين ويعملون على تحقيق المساواة والعدل في المجتمع.
تنبؤ بالشفاء والتعزية: يعد إشعياء بأن الله سيأتي بالشفاء والتعزية للشعب اليهودي المنكوب والمكلوم، وسيعيد الأمل والبهجة إلى المحزونين.
مصر في نبوءة إشعياء
كان لمصر نصيب كبير في نبوءة إشعياء، التي تحدث عنها نتنياهو، إذ وردت نصوص عنها بالكتاب المقدس، تتحدث عن خراب يطال مصر وسنوات يجف فيها نهر النيل، مثل: “ وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ، فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةً مَدِينَةً، وَمَمْلَكَةً مَمْلَكَةً. وَتُهْرَاقُ رُوحُ مِصْرَ دَاخِلَهَا، وَأُفْنِي مَشُورَتَهَا، فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالْعَازِفِينَ وَأَصْحَابَ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ. وَأُغْلِقُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ فِي يَدِ مَوْلًى قَاسٍ، فَيَتَسَلَّطُ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ عَزِيزٌ، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ. وَتُنَشَّفُ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ، وَيَجِفُّ النَّهْرُ وَيَيْبَسُ. سفر إشعياء 19”
نبوءة إشعياء تتضمن أيضاً بعض الإشارات والتنبؤات المتعلقة بمصر. إليك بعض النقاط الرئيسية:
النبوءة بسقوط مصر: يتنبأ إشعياء بسقوط مصر وهزيمتها على يد قوى خارجية. يصف إشعياء مصر باسم "رهبانة تتكلم"، ويقول إنها ستكون مصدراً للذعر والرعب للعديد من الأمم.
اللجوء إلى مصر: يشير إشعياء إلى أن بعض الشعوب ستلجأ إلى مصر في أوقات الضيق والمحن. يصف مصر بأنها ملجأ للمعوزين والمضطهدين، وأن مصر ستكون مكاناً آمناً لهم.
تحول مصر إلى الرب: يشير إشعياء إلى أنه في يوم مستقبلي، ستتوجه مصر إلى الرب وتقف بجانبه. ويصف كيف ستتضمن عبادة الرب في مصر النذور والتضحيات.
التحالف بين مصر وأشور: يشير إشعياء إلى إمكانية حدوث تحالف بين مصر وأشور لمواجهة تهديد مشترك. يصف إشعياء هذا التحالف بأنه "بركة في قلب الأرض" ويشير إلى أنه سيكون له تأثير إيجابي على الشعوب المعنية.