قال محرر العلوم والتكنولوجيا في صحيفة "نيويورك تايمز" البريطانية كينيث تشانغ إن كتب الجيولوجيا تكاد تُجمع على أن الرسم التخطيطي للأرض يوضح 4 طبقات محددة بدقة.
- واستهل تشانغ مقاله في "نيويورك تايمز" بالقول: "يبدو أن لبّ الأرض يحمل سراً أعمق"، وقال إن أول طبقة من طبقات كوكب الأرض عبارة عن غلاف خارجي رقيق من الصخور، وهو الذي نعيش عليه ويسمى القشرة.
- وأردف أن الطبقة الثانية هي الوشاح، حيث تتدفق الصخور سائلاً شديداً اللزوجة يقود حركة القارات ورفع الجبال.
- وأما الطبقة الثالثة، حسب تشانغ عبارة عن لبّ خارجي سائل من الحديد والنيكل يولد المجال المغناطيسي للكوكب، وهي تعلو الطبقة الرابعة وهي نواة داخلية صلبة.
وكان عالمان أستراليان حلّلا تقاطع الموجات الزلزالية من الزلازل الكبيرة، وتبيّن لهما أن في مركز الأرض طبقة مختلفة تماماً.
وقال هرفوي تكالسيتش أستاذ الجيوفيزياء في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، وهو أحد العالمَين: "أكدنا الآن وجود اللب الداخلي الأعمق".
ويُقدّر تكالسيتش والباحث تان سون فام أن النواة الداخلية الأعمق يبلغ عرضها نحو 800 ميل، ويبلغ عرض اللب الداخلي بالكامل نحو 1500 ميل.
ونشرت النتائج التي توصلا إليها الثلاثاء الماضي في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications).
واقترح العالمان مياكي إيشي وآدم ديزيونسكي، وهما من علماء الزلازل بجامعة هارفارد، لأول مرة فكرة النواة الداخلية الأعمق في عام 2002 بناءً على الخصائص المميزة لسرعة الموجات الزلزالية التي تمر عبر اللب الداخلي.
وكان العلماء يعرفون بالفعل أن سرعة الموجات الزلزالية التي تنتقل عبر هذا الجزء من الأرض تختلف باختلاف الاتجاه. إذ تحركت الموجات بشكل أسرع عند الانتقال من قطب إلى آخر على طول محور الأرض وأبطأ عند السفر بشكل عمودي على المحور.
ويعتقد الجيوفيزيائيون أن الاختلاف في السرعات، أسرع بنسبة قليلة على طول المسارات القطبية، ينشأ من محاذاة بلورات الحديد في اللب الداخلي.
لكن في منطقة صغيرة في المركز، كانت أبطأ الموجات هي تلك التي تتحرك بزاوية 45 درجة مع المحور بدلاً من 90 درجة، كما قال علماء الزلازل بجامعة هارفارد.
ويستفيد البحث الجديد، حسب تشانغ، من حقيقة أن الموجات الزلزالية ترتد أيضاً. وبالتالي يمكن لمقياس الزلازل القريب من مركز الزلزال رصد انعكاس الموجة التي انتقلت خلال الأرض وارتدت مرة أخرى، مارة بالنواة الداخلية الأعمق مرتين. وهذه الموجات يمكن أيضاً أن تنعكس ذهاباً وإياباً مرة ثانية، متنقلة خلال النواة الأعمق أربع مرات.