واستُشهد، صباح اليوم الثلاثاء، فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف غرب مخيم النصيرات وسط القطاع. كما استُشهد رضيع، جراء قصف مدفعية الاحتلال منزلاً في منطقة المخيم الجديد شمال غربي النصيرات.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على محيط منطقة التوبة في مخيم جباليا شمالي القطاع. ونسفت عدداً من المباني السكنية في محيط المخيم. كما تعرضت عدة منازل مأهولة في بيت لاهيا (شمال) لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ونقلت "وفا" عن مصادر طبية قولها إن عدداً من الفلسطينيين استُشهدوا وأُصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال الحربية محيط مسجد الإيمان في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. كما أفاد شهود عيان باستشهاد فلسطينيَّين متأثرَين بجراحهما في قصفٍ وسط وجنوبي القطاع.
وقصف جيش الاحتلال مجدداً، الثلاثاء، الطابق الثالث من مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وسبق وتعرّض الطابق نفسه للقصف والاستهداف الإسرائيلي عدة مرات.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان، شمالي القطاع، حسام أبو صفية، في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء، إن المنظومة الصحية في غزة تعمل في ظروف قاسية للغاية، مشيراً إلى أن نقص المستلزمات الطبية وعدم سماح إسرائيل بدخول وفد طبي جراحي إلى المستشفى يفاقمان الوضع ويجعلهما عاجزين عن إنقاذ الجرحى.
ولفت أبو صفية إلى أن جيش الاحتلال قصف المستشفى، أمس الاثنين، فيما كانوا يحاولون إنقاذ جريح داخل غرفة العناية المركزة. وتابع، في السياق نفسه، أن طبيباً يعمل بالمستشفى فقد 17 فرداً من عائلته معظمهم أطفال ونساء إثر قصف الاحتلال منزله في محيط المستشفى، كما فقد طبيب آخر 19 فرداً من عائلته في قصف إسرائيلي فيما كان يعمل في قسم الطوارئ.
وأضاف أن "كمال عدوان" أصبح يستقبل عديداً من حالات سوء التغذية، خصوصاً بين الأطفال والمسنين، لنقص الطعام والمياه في شمال القطاع.
وإلى جانب القصف والحصار، فاقمت الأمطار الغزيرة معاناة الفلسطينيين في القطاع، حيث أعلنت فرق الدفاع المدني أن خيام النازحين في غزة تعرضت للغرق نتيجة موجة الأمطار الغزيرة.
تحذيرات من "وضع كارثي"
في السياق نفسه، قالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، في كلمة خلال جلسة عُقدت في البرلمان الإسباني، إن جميع التحريات التي أجرتها خلال العام الماضي، بالتعاون مع 30 خبيراً من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى قرار محكمة العدل الدولية الصادر في يوليو/تموز الماضي، تؤكد بشكل قاطع ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، مع عمليات تدمير مكثفة.
وشددت ألبانيز على أن مواصلة تجارة السلاح مع دولة ترتكب إبادة جماعية تعد انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة. وأفادت بأن "فرض حظر على الأسلحة وحده ليس كافياً"، داعيةً إلى أن تكون الخطوة التالية "قطع جميع العلاقات العسكرية والأكاديمية والدبلوماسية مع إسرائيل".
بدورهم، حذر مسؤولون أمميون في إحاطاتهم أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، مساء أمس الاثنين، من أن الوضع الإنساني في غزة، مع بداية فصل الشتاء "كارثي"، خصوصاً في ظل التطورات الأخيرة في شمال القطاع، وموجات النزوح واسعة النطاق، وتدمير وتطهير الأراضي، في تجاهلٍ متعمَّد للقانون الدولي الإنساني.
وأكد المسؤولون أن الظروف الحالية في غزة "هي من بين أسوأ الظروف التي شهدناها خلال الحرب بأكملها، ولا نتوقع تحسنها".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلَّفت نحو 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.