"حصار Hisar"، التي تعني "القلعة" باللغة التركية، هي عائلة من أنظمة صواريخ أرض-جو قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى طوَّرتها شركتا روكيتسان وأسيلسان منذ عام 2007م، وجرى تطوير الصواريخ بواسطة شركة روكيتسان، في حين طوّرت شركة أسيلسان معظم أجهزة الاستشعار والإلكترونيات.
وتُعتبر صواريخ الحصار جزءاً أساسيّاً من نظام الدفاع الجوي في تركيا. تتكون هذه النظم من ثلاثة أنواع رئيسية: حصار-A، حصار-O، وحصار-U (المعروف أيضًا بـSIPER). تُعد هذه الصواريخ تحفة من التكنولوجيا العسكرية وتوفر تحصيناً قويّاً ضد التهديدات الجوية.
تاريخ تطوير حصار Hisar
حققت شركة أسيلسان Aselsan في 20 يونيو 2015م، نجاحاً كبيراً بعد حصولها على عقد لتصنيع صاروخ أرض-جو يحمل اسم "حصار". وفي 8 ديسمبر 2016م، أجرت الشركة أول اختبار صاروخي لهذا الصاروخ، وجرت المهمة بنجاح.
وفي 7 ديسمبر 2017م، أُجري اختبار إطلاق مسار حاد لصاروخ حصار، وأيضاً نجحت، مما أظهر قدراته العالية.
في 1 فبراير 2018م، أجرت حصار-A تجربة صاروخية ناجحة في مقاطعة أكساراي في تركيا، وهذا يعكس نجاحها وتفوقها التكنولوجي.
وفي 12 أكتوبر 2019م، أنهت حصار-A اختبارات التطوير النهائية وحصل على موافقة وزارة الدفاع للبدء في الإنتاج الضخم، وهذا يشير إلى جودة وكفاءة الصاروخ.
وفي 16 ديسمبر 2020م، خضع نظام حصار-A+ للاختبار النهائي، وأضيف إلى مخزون القوات المسلحة التركية، وهذا يعكس قدرته القتالية وجاهزيته للاستخدام العملي.
وفي 6 يناير 2020م، بدأ إنتاج نظام حصار-A+ بكميات كبيرة، مما يعزز قدرة تركيا على تلبية احتياجاتها الدفاعية.
وفي 9 مارس 2021م، اجتازت أنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى حصار-O اختبارات الارتفاعات العالية، مما أظهر كفاءتها وفعاليتها في التعامل مع التهديدات الجوية.
وفي 26 مارس 2021م، أصاب صاروخ حصار-A طائرة دون طيار مستهدفة، في اختبار إطلاق لأنظمة الدفاع الجوي، مما يدل على دقته وفاعليته في التصدي للأهداف المعادية.
وفي 3 مايو 2021م، أجرى نظام صواريخ الدفاع الجوي حصار-A بنجاحٍ اختبارات قبوله في ميدان أكساراي للرماية، وأضيف إلى مخزون القوات المسلحة التركية، مما يؤكد قدرته على أداء مهامه بكفاءة.
وفي 12 يوليو 2021م، أعلن رئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير أن صواريخ حصار-A وحصار-O يُنتجان بكميات كبيرة بواسطة روكيتسان وأسيلسان، مما يعكس النجاح والتقدم الذي تحقق في تطوير هذه الأنظمة الدفاعية الحديثة.
وبهذه الطريقة، جرى تطوير نظام حصار بنجاح على مدى السنوات الماضية، بدءاً من حصول شركة أسيلسان على عقد لإنتاج صاروخ حصار في عام 2015م، مروراً بنجاح الاختبارات المتعددة للصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي في السنوات التالية، وصولاً إلى إنتاج كميات كبيرة من نظامَي حصار-A وحصار-O.
التاريخ التشغيلي للصاروخ حصار Hisar
في 3 مارس 2020م، قالت تركيا إنه سيجري نشر حصار في محافظة إدلب السورية باعتبارها جزءاً من عملية درع الربيع.
كما نشرت تركيا بطارية صاروخ حصار-A لحماية قواتها المتمركزة في ليبيا.
أنواع الصواريخ حصار Hisar
حصار-A
يتكون نظام حصار-Hisar A (نظام صواريخ الدفاع الجوي منخفض الارتفاع) من أربع قاذفات وصواريخ عمودية من طراز حصار-A مثبتة على هيكل مركبة FNSS ACV-30. وجرى تركيب رادار للمراقبة الجوية ونظام كهروضوئي/الأشعة تحت الحمراء (EO/IR) على نظام حصار-A للمركبة ليكون نظاماً مستقلّاً.
مواصفات حصار-A
الحد الأدنى للمدى: 2 كم
المدى الأقصى: 15+ كم
الحد الأدنى للارتفاع: 30 متراً
أقصى ارتفاع: 8+ كم
حصار-O
يتكون نظام حصار-Hisar O (نظام صاروخي للدفاع الجوي متوسط الارتفاع) من قاذفة رأسية مثبتة على هيكل مرسيدس-بنز زيتروس.
مواصفات حصار-O
الحد الأدنى للمدى: 3 كم
المدى الأقصى: 25+ كم (الإصدار الموجه بتردد الراديو: 35+ كم)[7]
الحد الأدنى للارتفاع: 50 متراً
أقصى ارتفاع: 15 كم
سرعة ماخ: 2 ماخ
حصار-U
حصار-Hisar U (نظام الدفاع الجوي طويل الارتفاع) هو نظام دفاع جوي عالي الارتفاع وبعيد المدى ولا تزال دراسات التطوير جارية عليه.
ومن المتوقع أن يصل مدى الصاروخ، المقرر استخدامه على السفن والأرض، إلى أكثر من 100 كيلومتر، وهو محرك نبض مزدوج ورأس باحث رادار نشط (RF) وباحث تصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR) وتوجيه طرفي. وسيستخدم حصار-U بشكل خاص في مدمرة الدفاع الجوي من فئة TF-2000، التي تعد أكبر مشروع سفينة قتالية للبحرية التركية.
وفي 6 نوفمبر 2021م، عُرضت تجربة إطلاق صاروخ الدفاع الجوي "حصار-U" للجمهور لأول مرة.
مواصفات حصار-U
الحد الأدنى للمدى: 30 كم
المدى الأقصى: أكثر من 150 كم (سيجري العمل على المدى الأقصى المتصور للبلوك 2 لكل من المدى الأطول واعتراض الصواريخ الباليستية في البلوك 3 وما بعده)
الحد الأدنى للارتفاع: 100 متر
أقصى ارتفاع: 20 كم
فوائد استراتيجية لحصار
نظم صواريخ الحصار Hisar في تركيا توفر عديداً من الفوائد الاستراتيجية المهمة. إليك بعض هذه الفوائد:
الدفاع الجوي المتقدم: توفر نظم صواريخ الحصار قدرات دفاع جوي متقدمة لتركيا. تعمل هذه الصواريخ على اعتراض وتدمير التهديدات الجوية المنخفضة والمتوسطة والعالية الارتفاع بفعالية، بما في ذلك الطائرات والصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار، وغيرها من الأهداف الجوية.. هذا يسهم في تعزيز الأمن الوطني وحماية الأراضي والموارد الحيوية لتركيا.
الاستقلالية العسكرية: تعزِّز نظم صواريخ الحصار القدرة التركية على الاعتماد على تكنولوجيا دفاع جوي محلية الصنع والقدرة على تطوير وتشغيل هذه الأنظمة بشكل مستقل. بفضل وجود هذه القدرات الوطنية، يقل الاعتماد على واردات الأسلحة وتعزيز قدرة تركيا على الاستجابة للتهديدات الجوية في أي وقت بصورة فعالة.
التعاون الدولي: تعزِّز نظم صواريخ الحصار التعاون الدولي والشراكات الدفاعية مع دول أخرى. تركيا تعمل على تطوير وتحسين هذه الأنظمة بالتعاون مع شركاء دوليين، مما يسمح لها بالاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة. هذا النوع من التعاون يعزز العلاقات الثنائية ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
الردع الاستراتيجي: تعزِّز نظم صواريخ الحصار قدرات الردع الاستراتيجي لتركيا. عندما تكون لدى البلد القدرة على اعتراض وتدمير التهديدات الجوية، يتحقَّق مستوى أعلى من الردع الاستراتيجي. هذا يعني أن أي طرف يفكر في شن هجوم جوي على تركيا يعلم أنه سيواجه ردّاً قويّاً وفعالّاً، مما يقلل من احتمالية حدوث هجمات ويسهم في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
التنمية الصناعية والاقتصادية: تُسهم صناعة نظم صواريخ الحصار في تعزيز التنمية الصناعية والاقتصادية في تركيا من خلال تطوير وإنتاج هذه الأنظمة، يجري تعزيز القطاع الصناعي وتتوفر فرص عمل وتحفيز الابتكار التكنولوجي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تصدير هذه الأنظمة إلى تعزيز الصادرات وتحسين الرصيد التجاري لتركيا.
اهتمام عالمي بالصاروخ حصار
أعربت بنجلاديش عن اهتمامها بنظام الدفاع الجوي حصار-O، ووقَّعت إندونيسيا عقداً لشراء نسخة مختلفة من نظام صواريخ أرض-جو حصار-O وحصار-U من شركة الدفاع التركية روكيستان في Indo Defense 2022.
