واستناداً إلى مسؤولَين أمريكيَّين، لم يذكر اسمهما، أشار الموقع أمس الخميس إلى أن ليف ستزور دمشق "في الأيام المقبلة" لإجراء مباحثات مع الحكومة المؤقتة في سوريا.
وأوضح أن زيارة ليف تُعَدّ جزءاً من بداية التعامل الدبلوماسي للولايات المتحدة مع الحكومة الانتقالية في سوريا بعد الإطاحة بالنظام السوري المنهار.
في السياق، ذكرت وكالة رويترز أنه ستكون إلى جانب ليف، المبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، والمستشار المعين حديثا دانيال روبنشتاين، والذي كُلف بقيادة جهود الخارجية الأمريكية في سوريا، أول دبلوماسيين أمريكيين يسافرون إلى دمشق منذ سقوط النظام.
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله إن المسؤولين الأمريكيين سيعملون على كشف معلومات عن الأمريكيين المفقودين أوستن تايس ومجد كمالمز وغيرهما، إضافة لبحث مبادئ العملية الانتقالية.
وفي وقت سابق صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن تتابع التصريحات الإيجابية الصادرة عن "هيئة تحرير الشام"، وتريد أن ترى خطوات ملموسة أيضاً.
وقال في تصريح لوكالة بلومبرغ نيوز الأمريكية، إن تصريحات زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع إيجابية حتى الآن، وخطواته الأولى كانت بناءة.
وأشار إلى أن رفع اسم الهيئة من "قائمة الإرهاب" يمكن طرحه على جدول الأعمال، استناداً إلى الخطوات البناءة التي ستتخذها خلال العملية الانتقالية في سوريا.
وأردف: "سمعنا تصريحات إيجابية من زعيم الهيئة السيد (أبو محمد) الجولاني، لكن ما يركز عليه الجميع هو الواقع على الأرض، وهل يعملون على بناء سوريا تشمل الجميع".
أما إمكانية إرسال مسؤولين أمريكيين إلى سوريا، فأشار بلينكن إلى أهمية إقامة "اتصالات مباشرة" مع جميع الأطراف الفاعلة في البلاد.
وزاد: "من المهم التحدث بصراحة قدر الإمكان، والاستماع وفهم مسار العملية وإلى أين يريدون الذهاب، لذا سندرس خلال الأيام المقبلة إمكانية إرسال مسؤولين".
وأوضح أنه إذا عملت هيئة تحرير الشام والجماعات الأخرى المشاركة في الحكم، على إدارة العملية الانتقالية بما يشمل كل السوريين، وعبر حماية حقوق الأقليات، ودون أن ترتكز على أساس طائفي، وعدم إفساح مجال للتنظيمات الإرهابية مثل داعش، فإن دعم المجتمع الدولي سيأتي بسرعة.
واستطرد الوزير الأمريكي: "إذا اتخذوا هذه الخطوات واستوفوا المعايير الأخرى التي يتوقعها المجتمع الدولي، فأعتقد أننا يمكن أن نرى عملية إيجابية للغاية".
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في سوريا عام 2012، وسحبت جميع موظفيها الدبلوماسيين، على خلفية الأحداث التي شهدتها البلاد آنذاك.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام المنهار، وفرّ بشار الأسد برفقة عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءاً إنسانياً"، لتنتهي 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 عاماً من حكم عائلة الأسد.