برز اسم الوحدة 8200، في عدة مناسبات سابقة كان آخرها عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلنت كتائب القسام، اقتحام مقر الوحدة 8200 وتكبيدها خسائر كبيرة. (Others)
تابعنا

تعد الوحدة 8200 واحدة من أقوى أذرع هيئة الاستخبارات الإسرائيلية، تأسست عام 1952، وتعمل في جميع أنحاء العالم. تمتلك الوحدة قدرات وخبرات تمكّنها من توفير المعلومات اللازمة للمؤسسات الإسرائيلية بعد جمعها من خلال عمليات التجسس والاختراقات، وتعتمد بشكل كبير على العمل السيبراني.

برز اسم الوحدة 8200، في عدة مناسبات سابقة كان آخرها عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلنت كتائب القسام، اقتحام مقر الوحدة 8200 وتكبيدها خسائر كبيرة. فما تلك الوحدة؟ وما أبرز نشاطاتها؟

الوحدة 8200.. سرية تامة

نظراً إلى أهمية الوحدة في إسرائيل، فإنها تحظى بسرية كبيرة، بحيث لا يُكشف عن هوية العاملين بها، بمن في ذلك قائدها. أُكِّد ذلك عند تسليم قيادة الوحدة في وقت سابق، إذ جرى تمويه وجه القائد في الصور المنشورة من حفل التسليم.

الانضمام إلى الوحدة 8200 ليس أمراً سهلاً، حيث يُمنع العرب في إسرائيل عموماً من الانضمام إلى الجيش ووحدات الأمن السيبراني بشكل خاص. ويجمع مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي ويُحدّث المعلومات باستمرار حول الفتية والفتيات الإسرائيليين المتميزين في مجالات التقنية في المرحلة الثانوية.

تتضمن عملية اختيار المرشحين للانضمام إلى الوحدة اختبارات سنوية ونصف سنوية في اللغات والعلوم والبرمجة والتفكير الإبداعي وسرعة البديهة، بالإضافة إلى الاختبارات البدنية. كما يوجد برنامج "مغا شميم" في جامعة "بن غوريون" بجنوب إسرائيل يتيح للفتية والفتيات المتميزين الدراسة لمدة 3 سنوات، التي قد تؤهلهم للخدمة في الوحدة.

العمل في هذه الوحدة يعدّ حلماً لضباط الاحتلال، حيث تُعد واحدة من وحدات النخبة في سلاح المخابرات وتمنح المنتسبين إليها مكانة مرموقة فور قبولهم في أي من مناصبها، بالإضافة إلى الفرص الوظيفية الخارجية غير المحدودة التي ستتاح لهم بعد الخدمة.

مسارات الوحدة 8200

تتكون الوحدة من مسارين تخصصين:

الأول هو مسار أوفيك الذي يتبعه المرشحون ذوو القدرات والمعلومات المناسبة، ويتلقون تدريبات قبل الخدمة لمدة 2-3 سنوات.

والثاني هو مسار "شاكاف" الذي يتبعه المرشحون ذوو المؤهلات الأكاديمية المتقدمة، ويحصلون على تدريبات مكثفة لمدة 3-4 سنوات.

تشمل مجالات العمل في الوحدة 8200 تحليل المعلومات، والاستخبارات السيبرانية، والاختراق الهادف، والتعاون مع وحدات أخرى في الجيش الإسرائيلي وجهات أخرى.

تتألف الوحدة من جنود يجيدون العربية والفارسية، بما في ذلك أفراد ينحدرون من أسر إيرانية، ويتمركز مقرها الرئيسي في منطقة جليلوت. بفضل التعاون الأمريكي، أصبحت وحدة 8200 واحدة من أكبر قواعد التنصت على مستوى العالم.

علاوة على ذلك، بدأ الكثير من كبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا في تل أبيب حياتهم المهنية في وحدة 8200، التي تُعرف بأنها "وكالة الاستخبارات التقنية الأولى في العالم".

ماذا يفعل خريجو الوحدة 8200 بعد انتهاء خدمتهم؟

يقول جلعاد أدين، مالك إحدى شركات الإعلام والرئيس التنفيذي السابق ورئيس تحرير القناة العاشرة الإسرائيلية والقائد السابق للوحدة، إن تولي أغلب خريجي الوحدة المناصب البارزة له أسباب واضحة، حيث يُفضَّل خريجو الوحدة 8200 في الجيش لأن الوحدة تركز على تجنيد الأشخاص ذوي القدرات المتميزة في مجال التكنولوجيا قبل انضمامهم إلى الوحدة.

وتبرز أهمية وحدة 8200 من خلال خدمة الرئيس الإسرائيلي السابق إسحاق هرتسوغ في صفوفها. وتتنافس شركات التكنولوجيا المتقدمة الرائدة في إسرائيل على استقطاب الضباط والجنود الذين ينتهون من خدمتهم في الوحدة 8200 بسبب قدراتهم الفائقة في المجال التكنولوجي.

نشاط الوحدة 8200

لعبت الوحدة 8200 دوراً حاسماً في الحرب الإلكترونية ضد برنامج إيران النووي، وتساهم في تطوير فيروس "ستوكسنت" الذي استُخدم عام 2009 لاستهداف الأنظمة المحوسبة التي تتحكم في أجهزة التخصيب النووي في المنشآت الإيرانية، ما أدى إلى تعطيلها.

كشفت وثائق جديدة من مخزن الأرشيف الرسمي الإسرائيلي، بمناسبة مرور أربعين عاماً على حرب عام 1973، أن وحدة 8200 مسؤولة عن ما يُعرف بـ "الوسائل الخاصة"، وتتضمن زرع أجهزة تنصت في مكاتب ومرافق حيوية داخل البلدان العربية، بخاصة تلك الدول التي تعاني من عداء مع إسرائيل.

وتعمل الوحدة 8200 بشكل وثيق مع وحدة سييرت متكال، وهي وحدة خاصة تعدّ الأكثر تميزاً في الجيش الإسرائيلي وتخضع مباشرة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. بالإضافة إلى تنفيذها عمليات الاغتيال في مناطق العالم العربي، تلعب "سييرت متكال" دوراً مركزياً في جمع المعلومات الاستخبارية من خلال زرع أجهزة تنصت وتصوير، وذلك بالتنسيق المسبق مع الوحدة 8200.

وعام 2011، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريراً يفيد بأن الوحدة 8200 تدير شبكة تجسس ضخمة تعد واحدة من أكبر قواعد التجسس في العالم، وتمكنها من مراقبة الهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني ووسائل الاتصال الأخرى عبر مناطق الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وإفريقيا. كما تتمتع بالقدرة على تعقب السفن. وأشار التقرير أيضاً إلى وجود مراكز تجسس سرية تابعة لوحدة 8200 في السفارات الإسرائيلية في الخارج، بالإضافة إلى وجود كابلات تجسس تحت البحر، ووحدات تجسس سرية في الأراضي الفلسطينية. وتمتلك الوحدة أيضاً طائرات "كلفستريم" المجهزة بأجهزة تجسس إلكترونية.

اقتحام المقاومة الفلسطينية وحدة 8200

أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، مع بدء عملية طوفان الأقصى، عن نجاح المجاهدين في احتجاز مجموعة جديدة من الأسرى ونقلهم إلى قطاع غزة.

وفي كلمة صوتية مسجلة، أشار أبو عبيدة إلى أن عدداً من المجاهدين "تمكنوا بسلام من الانسحاب من قاعدة أورين، التي تضم وحدة الاستخبارات 8200، بعد استكمال مهمتهم هناك وتكبيدهم قوات العدو خسائر كبيرة".

TRT عربي