وأفادت شركة "تركسات" التابعة لوزارة النقل والبنية التحتية، بأن الأقمار الصناعية التركية باتت تلعب دوراً في عدد من المجالات الحيوية، تشمل أمن الحدود وإيصال المساعدات إلى الدول الأخرى، والعمل في مناطق الزلازل والفيضانات والحرائق، وكذلك عمليات البحث والإنقاذ بشكل سريع.
دور الأقمار الصناعية في توصيل المساعدات إلى غزة
وذكر تقرير لموقع TRT Haber أنه خلال الهجمات التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت تركيا من بين الدول التي قدمت أكبر قدر من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بفضل مشاركة "تركسات" مع المؤسسات والمنظمات المعنية لضمان وصول المساعدات.
إذ أمّن القمر الصناعي التركي الاتصال الدائم بالعالم عبر خدمة الإنترنت ذات النطاق العريض وجرى إيصال المساعدات الإنسانية التي جهزها الهلال الأحمر التركي بالتعاون مع المتبرعين والمنظمات غير الحكومية إلى المنطقة عبر السفن.
ورُكب بتلك السفن هوائي الأقمار الصناعية الخاص "HidrON SOTM"، الذي قدم خدمة الإنترنت ذات النطاق العريض بسرعة 100 ميجابت عبر القمر الصناعي "تركسات 5B".
كيف ساعدت الأقمار الصناعية على حل مشكلة الاتصال بعد الزلزال؟
وفي زلزال 6 فبراير/شباط المدمر، الذي وقع في تركيا العام الماضي لعبت الأقمار الصناعية التركية دوراً في لحظة حرجة، إذ تعطلت البنية التحتية للاتصالات والكهرباء، وتوزعت هوائيات الأقمار الصناعية "تركسات" بسرعة في المنطقة لضمان التواصل عبر الأقمار الصناعية.
ولضمان استمرار التواصل في عمليات البحث والإنقاذ المعقدة، أُرسلت مركبة بث حي مرتبطة بالقمر الصناعي إلى أديامان، و4 هوائيات طرفية صغيرة متنقلة (VSAT) -وهي ﺗﻘﻨﻴﺔ اﺗﺼﺎل ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺗﻘﺪم اﺗﺼﺎﻻً يعتمد ﻋﻠﻰ اﻷقمار اﻟﺼﻨﺎﻋية ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﻤﺘﻨﻘﻠﺔ اﻷرﺿﻴﺔ وﻣﺤﻄﺎت البث المركزي- إلى غازي عنتاب وكهرمان مرعش وأديامان.
كما رُكبت هذه الهوائيات في 167 موقعاً بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية AFAD، بجانب 203 هوائيات لتلبية احتياجات الإنترنت في هاطاي وأديامان وغازي عنتاب وديار بكر وشانلي أورفا وملاطية وكليس.
ولتوفير خدمات البنية التحتية للاتصالات في المدن المتضررة من الكارثة، أرسلت "تركسات" محطات قاعدية إلى 36 موقعاً في المخيمات التي أُنشئت بعد الزلزال.
أكثر من 3000 هوائي من "تركسات"
بالإضافة إلى ذلك، جرى تأمين بنية الاتصالات المستخدمة في حالات الطوارئ والكوارث مباشرة عبر الاتصال بالأقمار الصناعية، إذ إن المؤسسات الهامة مثل AFAD والهلال الأحمر التركي والمديرية العامة للغابات وقوات الأمن تتواصل مباشرة عبر الأقمار الصناعية "تركسات" في حالات الكوارث الطبيعية، وعمليات البحث والإنقاذ.
ومن أجل التواصل المستمر في حالات الطوارئ، ركّبت "تركسات" هوائيات "VSAT" لعديد من المؤسسات مثل قيادة خفر السواحل والمديرية العامة للأرصاد الجوية وشبكة TRT، ووصل عددها في جميع أنحاء تركيا إلى 3272.
رحلة إنتاج "تركسات" التركية
بدأت رحلة تركيا مع صناعة الأقمار الصناعية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما دخلت في شراكات دولية لإنتاج أقمار صناعية لخدمة تركيا، وفي أغسطس/آب من عام 1994 دخل القمر الصناعي "توركسات 1B" الخدمة.
وبعد ذلك بعامين في يوليو/تموز 1996 دخل القمر "توركسات 1C" الخدمة، ومن بعده في عام 2001 بدأ عمل القمر الصناعي "توركسات 2A".
وبين عامي 2013 و2021، أطلقت تركيا ثلاثة أقمار مخصصة لخدمات الاتصال ونقل البيانات بعد أن دخلت الأقمار توركسات 3A/ 4A/4B/5A/5B الخدمة عقب تقاعد الإصدارات السابقة وخروجها من الخدمة.
كما تستعد تركيا لإطلاق القمر الصناعي "تركسات 6A" في الأسبوع الثاني من يوليو/تموز الجاري في خطوة تمثل تتويجاً لخطوات متتالية نحو تحقيق أهداف برنامج الفضاء التركي.