وأعرب بيبركورن عن قلق بالغ إزاء استهداف جيش الاحتلال لمستشفى ناصر في خان يونس بتاريخ 25 أغسطس/آب، مؤكداً أن الهجوم أسفر عن استشهاد 20 مدنياً على الأقل، بينهم 5 صحفيين، إضافةً إلى إصابة أكثر من 50 آخرين، بينهم مرضى.
وقال بيبركورن إن النظام الصحي في قطاع غزة "مشلول ومنهار"، لافتاً إلى أن أقل من نصف المستشفيات تعمل جزئياً فقط لتلبية احتياجات أكثر من 2.1 مليون شخص. وأوضح أن مستشفى ناصر، الذي يُعد حالياً أكبر مركز تحويلي في القطاع، بات الملاذ الأخير لآلاف المرضى، مشدداً على أن خروجه عن الخدمة ستكون له "عواقب كارثية" على النظام الصحي وسكان القطاع.
وأشار إلى أن المستشفيات الرئيسية الثلاثة في غزة: الأهلي والشفاء وناصر، تعمل حالياً بطاقة تفوق قدرتها بثلاثة أضعاف، في ظل انعدام الموارد والإمكانات الأساسية.
وأكد ممثل الصحة العالمية أن تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)" التابع للأمم المتحدة الصادر مؤخراً، أشار بوضوح إلى وجود مجاعة في مدينة غزة، وأن أكثر من 500 ألف شخص في شمال القطاع يواجهون ظروفاً إنسانية كارثية تتضمن الجوع الحاد والفقر والموت.
ووفق التقرير، من المتوقع أن تمتد المجاعة إلى مدينتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، إذا استمرت الأوضاع الراهنة دون تغيير.
ووفقاً لبيبركورن، فإن منظمة الصحة العالمية تحققت من وفاة 206 أشخاص في عام 2025 بسبب آثار ناتجة عن سوء التغذية، معتبراً أن هذا الوضع لا يزال قابلاً للانعكاس، بشرط تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار والسماح بإدخال مساعدات غذائية وطبية بكميات كافية ومن دون عوائق.
وشدد على أن أي عملية عسكرية في مدينة غزة ستدفع السكان نحو الجنوب، حيث يقيم بالفعل أكثر من مليون شخص في مخيمات مؤقتة مكتظة، مما سيزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية.
من جهتها، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، الخميس، أنها قدّمت 120 صندوقاً من أغذية الأطفال إلى مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة، ضمن جهودها للاستجابة للمجاعة المتفاقمة الناتجة عن الحصار الإسرائيلي والهجمات المستمرة على القطاع.
وذكرت المنظمة في بيان، أن تواصل العمليات العسكرية والحصار المفروض منذ مارس/آذار، أديا إلى انهيار البنية التحتية الصحية وحرمان المدنيين من الرعاية الأساسية، مشيرةً إلى أن إسرائيل لا تسمح إلا بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات، رغم التحذيرات الأممية من اتساع رقعة المجاعة.
وأضافت المنظمة أنها تواصل تقديم الدعم في مستشفيات الشفاء والأهلي والأقصى، إلى جانب مركز اليرموك الصحي وفريق طبي متنقل يغطي مناطق مختلفة من القطاع.
ويتزامن تفشي المجاعة مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة غزة، حيث ينفِّذ منذ أكثر من أسبوعين هجمات وقصفاً وتوغلات في مناطق الشجاعية والزيتون والصبرة شرق وجنوب المدينة، إضافةً إلى مخيم جباليا شمالاً، ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين.
وتشهد غزة، منذ عدة أشهر، وضعاً إنسانياً بالغ الخطورة في ظل تدهور الخدمات الصحية، وشح الغذاء، وانعدام المياه النظيفة والدواء ومستلزمات الحياة الأساسية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفاً و895 شهيداً، و158 ألفاً و927 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 317 فلسطينياً، بينهم 121 طفلاً.