مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، تسلط الضوء على الناخبين، الذين سيكون لهم الكلمة الأخيرة في حسم العملية الديمقراطية.
على مرّ السنين، سجلت تركيا إقبالاً كبيراً من الناخبين، إذ كان 86% منهم يمارسون حق الانتخاب في الانتخابات الرئاسية لعام 2018.
وكما أدلى الأتراك في الخارج بأصواتهم خلال 27 أبريل/نيسان و9 مايو/أيار، ستبدأ عملية التصويت في تركيا في 14 مايو.
مرّت تركيا بتغييرات كبيرة في نظامها الانتخابي منذ التسعينيات، مع إدخال انتخابات رئاسية مباشرة في عام 2014 ونظام رئاسي جديد للحكم في عام 2017، فضلاً عن قانون الانتخابات الجديد الذي خفض العتبة الانتخابية (نسبة الحسم) إلى 7% التي مُرّرت في أبريل 2022.
إقبال الناخبين
كانت مشاركة الناخبين في الانتخابات الرئاسية التركية منذ التسعينيات عالية نسبياً، إذ بلغ متوسط المشاركة 78.5%، وفقاً للمعهد الدولي للديمقراطية ومساعدات الانتخابات "IDEA".
في عام 2018، سُجّلت واحدة من أعلى نسبة المشاركة في تاريخ تركيا الانتخابي في الانتخابات الرئاسية، إذ أدلى 86.2% من الناخبين المؤهلين بأصواتهم.
سُجّلت أدنى نسبة مشاركة في تركيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2014 ، إذ أدلى 74% من الناخبين المؤهلين بأصواتهم.

مقارنة بالديمقراطيات الأخرى
كما سجّلت تركيا أيضاً أعلى معدل إقبال على التصويت مقارنة ببعض الدول الديمقراطية الأخرى مثل: اليونان (2019) والولايات المتحدة (2020) والمملكة المتحدة (2019) والنرويج (2021) والهند (2019).
حصلت النرويج على ثاني أعلى معدل إقبال بنسبة 77% في انتخابات عام 2021. بلغ معدل إقبال الناخبين في الولايات المتحدة 70.7% في انتخابات 2020، والمملكة المتحدة بنسبة 67.5% في انتخابات 2019.
وشهدت اليونان أقل معدل إقبال على التصويت بين هذه البلدان، إذ شارك 57.8% فقط من الناخبين المؤهلين في انتخابات 2019، فيما أدلى 67% بأصواتهم في الهند في انتخابات 2019.

التغييرات الانتخابية والتصويت المباشر
عقدت تركيا خمسة انتخابات محلية وعامة منذ بدء الانتخابات الرئاسية المباشرة في عام 2014 ، إذ انتُخب الرئيس من الشعب.
قبل ذلك، كان مجلس النواب ينتخب الرئيس، والتي شملت جولتين من التصويت. في الجولة الأولى، وكان يحتاج المرشح إلى الحصول على ثلثي الأصوات على الأقل في البرلمان ليُنتخب.
في حالة عدم حصول أي مرشح على ثلثي الأصوات، تُجرى جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الأولى.
وفي الجولة الثانية انتُخب المرشح الذي حصل على أغلبية أصوات مجلس النواب رئيساً.
كان للرئيس المنتخب من البرلمان دور فخري إلى حد كبير، مع سلطات تنفيذية محدودة. وكان دور رئيس الوزراء، الذي عينه الرئيس من بين أعضاء أكبر حزب في البرلمان، رئيس الحكومة والتحكم بالسلطة التنفيذية الحقيقية.

ومع ذلك، تغير دور الرئيس بشكل كبير مع الاستفتاء الدستوري الذي أجري في عام 2017، والذي أدخل نظام حكم رئاسي جديداً.
وبموجب النظام الجديد، يكون الرئيس رأس الدولة ورئيس الحكومة، ويتمتع بسلطات تنفيذية قوية
ينتخب الشعب الآن الرئيس مباشرة من خلال تصويت شعبي وطني، وأعضاء مجلس النواب من خلال انتخابات عامة تجرى كل خمس سنوات.
والآن وعلى مشارف الانتخابات الحاسمة في تركيا، يعيش 3.4 مليون ناخب تركي مسجل خارج البلاد، وهو ما يمثل أكثر من 5% من الناخبين.