قرار الجنائية الدولية.. ترحيب عربي ودولي واستعداد لاعتقال نتنياهو وغالانت
لا تزال ردود الفعل الدولية تتوالى، بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة على غزة.
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت / صورة: Reuters (Reuters)

وأعلنت سلوفينيا أنها ستلتزم تماماً مذكرتي الاعتقال الصادرتين من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت.

وأكّد رئيس الوزراء السلوفيني روبرت غولوب، عبر منشور على حسابه بمنصة إكس اليوم الجمعة، أنهم يحترمون قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت "بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في قطاع غزة".

سويسرا ملتزمة تنفيذه

من جانبها قالت سويسرا إنها مُلزَمةٌ اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت حال مجيئهما إلى البلاد، امتثالاً لمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

وأشارت إنغريد ريسر، المتحدثة باسم وزارة العدل والشرطة الفيدرالية السويسرية، ردّاً على سؤال حول موقفهم من قرار المحكمة الجنائية الدولية، إلى أن سويسرا صدّقَت على نظام روما الذي يشكّل الأساس القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، في عام 2001، وأكّدَت دعمها المحكمة واستقلالها وعملها ضد الإفلات من العقاب.

بدوره ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفيدرالية السويسرية فالنتين كليفاز أن سويسرا تأخذ في الاعتبار قرارات المحكمة الجنائية الدولية المؤرخة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقال: "سويسرا تحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية، لكنها لا تعلق على هذه القرارات".

من جهته قال رئيس الوزراء الأيرلندي، سايمون هاريس، إن بلاده مستعدة لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا جاء إلى أيرلندا بعد مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية أمس الخميس.

وصرّح هاريس لشبكة "آر تي إي" الوطنية اليوم الجمعة عندما سُئل عما إذا كان سيُعتقل نتنياهو إذا وصل إلى أيرلندا لأي سبب: "نعم، بالتأكيد. نحن ندعم المحاكم الدولية ونمتثل لمذكرات الاعتقال التي تصدرها".

"فرنسا تدعم العدالة"

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، في بيان اليوم الجمعة: "فرنسا أخذت علماً بهذا القرار. ووفاءً لالتزامها الطويل الأمد دعم العدالة الدولية، فإنها تؤكد مجدداً تمسُّكها بالعمل المستقلّ للمحكمة وفقاً لنظام روما الأساسي".

كان لوموان قال أمس الخميس إن ردّ فرنسا سيكون متماشياً مع مبادئ نظام روما الأساسي، لكنه أحجم عن القول ما إذ ا كانت باريس ستعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا جاء إلى فرنسا، مشيراً إلى أن الأمر معقد من الناحية القانونية.

"موقف موضوعي"

وفي ذات السياق دعت الصين المحكمة الجنائية الدولية إلى "موقف موضوعي وعادل" غداة إصدارها مذكرة توقيف في حقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي دوري: "تأمل الصين أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقاً للقانون".

ترحيب عربي وإسلامي

في السياق ذاته، رحّبَت دول ومنظمات وحركات عربية، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتَي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت.

جاء ذلك في مواقف صادرة من لبنان والجزائر والعراق والأردن ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وفصائل فلسطينية، رأوا فيه "إعادة اعتبار للشرعية الدولية"، وتصحيحاً لمسار "الظلم"، داعين المجتمع الدولي إلى تنفيذها.

والخميس أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة على غزة.

وقالت المحكمة في بيان عبر حسابها على منصة إكس، إن "الغرفة التمهيدية الأولى (بها) رفضت الطعون التي تقدمت بها إسرائيل بشأن الاختصاص القضائي، وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت".

وفي 20 مايو/أيار الماضي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي بغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس/آب الماضي، من المحكمة سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة بغزة خلّفَت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات