جاء ذلك خلال لقائه في مقر البرلمان بالعاصمة بيروت، القائد العام لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل" اللواء آرولدو لازارو والوفد المرافق، وفق بيان صادر عن مكتب بري.
وأوضح البيان، أن الجانبين بحثا "تطورات الأوضاع الميدانية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وخاصة الأوضاع في منطقة عمل قوات اليونيفيل في جنوب الليطاني وما تتعرض له مواقع هذه القوات من اعتداءات". كما جرى خلال اللقاء بحث "تطورات الأوضاع والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين".
وقال بري، وفق ما نقل عنه البيان، إن "إسرائيل أهدرت منذ سبتمبر/أيلول الماضي، أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار "1701" وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود"، وقدم "شرحاً مسهباً لقائد اليونيفيل حول التفاهم الذي أنجز مع الموفد الرئاسي الأمريكي (عاموس هوكشتاين) في إطار سعيه لوقف النار وتطبيق القرار 1701".
وأكد بري "التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، وأشاد "بتضحيات قوات الطوارئ وصمودها وثباتها في مواقعها في مواجهة استهداف العدو الإسرائيلي".
والأربعاء، كشف بري عن التوصل إلى تفاهمات مع المبعوث الأمريكي هوكشتاين بشأن اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أن التفاهمات لا تتضمن تعديلات على نص قرار مجلس الأمن 1701. وجاء ذلك عقب ادعاءات إعلام عبري بوجود اتفاق لوقف الحرب توصل إليه هوكشتاين خلال زيارة إلى بيروت، قبل أيام، ويستند إلى نسخة معدلة من القرار 1701.
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و865 قتيلاً و13 ألفاً و47 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الخميس.
ويومياً يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقرات استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وفيما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.