وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أمس الخميس، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في بروكسل ناقشت التطورات في سوريا بعد انهيار النظام.
وأضاف كوستا: "توصلنا إلى توافق حول المبادئ الأساسية والأهداف التي سنتبناها"، موضحاً: "نريد ضمان انتقال سلمي وشامل، والحفاظ على وحدة الأرض، وضمان احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية الأقليات الدينية والعرقية".
وأكد أن "الاتحاد الأوروبي سيزيد حضوره الدبلوماسي في دمشق"، مشيراً إلى أن الاتحاد على اتصال مع الجهات الفاعلة على الأرض والإدارة الجديدة ودول المنطقة.
من جانبها، قالت فون دير لاين إن "أوروبا مهتمة بمستقبل سوريا وستؤدي دورها لدعم هذا البلد في الفترة الحرجة التي يمر بها".
وأضافت: "أنشأنا قنوات للتواصل السياسي مع هيئة تحرير الشام"، مشيرة إلى أن التركيز سيكون على إعادة الإعمار والعودة الآمنة والكريمة والطوعية للسوريين إلى بلادهم لدى استيفاء الشروط اللازمة.
فرصة تاريخية
واعتبر قادة الاتحاد الأوروبي في البيان الختامي للقمة، أن سقوط النظام في سوريا "فرصة تاريخية من أجل إعادة توحيد البلاد وبنائها".
وشدد البيان على أهمية وجود عملية سياسية شاملة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري.
وأضاف: "يجب احترام استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها داخل حدود آمنة بشكل كامل وفقاً للقانون الدولي".
وأكّد "ضرورة احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة، وإقامة حكم غير طائفي وحماية أفراد الأقليات الدينية والعرقية، إضافة إلى ضمان حماية التراث الثقافي في سوريا".
كما شدد البيان على ضرورة أن تكون عودة السوريين إلى بلدهم آمنة وطوعية وكريمة.
وأكد أيضاً "أهمية مكافحة الإرهاب ومنع عودة ظهور الجماعات الإرهابية وتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية المتبقي في سوريا".
وفي هذا السياق، دعا "مفوضية الاتحاد الأوروبي والممثل السامي للاتحاد الأوروبي إلى تقديم خيارات بشأن تدابير لدعم سوريا".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام المنهار، وفرّ بشار الأسد برفقة عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءاً إنسانياً"، لتنتهي 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 عاماً من حكم عائلة الأسد.