ضمن خطوات تعزيز العلاقات بين البلدين، من المقرر أن توقع تركيا والإمارات الإثنين، 12 اتفاقية تشمل مجالات الاستثمار والدفاع والنقل والصحة والزراعة في إطار زيارة رسمية يجريها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أبوظبي.
ويزور الرئيس التركي الإمارات، الإثنين والثلاثاء، عقب استقباله ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالعاصمة أنقرة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
يذكر أن الإمارات تربطها علاقات تجارية واستثمارية جيدة مع تركيا، فخلال العقدين الماضيين نمت التجارة وازدادت الاستثمارات بشكل لافت، فبينما يبلغ متوسط حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين قرابة 8 مليارات دولار أمريكي، حلت الإمارات بالمرتبة الأولى خليجياً وعربياً من حيث قيمة وتنوع الاستثمارات المباشرة في تركيا.
تبادل تجاري مستقر
في السنوات الأربع الماضية، حافظت أنقرة وأبو ظبي على استقرار العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما، وتوسعت لتشمل جوانب واتجاهات جديدة خلال فترة كورونا، الأمر الذي انعكس على حجم الصادرات التركية إلى الإمارات التي ارتفعت إلى نحو 295 مليون دولار أمريكي في شهر يونيو/حزيران الماضي مقارنة بشهر مايو/أيار الذي بلغت قيمة صادراته نحو 243.5 مليون دولار.
وبحسب بيانات وزارة الخارجية التركية، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين قرابة 7.4 مليارات دولار أمريكي عام 2019، ونحو 7.6 مليارات دولار عام 2018، مسجلاً رقماً قياسياً عام 2017 بعد أن وصل حجم التجارة إلى قرابة 14.8 مليار دولار أمريكي. ووفق هذه الأرقام، فإن الإمارات العربية المتحدة تحل في المرتبة الـ12 كأكبر مستورد للسلع التركية على مستوى العالم والثانية عربياً بعد العراق، وفي المرتبة التاسعة كأكبر مصدّر للسوق التركية عالمياً والأولى عربياً.
وبينما بلغت قيمة الصادرات التركية إلى الإمارات 3.5 مليارات دولار في عام 2019، وصلت قيمة واردات تركيا من الإمارات في العام نفسه إلى 4.33 مليارات دولار. وتنوعت الصادرات التركية إلى الإمارات ما بين الأحجار الكريمة والمعادن والآلات والأجهزة الكهربائية، في حين أن أهم الصادرات الإماراتية إلى تركيا هي الذهب والألمنيوم والمجوهرات والنفط والزيوت المعدنية والمواد الكيماوية والحديد.
ويرى الباحث علي باكير أن هناك إمكانية وأرضية جيدة من أجل النهوض بالعلاقات الاقتصادية وتعزيز الحركة التجارية بين كل من تركيا والإمارات في مرحلة ما بعد كورونا، نظراً لإمكانيات وطموحات الجانبين غير المستغلة، وحقيقة أن حجم التبادل التجاري أقل بكثير من الرقم القياسي المسجل في عام 2017 والبالغ 14.8 مليار دولار أمريكي.
استثمارات متزايدة
تشير البيانات الرسمية الصادرة عن معهد الإحصاء التركي إلى تجاوز حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا 165 مليار دولار أمريكي في الفترة من يناير/كانون الثاني 2002 حتى نهاية عام 2020.
وبينما بلغ مجموع الاستثمارات الخليجية في تركيا قرابة 11.4 مليار دولار خلال السنوات الـ18 الأخيرة، حلت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى بين الدول الخليجية كأكبر مستثمر في تركيا بقيمة بلغت نحو 4.3 مليارات دولار، تلتها قطر والمملكة العربية السعودية في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي.
وتنوعت الاستثمارات الإماراتية في تركيا لتشمل قطاعات التمويل والبنوك والطاقة المتجددة والمشاريع العقارية والصناعات الغذائية والدوائية والطبية، والسلع الاستهلاكية والخدمات اللوجستية والمواني وتجارة التجزئة، والمراكز التجارية والفنادق والمنتجعات السياحية، فضلاً عن شراء وضخ استثمارات في الشركات التركية الرائدة في القطاع التكنولوجي والرقمي.
كما تُعد الإمارات سوقاً استثمارية مهمة للمستثمرين الأتراك، حيث تتركز الاستثمارات التركية بالأغلب في قطاع البناء والإنشاءات. فقد نفذت شركات المقاولات التركية في الإمارات لغاية عام 2013 نحو 100 مشروع بقيمة تجاوزت 8.5 مليارات دولار أمريكي. وإلى جانب قطاع البناء والإنشاءات، تستثمر الشركات التجارية التركية هي الأخرى في الإمارات وافتتحت مقرات ومخازن لها هناك.
أحدث الاستثمارات التركية الإماراتية
ضمن أحدث الاستثمارات الإماراتية في تركيا، استحوذت شركة "فينيكس" الإماراتية للسكوتر، على شركة "بالم " التركية الرائدة في مجال التنقل الخفيف (السكوتر الكهربائي) في 2 أغسطس/آب الجاري، مقابل 43 مليون ليرة تركية (نحو 5 ملايين دولار أمريكي).
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أعلنت مجموعة شركات "ياشار (Yaşar Holding)" التركية صاحبة العلامة التجارية "بينار (Pınar)" المختصة في صناعة منتجات الأجبان والألبان، عن قيامها باستثمار مباشر في العاصمة الإماراتية أبو ظبي لبناء مصنع خاص بتصنيع الجبن بقيمة 30 مليون دولار أمريكي.