لا تزال السجون الفدرالية الأمريكية تعيش حالة أمنية خطيرة (Paul J. Richards/AFP)
تابعنا

حادثة وفاة سجين هي الثانية خلال أسبوع يعرفها السجن الفدرالي "تير هوت" بولاية إنديانة الأمريكية، ما يعيد إلى الساحة الحديث عن الأوضاع الداخلية لتلك السجون حيث ينعدم الأمن ويتفشى العنف والجريمة، داخل مؤسسات الهدف منها إصلاح سلوك نزلائها بعد ما اقترفوه من جارئم خارج الأسوار.

هذه الحالة ليست حكراً على السجن المذكور، تقول تقارير، فيما تدق ناقوس الخطر حول تدهور أمني عام بها. بينما ما فتئ الرئيس بايدن يلوح بورقة إصلاح مستعجل لها، هو أحد الشعارات التي أنجحت حملته الانتخابية، لم يرَ النور ذلك الإصلاح بعد.

قتل داخل سجن إنديانا

حسب ما أوردته وكالة "أسوشيتيد برس" الاثنين قُتل نزيل في سجن “تيري هوت” بولاية إنديانا وسط غربي الولايات المتحدة، هو الثاني في أسبوعين بأحد أكثر السجون حراسة في البلاد. ونقلاً عن ذات المصدر قال شخصان مطلعان بشأن الواقعة (لم تسمهما) إن "سجيناً تعرض للطعن حتى الموت بعد ساعات من نقله إلى سجن تيري هوت".

يتعلق الأمر بسجين يدعى ستيفن دواين كانادا (47 عاماً) لقي مصرعه على خلفية مشاجرة مع زميل له في السجن. وأوضح المصدران أن الضحية “تعرض للطعن مراراً وتكراراً من زميله“. في واقعة اعتبرتها الوكالة الأمريكية تثير تساؤلات جديدة حول قدرة الحكومة على الحفاظ على سلامة السجناء وسط نقص حاد في الموظفين وعدد لا يحصى من الأزمات التي يعانيها نظام السجون الفيدرالي.

فيما عرفت نفس المؤسَّسة السجنية الأمريكية واقعة مماثلة سابقاً نفس الأسبوع، إذ تعرض نزيل آخر يدعى مايكل رودكين للضرب حتى الموت في مشاجرة مع سجين آخر. هذا ويضم سجن "تيري هوت" 1100 سجين، وشهد تنفيذ 13 عملية إعدام في الأشهر الأخيرة من رئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب.

وضعية كارثية للسجون الأمريكية

حسب إحصائيات منظمات حقوق الإنسان الدولية تتوفر أمريكا على أعلى ساكنة داخل السجون في العالم، يتجاوز تعدادها مليونين و300 ألف سجين موزعين على سجون فيدرالية وأخرى محلية، بالإضافة إلى سجون تشرف عليها شركات خاصة في ولايات عدة. هذا الرقم الذي يمثل 25% من السجناء في العالم، في حين أن الأمريكيين لا يمثلون سوى 5% من مجموع سكان العالم.

سجون تكتنف العديد من الخروقات في حقوق الإنسان، تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بداية من الأحكام القاسية إلى التمييز العنصري، فنسبة 33% منهم من ذوي البشرة السمراء والدخل المحدود. وصولاً إلى ظروف الاعتقال "غير الإنسانية التي ينعدم فيها الأمان ويعرض السلام الشخصي للسجناء بشكل يومي للتهديد".

حسب تقرير لمكتب إحصائيات وزارة العدل الأمريكية سنة 2018 لقي أزيد من 4135 سجيناً مصرعهم داخل جدران المعتقلات الأمريكية. 311 منها حالات انتحار، 249 تسمماً ناتجاً عن تعاطي المخدرات أو الكحوليات و120 جريمة قتل للسجناء فيما بينهم. فيما تمثل هذه الأرقام زيادة بـ44% عن نظيراتها بداية القرن الحالي.

وعود بايدن لإصلاح السجون

خلال حملته الانتخابية سواء خلال التأهيليات الديموقراطية أو وجهاً لوجه مع ترمب، وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإصلاح شامل لمنظومة السجون الأمريكية. بداية بالتقليص من العقوبات السجنية على الجرائم الخفيفة ودعم استثمار الولايات في مشاريع تعوض تلك العقوبات، كإسقاط التجريم على عدد من الخروقات الموجبة للاعتقال حسب القوانين وقتها.

بالمقابل تواترت عدد الشكايات من الاستغلال الذي يجري داخل السجون الخاصة، إذ وعد بايدن بإنهاء العمل بها. هي التي تتحدث تقارير عن الارتفاع الكبير في أرباحها تحت ولاية ترمب الرئاسية، عبر سياساته المعادية للمهاجرين الذين كانوا في غالبيتهم يوجهون إلى الاعتقال فيها، إذ يجري استغلالهم في عمالة تشبهها المنظمات الحقوقية بالعبودية.

ولا تزال منظمات حقوقية تطالب باتخاذ خطوات أكثر جدية، برفع التجريم على استهلاك عدد من المواد المحسوبة من المخدرات حسب القوانين الحالية، مستخدمة في مرافعاتها ورقة رفع الضغط عن السجون والحد من التمييز العنصري الناتج عن ذلك التجريم.

TRT عربي
الأكثر تداولاً