نتيجة حرب غزة.. تراجع السياحة الخارجية إلى إسرائيل بنحو 70% خلال 2024
استعادت المرافق السياحية في إسرائيل خلال 2024 ذكرى سيئة عندما تدهورت صناعة الضيافة خلال عامي كورونا 2020 و2021 بحدة، إلا أن حرب الإبادة التي تواصل تل أبيب ارتكابها في قطاع غزة هي السبب في تدهور السياحة خلال العام الماضي.
آثار انفجارات في رمات غان شرق تل أبيب إثر صاروخ من لبنان- أرشيف. / صورة: Reuters (Reuters)

وبسبب الحرب على غزة ومن ثم الهجمات المتبادلة مع إيران واليمن والحرب على لبنان، علّقت غالبية شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى تل أبيب، بعضها لعدة شهور وأخرى حتى إشعار آخر.

وبسبب الحرب تدهورت صناعة السياحة الوافدة إلى إسرائيل بنسبة فاقت 70% خلال العام الماضي، مقارنة بـ2023، وتراجعت أكثر من 80%، مقارنة بعام الذروة قبل جائحة كورونا في 2019.

تراجع حاد

ويُظهِر مسح يستند إلى بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي أن السياحة الوافدة تراجعت إلى 885 ألف سائح وزائر خلال الشهور الأحد عشر الأولى من 2024، وسط توقعات بوصولها إلى 952 ألف سائح خلال العام كله.

بينما في الشهور الأحد عشر الأولى من 2023 بلغ عدد الذين زاروا إسرائيل 2.957 مليون سائح، فيما وصل عددهم في كامل 2023 إلى نحو 3.01 مليون سائح، بحسب بيانات رسمية.

وأمام هذا التدهور، وجدت المرافق السياحية نفسها بعيدة عن أي برامج تحفيز حكومية، وهو ما عبّر عنه عديد الشركات والمؤسسات لوزارة السياحة في إسرائيل.

ووفق تقرير نشره موقع وصلة للاقتصاد والأعمال الإسرائيلي (خاص)، استناداً إلى بيانات حكومية، فقد أغلقت نحو 60 ألف شركة ومشروعاً صغيراً ومتوسطاً أبوابها عام 2024، بزيادة 50% مقارنة بالسنوات السابقة.

وعلى الرغم من عدم توفر أرقام محددة لعدد شركات السياحة التي أغلقت أبوابها، يشير التقرير إلى أن قطاع السياحة كان من بين الأكثر تضرراً، ما يعني أن عدداً كبيراً منها قد تأثر وأغلق أبوابه نتيجة للصراع.

إضافة إلى ذلك، تأثرت قطاعات أخرى مثل البناء والزراعة بشكل كبير، إذ أغلقت نحو 700 إلى 750 شركة بناء وبنية تحتية العام الماضي، بزيادة تفوق 10% مقارنة بـ2023. كما تأثر قطاع الزراعة بسبب القيود الأمنية على المناطق الحدودية ونقص العمالة.

وتُظهِر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي أن تصاعد حرب الإبادة على قطاع غزة أدى إلى تثبيط المسافرين الدوليين بشكل كبير.

وتدهورت بشكل كبير أعداد السياح خلال فترة الحرب الإسرائيلية على لبنان، فبينما كان عدد السياحة الوافدة في أغسطس/آب 2024 نحو 304.1 ألف سائح، تراجع إلى قرابة 89.7 ألف سائح في سبتمبر/أيلول الماضي.

واستمر التراجع إلى 38.3 ألف سائح في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، قبل أن يصعد قليلاً إلى 52.8 ألف سائح في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي.

تسلسل زمني

وشهدت السياحة في إسرائيل تقلبات ملحوظة خلال العقد الماضي، إذ تأثرت بعوامل سياسية وأمنية وصحية. وفيما يلي نظرة على أداء القطاع السياحي في كل عام استناداً إلى بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي:

2014: استقبلت إسرائيل نحو 2,926,700 سائح، فعلى الرغم من التوترات الإقليمية، خصوصاً في سوريا وعمليات السكاكين في الضفة الغربية والحرب على غزة، حافظت السياحة على مستوى مستقر نسبياً.

2015: انخفض عدد السياح إلى 2,799,400، بتراجع بلغ 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في وقت يُعزى فيه هذا الانخفاض إلى المخاوف الأمنية والتوترات السياسية في المنطقة.

2016: شهد القطاع انتعاشاً طفيفاً بزيادة عدد السياح إلى 2,900,000، ما يشير إلى تحسن نسبي في ثقة الزوار، مع هدوء التوترات في الضفة الغربية وغزة.

2017: ارتفع عدد السياح بشكل ملحوظ إلى 3,613,200، ما يعكس جهود الترويج السياحي وتحسن الأوضاع الأمنية، وهو العام الذي نفذت فيه إسرائيل برامج سياحية دولية لجذب مزيد من الزوار.

2018: استمر النمو مع وصول عدد السياح إلى 4,120,900، وهو رقم قياسي يعكس جاذبية إسرائيل بوصفها وجهة سياحية في منطقة الشرق الأوسط، وبسبب استقرار الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.

2019: بلغ عدد السياح ذروته عند 4,551,900، ما أدى إلى ضخ 8.459 مليار دولار في الاقتصاد الإسرائيلي، بحسب بيانات مكتب الإحصاء ووزارة السياحة.

2020: تأثرت السياحة بشكل حاد بجائحة كوفيد-19، إذ انخفض عدد السياح إلى 831,500 فقط، ما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة.

2021: استمر الانخفاض مع وصول عدد السياح إلى 396,500، نتيجة لاستمرار القيود الصحية العالمية، وإغلاق معظم مطارات العالم.

2022: شهد القطاع تعافياً ملحوظاً بزيادة عدد السياح إلى 2,675,000، ما يشير إلى تخفيف القيود وعودة النشاط السياحي، وتزايد عدد متلقي لقاحات كورونا.

2023: استقبلت إسرائيل نحو 3,010,000 سائح، ما أدى إلى ضخ 4.85 مليار دولار في الاقتصاد، إلا أن الربع الأخير من العام شهد ضربة حادة بسبب الحرب على قطاع غزة.

2024: شهد القطاع تراجعاً حاداً إلى 885 ألف سائح خلال الشهور الأحد عشر الأولى من العام، بسبب استمرار الحرب على غزة وتصاعد التوترات مع إيران واليمن ولبنان والعراق.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت نحو 155 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات