وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي الثلاثاء بالدوحة إنه "خلال الأشهر الماضية، وُجدت قضايا أساسية ومسائل رئيسية بين الطرفين لم يجرِ حلها. سُويت هذه القضايا خلال المحادثات في الأسابيع القليلة الماضية، وبالتالي وصلنا إلى نقطة جرت فيها معالجة القضايا الرئيسية التي كانت تعيق التوصل إلى اتفاق".
وأكد مصدران فلسطينيان مُطلعان على المفاوضات، لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء، أن إسرائيل ستفرج عن نحو ألف أسير فلسطيني في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح 33 محتجزاً.
وقال أحد المصدرين إن إسرائيل ستفرج عن نحو ألف أسير فلسطيني بينهم عدد من المحكوم عليهم بالسجن لسنوات طويلة.
بدورها، أعلنت حركة حماس، الثلاثاء، وصول الاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى إلى "المراحل النهائية"، وسط استمرار المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت الحركة في بيان إن "اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وصل إلى مراحله النهائية" ويجب استمرار التشاور مع قادة فصائل فلسطينية "حتى إتمامه".
وأوضحت أنها أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية "لوضعهم في صورة التقدم الحاصل" في المفاوضات الجارية في الدوحة.
ونقلت الحركة عن قادة الفصائل تأكيدهم ضرورة "الاستعداد الوطني العام للمرحلة القادمة ومتطلباتها"، دون ذكر تفاصيل. وعبر قادة الفصائل عن أملهم في انتهاء هذه الجولة من المفاوضات بـ"اتفاق واضح وشامل"، وفق البيان.
ومن المقرر أن ينعقد المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، الثلاثاء، للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية.
والاثنين، قالت مصادر فلسطينية (رفضت الكشف عن هويتها)، إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بقطاع غزة "شبه جاهز وتوقيعه قد يكون قبل الجمعة".
وقالت المصادر إن "الوضع شبه جاهز، في حال سارت الأمور على ما هي عليه حالياً، والتوقيع غالباً الجمعة أو حتى قبلها". وأوضحت أن الاتفاق سينفذ على 3 مراحل، الأولى من 40 إلى 42 يوماً، بينما سيجري خلالها التفاوض على تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة.
وأضافت: "في هذه المرحلة، ستبقى إسرائيل في محوري نتساريم وفيلادلفيا، وبعد أسبوع سيجري تسليمٌ لقوائم المحتجزين الإسرائيليين من حماس، بعدها ستسمح إسرائيل بعودة النازحين إلى شمال القطاع".
وبخصوص ترتيبات العودة، أشارت المصادر إلى أن "إسرائيل ستنسحب من جزء من محور نتساريم للسماح للناس بالعبور إلى شمال غزة".
وأردفت أن "العائدين سيراً على الأقدام لن يجري تفتيشهم، ولكن العائدين بالسيارات سيجري تفتيشهم عبر أجهزة تحضرها جهة دولية، لضمان عدم تهريب سلاح أو مرور مسلحين إلى الشمال".
وفي سياق متصل، أوضحت المصادر أنه "كان يوجد خلاف حول مساحة المنطقة العازلة، إذ أرادت إسرائيل أن تكون المنطقة بحدود 1500 متر لكن بالنهاية جرى الاتفاق على أن تكون ألف متر فقط".
وعلى مدار الأسابيع الماضية، كثف الوسطاء جهودهم لعقد لقاءات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، ما أدى إلى "تحقيق تقدم كبير في المفاوضات"، إذ أصبحت تفاصيل الصفقة شبه مكتملة بنسبة 90%، حسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.