في الوقت الذي انتقلت فيه معظم المنظمات اليهودية الأمريكية إلى وضع الطوارئ في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لحشد الدعم السياسي والتخطيط لمسيرات مؤيدة لإسرائيل، لم يضع جميع اليهود الأمريكيين أنفسهم في "الخيمة الجماعية" فيما يتعلق بدعم الدولة الصهيونية في الحرب على القطاع المحاصَر، وفقاً لما نقلته تايمز أوف إسرائيل.
وإلى جانب الجماعات اليهودية الأرثوذكسية التي تناهض الصهيونية من منظور ديني، ينظم نشطاء يهود يساريون مظاهرات واسعة في الولايات المتحدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبلغت ذروتها في الاحتجاجات التي شهدت اعتقال المئات بسبب العصيان المدني خارج البيت الأبيض والكونغرس الشهر الماضي، حسب الغارديان البريطانية.
وعلى الصعيد الفردي، من غلاسكو إلى لندن، ومن باريس إلى برشلونة، انضم الكثير من اليهود المناهضين للصهيونية إلى المسيرات المؤيدة للفلسطينيين للتعبير عن التضامن مع سكان القطاع المحاصر.
إليكم في هذا التقرير أبرز الجماعات اليهودية المدافعة عن الحقوق الفلسطينية، والتي تعارض الإيديولوجية الصهيونية:
ناطوري كارتا (NK):
تعتبر "ناطوري كارتا" (NK)، جماعة أرثوذكسية يهودية دولية مناهضة للصهيونية ولها قاعدة دعم قوية في الولايات المتحدة، واحدة من أشهر الجماعات اليهودية المناهضة للصهيونية. وتُترجم اسمها إلى حراس البوابات باللغة الآرامية.
وتأسست الجماعة في عام 1938، وهي تعارض دولة إسرائيل المعاصرة على أسس دينية، لأنها لا تؤمن بأن الشعب اليهودي له الحق في تقرير المصير ولأن الله وحده هو القادر على استعادة السيادة اليهودية في الأرض بعودة المسيح.
ويشارك أعضاء ناطوري كارتا بنشاط في الأحداث والمظاهرات إلى جانب الفلسطينيين، ويدعوون إلى حل سلمي للصراع وإنهاء السياسات الصهيونية عبر "التفكيك السلمي لدولة إسرائيل".
الصوت اليهودي من أجل السلام (JVP):
"الصوت اليهودي من أجل السلام" (JVP) هي منظمة شعبية متنوعة تهدف إلى تعزيز السلام والعدالة والمساواة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. على الرغم من أنها لا تعارض بشكل صريح وجود إسرائيل، إلا أنها تعارض احتلال الأراضي الفلسطينية وتدعو إلى حل عادل ودائم يحترم حقوق وكرامة جميع الناس في المنطقة.
وتأسس "الصوت اليهودي من أجل السلام" في عام 1996 في منطقة خليج سان فرانسيسكو على يد نشطاء مناهضين لإسرائيل، بما في ذلك توني كوشنر ونعوم تشومسكي. وعلى غرار المنظمتين الصهيونيتين J Street وAIPAC، فإن JVP هي حركة وطنية تضم نشطاء طلابيين في الجامعات.
وينشط ما يقرب من 12 فرعاً من فروع JVP في حرم الجامعات، حيث يعمل الأعضاء غالباً بشكل وثيق مع فروع المجموعة الطلابية المناهضة لإسرائيل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) لتعزيز المبادرات والرسائل والأحداث المناهضة لإسرائيل.
وفي أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، أصدرت JVP تدوينة تحث الحكومة الأمريكية على "اتخاذ خطوات فورية لسحب التمويل العسكري لإسرائيل ومحاسبة الحكومة الإسرائيلية على انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين".
إذا لم يكن الآن (IfNotNow):
"إذا لم يكن الآن" هي حركة من الشباب اليهود الأمريكيين الذين يعملون على إنهاء دعم مجتمعهم لاحتلال الأراضي الفلسطينية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع. ظهرت المنظمة رداً على حرب غزة عام 2014 وشاركت منذ ذلك الحين في حملات مختلفة، بما في ذلك معارضة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
وتسعى المنظمة إلى تحدي الوضع الراهن داخل المجتمع اليهودي الأمريكي وتعزيز المحادثات حول العدالة والمساواة في المنطقة من خلال عقد مسيرات مناهضة لإسرائيل في الأيام التي تلت العدوان الإسرائيلي الأخير.
وقد اجتمع نشطاء منظمة "إذا لم يكن الآن" أو شاركوا في اعتصامات أمام مكاتب القادة السياسيين، بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس، وكانوا من ضمن المشاركين في تنظيم المظاهرة المناهضة لإسرائيل في 18 أكتوبر/تشرين الأول في واشنطن العاصمة.
وتركز المنظمة، التي أسست من قبل الشباب اليهود الذين شعروا بالغضب إزاء ما اعتبروه رد إسرائيل غير المتناسب على صواريخ حماس خلال عملية الجرف الصامد الإسرائيلية، بشكل عام على انتهاكات حقوق الإنسان التي تعتقد أن إسرائيل ترتكبها في غزة، وتولد الضغوط من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
يهود من أجل العدالة للفلسطينيين (JfJfP):
منظمة "يهود من أجل العدالة للفلسطينيين"، ومقرها المملكة المتحدة، هي مجموعة من الأفراد اليهود الذين يدعون إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وتدعم المنظمة السلام العادل والدائم الذي يتناول حقوق وأمن كل من الإسرائيليين والفلسطينيين. وتشدد المنظمة على أهمية التعامل مع المجتمع اليهودي الأوسع وتعزيز الحوار حول تعقيدات الصراع.
تأسست المنظمة في 17 فبراير/شباط 2002 على يد الأكاديمية البريطانية إيرين بروجيل، ابنة اللاجئَين اليهوديين الألمانيين، وشريكها ريتشارد كوبر، مع عديد من الأصدقاء اليهود، معظمهم من الإناث، بعد أن أجرت بروغل جولة في الضفة الغربية.