بعد أن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صور لمستخدميها وهم كبار في السن، بعد استخدام شريحة كبيرة منهم تطبيق FaceApp الجديد، تنتشر الآن موجة أخرى من هوس استخدام تلك التطبيقات، ولكنها ذات لمحة فنية هذه المرة، إذ انتقل الهوس إلى استخدام تطبيق AI portraits الذي يستخدم الذكاء الصناعي ليحوّل الصورة الشخصية إلى لوحات كلاسيكية.
على عكس التطبيق الأول الذي يرسم على ملامح الشخص الأصلية ليكبرها سنّاً، يولّد تطبيق AI portraits الجديد ملامح جديدة من ملامح الشخص الأصلية ويحوّلها إلى لوحة كلاسيكية، وذلك باستخدامه خوارزميات مدربة على عشرات الآلاف من الصور الكلاسيكية لكبار الرسامين، وهو ما قد يمنح مستخدم البرنامج نتائج متنوعة كل مرة يستخدم فيها البرنامج على صورة شخصية مختلفة.
ولكن تطبيق AI portraits لم يُرضِ رغبة المستخدمين في رؤية صورهم في حالة رسمها على يد فنان كلاسيكي فحسب، بل أعاد معه جدل "الخصوصية".
تطبيقات للتسلية أم لسرقة البيانات؟
بعد انتشار هوس استخدام تطبيق FaceApp الذي يحوّل الصورة الشخصية إلى شكل الشخص وهو متقدم في العمر، حذّر بعض الخبراء من احتمالية سرقة تلك التطبيقات بيانات وصور المستخدمين، وهو ما دفع الشركة الروسية مصممة التطبيق، إلى أن تعلن أنها تستقبل وتقبل طلبات المستخدمين التي تطالب بمسح صورهم من قاعدة بيانات التطبيق بعد استخدامهم له، وأقرت بأن التطبيق لا يستغلّ صور المستخدمين لأغراض أخرى.
كما أشارت بعض التقارير إلى أن استخدام تطبيقات كتلك يُعتبر مجازفة لا بد أن يتحمل المستخدم تبعاتها، فمن أجل إرضاء رغبته في أن يرى كيف يبدو شكله بعد 30 عاماً أو أكثر، فعليه أن يضحّي ببياناته والصور الموجودة على جهازه ويرفعها على التطبيق، وهو ما قد يجعلها حسب تلك التقارير، عرضة للاستخدام من قبل أجهزة أمن أو استخبارات الدولة المصممة للتطبيق.
وهذا ما جعل بعض نواب الكونغرس الأمريكي الأربعاء الماضي، يطلب تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي ولجنة التجارة الفيدرالية في أمر التطبيق لأسباب أمنية، كما حذّرَت اللجنة الوطنية الديمقراطية، الهيئة الرسمية الحاكمة للحزب الديمقراطي الأمريكي، مرشَّحي الانتخابات الرئاسية 2020 من استخدام التطبيق بسبب مخاوف من مصدر التطبيق الروسي.
الذكاء الصناعي وخاصية التعرُّف على الوجوه
تأتي المجازفة هذه المرة مع تطبيق AI portraits، الذي صمّمَته شركة أمريكية، في استخدام الذكاء الصناعي AI لتحويل ملامحك إلى لوحة كلاسيكية مرسومة، إذ يشير الخبراء إلى أنه ولو مُسحَت الصور من التطبيق بعد استخدامه، يمكن للذكاء الصناعي أن يخزّن ملامحك الأصلية إلى الأبد، وهو ما أثار مخاوف لدى البعض في استخدامها ضمن خاصية التعرف على الوجوه (Facial Recognition).
وهي الخاصية التي تثير قلق البعض من انتهاك التكنولوجيا لخصوصية المستخدمين، واستخدامها لتغذية بيانات لدى أجهزة الأمن والاستخبارات، التي بدأت باستخدامها بالفعل في بعض الدول، وهو ما أثار قلقاً حول النتائج الخاطئة التي قد تعطيها تلك الخاصية للجهات الأمنية.
كل ذلك دفع بعض الولايات الأمريكية إلى المطالبة بتقنين استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي في التطبيقات التجارية بحكم قضائي، لكي لا تستخدم تلك التطبيقات ملامح الوجه لأغراض غير تجارية تتجاوز التطبيق نفسه والغرض من استخدامه.
غذّى هاجس الإنترنت الحالي تطبيقات مثل FaceApp وAI portraits، وذلك باستعداد المستخدمين الدائم لتسليم صورهم لأجل التسلية، ولكن يبدو أن الأمر تَخطَّى التسلية لدى السلطات، وهو ما جعل بلد منشأ التطبيق يمثّل تهديداً حقيقيّاً بالنسبة إلى مصير الصورة المستخدمة، سواء كانت صورة كلاسيكية من القرن الخامس عشر أو صورة المستخدم بعد عشرات الأعوام.