أعاد سباق "الفورمولا 1" الذي يجري حالياًفي مدينة إسطنبول إلى الواجهة ما توليه تركيا من جهود واهتمام خاص للسياحة الرياضية لما تسهم به من نشاط اقتصادي وتنموي كبير، وأيضاً للترويج والتسويق لتركيا وثقافتها، إذ تعتبر الرياضة من الأنشطة المهمة التي تجذب انتباه شريحة واسعة من البشر من كل أنحاء العالم، سواء كانوا مشاركين فاعلين في الألعاب المختلفة أو حتى متابعين لأحداثها ومنظماتها الرياضية المتعددة.
وكلما كان الحدث الرياضي مهماً وكبيراً سلطت عليه الأضواء الإعلامية من شتى بقاع العالم، وكذلك على تركيا كدولة مستضيفة، حيث يسهم ذلك في التسويق والترويج لتركيا اقتصادياً وثقافياً وسياحياً.
وتشكل المدخلات الاقتصادية من السياحة الرياضية ما يقرب من 23% من الدخل السياحي العام في العالم أجمع، لذلك تجد الاهتمام التركي بضم هذا المنتج السياحي إلى سلة منتجاتها السياحية الواسعة المكونة من السياحة الثقافية، والاستجمامية، والدينية، والعلاجية، والطبيعية، والاقتصادية، والرياضية وغيرها.
وبحسب تصريح المدير العام لوزارة الشباب والرياضة السيد أحمد تيمورجي فقد نما الإنفاق العالمي على السياحة الرياضية بنحو 14%، في حين أن الإنفاق السياحي بشكل عام نما بنسبة 5% فقط خلال عام 2018.
ومن أجل الحصول على حصة أكبر من سوق السياحة الرياضية العالمية تعين على تركيا على مر السنوات الثماني عشرة الماضية تطوير بنيتها التحتية بشكل عام، وبناء مرافق رياضية لمختلف أنواع الرياضات بحسب المواصفات العالمية، ولتنافس مثيلاتها في دول العالم المتقدم، وللمكان الجغرافي المتوسط الذي تحتله ولطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل فقد أصبحت تركيا بلداً مرغوباً فيه من قبل الهيئات الرياضية لاستضافة وتنظيم الأحداث الرياضية المختلفة، نستعرض جزءاً منها في هذا التقرير.
وفي الوقت الذي يعاني فيه القطاع السياحي من قلة الطلب بسبب فيروس كورونا، وما لحقه من تبعات اقتصادية صعبة على جميع دول العالم، تم اختيار تركيا خلال العام الحالي لاستضافة أحداث رياضية كبيرة في الأعوام القليلة القادمة، وستكون هذه الأحداث السبب في إسعاد كثير من أصحاب المنشآت السياحية وكذلك العاملين بهذا المجال، وما ستخلقه من فرص عمل ووظائف جديدة لتحد من البطالة التي سببها الوباء، إضافة إلى ما ستحققه هذه الأحداث من جوانب اقتصادية من حيث زيادة المدخولات المالية بسبب السياحة، هناك أيضاً جوانب تسويقية ستسهم بالترويج لتركيا كبلد سياحي من الطراز الرفيع.
سباق "الفورمولا 1" "Grand Prix 2020"
يجري في مدينة إسطنبول بين 13 و15 نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام وتحديداً في "Intercity Istanbul Park" سباق السيارات "الفورمولا 1" تحت اسم "DHL Turkey Grand Prix 2020" بعد انقطاع دام أكثر من 9 سنوات، ويعتبر مضمار السباق بطول 5.3 كم من الأصعب عالمياً لصعوبة منحنياته،وستعقدالجولة النهائية يوم غد الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني الساعة 13:10 بتوقيت إسطنبول.
وسيشارك في المسابقة 10 فرق سباق، و20 متسابقاً من أهم وأفضل سائقي الفورمولا 1 على مستوى العالم، ومن ضمنهم فريق مرسيديس بقيادة كل من البريطاني هاملتون والفنلندي بوتاس، وفريق ريدبوول بقيادة الهولندي فيرستابين، ويقود فريق فيراري الألماني سيباستيان فيتيل، كما سيشارك فريق رينو وفريق الفاروميو وفريق ماكلارين وغيرها من الفرق.
وفي إطار المسابقة نشرت العديد من الأفلام الترويجية للمسابقة، وقبيل انطلاقها استعرض أبطال "الفورمولا 1" قدراتهم في جولات استعراضية في أبرز طرقات ومعالم وجسور وأنفاق إسطنبول، مشكلين لوحة جمالية غير مسبوقة عندما قطعوا مضيق البوسفور بين آسيا وأوروبا من الجسور الثلاث ونفق أوراسيا أسفل المضيق.
نهائي دوري أبطال أوروبا 2021
وقع الاختيار رسمياً من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على مدينة إسطنبول لاستضافة نهائي دوري أبطال أوروبا التشامبيونزليغ، وستلعب المباراة النهائية بتاريخ 30 مايو/أيار 2021 على ملعب أتاتورك الأولمبي الواقع في حي "باشاك شهير" في الجزء الأوروبي من مدينة إسطنبول.
يذكر أن الملعب قد تم الانتهاء من بنائه عام 2002 على مساحة 584 هكتاراً، بسعة جماهيرية تصل إلى 76761 مقعداً، حيث يعتبر الأكبر على مستوى الجمهورية التركية، وكان الهدف من بنائه خدمة ألعاب القوى وكرة القدم التركية في نطاق مشروع التحضير للألعاب الأولمبية. واستضاف الملعب سابقاً عدداً من الفعاليات الرياضية، أهمها نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005 بين فريقي ليفربول الإنجليزي وأي سي ميلان الإيطالي انتهت بفوز فريق ليفربول.
وفي أغسطس/آب من العام الماضي 2019 استضاف ملعب فريق بيشكتاش التركي في مدينة إسطنبول نهائي كأس السوبر الأوروبي بين فريقي ليفربول وتشيلسي، وانتهت المباراة بفوز فريق ليفربول، وذكرت الإحصاءات قدوم نحو 50 ألف سائح إلى مدينة إسطنبول لحضور هذه الفعالية بشكل خاص.
البطولة الأوروبية لألعاب القوى داخل الصالات 2023
وقع الاختيار على مدينة إسطنبول من قبل الرابطة الأوروبية لألعاب القوى كمكان لاستضافة البطولة الأوروبية لألعاب القوى داخل الصالات المغلفة المزمع عقدها عام 2023، وتم اختيار إسطنبول بالإجماع من قبل جميع المشاركين في الاجتماع، وذلك وفقاً لنتائج التصويت الإلكتروني الذي تم بطريقة سرية كما أوضح رئيس الاتحاد التركي لألعاب القوى فاتح جينتيمار، وأكد أن الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة سيبذلان ما بوسعهما لاستضافة البطولة على أكمل وجه ممكن.
يذكر أن الفوز باستضافة هذه البطولة كان جرّاء عمل متفانٍ استغرق قرابة عام ونصف من التحضيرات والتجهيزات من قبل الاتحاد التركي لألعاب القوى، وكان عام 2012 هو آخر عام تم فيه اختيار تركيا لتستضيف هذه الفعالية رغم ترشحها لمرات عديدة، وستقام المسابقات في مجمع الصالات المغلة في حي "اتاكوي" في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول.
السياحة الرياضية في مدينة أنطاليا
إضافة إلى الميزات الطبيعية والجغرافية تعد أنطاليا واحدة من أهم المدن المفضلة لانعقاد مختلف الأنشطة الرياضية، والتي تسهم في إنعاش وازدهار السياحة الرياضية في المدينة، وذلك من خلال امتلاكها المرافق الرياضية الخارجية والمغلقة المجهزة بشكل ممتاز لتقديم خدمات رياضية بجودة عالية، كما تساعد شبكة النقل والمواصلات المتنوعة بالوصول إلى مختلف المرافق الرياضية بكل سهولة ويسر.
تستضيف المدينة مختلف البطولات الرياضية الوطنية منها والدولية، ومن أبرزها الرياضات المائية كالسباحة وركوب الأمواج والغوص الحر والطيران المظلي وكرة المضرب، ومنذ عام 1991 تقام سنوياً على شواطئ أنطاليا بطولة الكرة الطائرة الشاطئية وبطولة كرة اليد الشاطئية، وأقيمت في أنطاليا العام الماضي 2019 بطولة الخطوط الجوية التركية المفتوحة للغولف، التي حضرها أفضل لاعبي الغولف في أوروبا، وانتهت بتتويج اللاعب الإنجليزي تيريل هاتون وفوزه بجائزة مليوني دولار.
وتفضل فرق كرة القدم المختلفة المحلية منها والدولية مدينة أنطاليا بمرافقها الرياضية ذات المستوى العالمي لعقد المخيمات الرياضية، ولتنظيم البطولات والبرامج التدريبية، وتشارك فرق كرة قدم من عدة دول مختلفة مثل روسيا وأوكرانيا ورومانيا وبيلاروسيا وكرواتيا وصربيا وسلوفينيا ومقدونيا وبولندا، ومن الدول العربية وإيران، حيث توفر المدينة ما يقرب من 200 ملعب تدريب بأسطح عشبية موافقة للمعايير الدولية و3 ملاعب كبيرة. وتم استضافة ما يقرب من 1500 فريق كرة قدم من الدوريات الكبرى والفرعية من 20 دولة مختلفة خلال فترة المخيم بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2018، في عام 2019 كان من المتوقع استضافة ما يقرب من 3 آلاف فريق 90٪ منها فرق أجنبية.