مع تصاعد الأحداث في أوكرانيا، بعد أيام من بدء الهجوم الروسي، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو الأحد، أن الأوضاع في أوكرانيا تحولت إلى "حرب"، مؤكداً أن بلاده ستطبق أحكام معاهدة مونترو حول المضائق بكل شفافية.
وبموجب اتفاقية مونترو الدولية، تسيطر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي على مرور السفن بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، مما يجعلها لاعباً رئيسياً محتمَلاً في الأحداث المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا.
اتفاقية مونترو
وُقّعَت اتفاقية مونترو عام 1936 بعد أن طلبت تركيا، التي تشعر بالقلق إزاء التحركات التوسعية في المنطقة، من الموقعين على معاهدة لوزان عام 1923 تغيير الطريقة التي يُرصًد بها المضيق.
وقالت إن الظروف تغيرت، وطلبت السلطة الكاملة، وبعد مفاوضات مع القوى العالمية بما فيها المملكة المتحدة والاتحاد السوفييتي وفرنسا وغيرها، اتُّفق على أن تسيطر تركيا على المضيق.
ماذا تمنح الاتفاقية تركيا؟
وبموجب الاتفاق، تسيطر تركيا على مضيقَي البوسفور والدردنيل وسلطة تنظيم عبور السفن الحربية البحرية، كما يضمن حرية مرور السفن المدنية في أوقات السلم، ويحدّ مرور السفن غير التابعة لبلدان البحر الأسود.
وفي زمن الحرب، يُسمح لتركيا بإغلاق المضيق أمام جميع السفن الحربية الأجنبية أو عندما تكون هي مهددة بالعدوان.
كما يمكنها رفض عبور السفن التجارية من البلدان التي هي في حالة حرب مع تركيا، وتحصين المضايق في حالة نشوب نزاع.
وعلى جميع الدول الأخرى التي ترغب في إرسال سفن إخطار تركيا قبل 15 يوماً، في حين أن على دول البحر الأسود تقديم إشعار في مدة ثمانية أيام.
ويقتصر المرور على تسع سفن حربية ذات حمولة إجمالية محدَّدة في أي وقت، مع عدم السماح بمرور أي سفينة تزيد حمولتها على 10 آلاف طن.
ولا يمكن لسفن بلد من خارج البحر الأسود أن تتجاوز ما مجموعه 30 ألف طن في أي وقت، ولا يُسمح للسفن بالبقاء في المنطقة أكثر من 21 يوماً.
ويمكن لبلدان البحر الأسود إرسال غواصات عبر المضايق مع إشعار مسبق، ما دامت بُنيت أو اشتُريَت أو أُرسلَت لإصلاحها خارج البحر الأسود.
ويمكن عبور الطائرات المدنية على طول الطرق التي تسمح بها الحكومة التركية، ولا يتضمن الاتفاق قيوداً على مرور حاملات الطائرات، لكن أنقرة تسيطر على ذلك أيضاً.
تركيا في قلب الصراع
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستفعل ما هو ضروري كحلفاء لحلف شمال الأطلسي إذا شنّت روسيا غزواً، بلا مزيد من التفاصيل.
وفي عام 2008، عندما اعترفت روسيا باستقلال المنطقتين الجورجيتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، رفضت أنقرة طلب الولايات المتحدة السماح للسفن الحربية بالمرور عبر المضيق، في وقت كانت تعتمد فيه على روسيا للحصول على السلع والتجارة.
وخلال الحرب العالمية الثانية منع اتفاق مونترو دول المحور من إرسال قوات بحرية عبر المضيق لمهاجمة الاتحاد السوفييتي.