وشدّد فيدان في مقابلة تليفزيونية مع قناة الجزيرة الإنجليزية بثت أمس على أن ما حدث في سوريا هو "سيطرة إرادة الشعب السوري"، مؤكداً ضرورة الوقوف إلى جانبه من دون أي هيمنة "لا تركية، ولا فارسية، ولا عربية".
وقال إن السعي للهيمنة يعد "عدم احترام للشعب السوري، كما أنه لا يمكن لأي دولة أن تحل مشكلات سوريا وحدها، لذلك نحن جميعاً بحاجة إلى العمل معاً"، محذراً من أن ثقافة الهيمنة هي التي جلبت الدمار إلى المنطقة.
وأكد أن تركيا لا تريد أن ترى حرباً أهلية في سوريا مرة أخرى، مردفاً "ولهذا السبب، قدمنا توصيات بناءة لجميع جماعات المعارضة للعمل معاً وتشكيل حكومة شاملة".
وأوضح فيدان أن الشعب السوري لديه "احتياجات ملحة لا يمكن تأجيلها في هذه المرحلة" بالإضافة إلى مشكلات مؤسساتية أيضاً وانهيار الخدمات في سوريا، حاثاً الحكومة الجديدة على العمل بجد لإعادة بناء البلاد.
وتابع "ينبغي توفير الخدمات الأساسية والصحة والنقل والغذاء والتعليم والاتصالات للناس في أسرع وقت ممكن. بهذه الطريقة فقط يمكن للناس أن يشعروا أن الحياة أصبحت طبيعية".
وشدّد الوزير التركي على أن مسؤولية بلاده في المنطقة زادت مع التطورات الأخيرة، وأن عليها بذل قصارى جهدها لتقديم المساعدة الفنية للحكومة الجديدة في سوريا.
وأكد أن تركيا يجب أن تعمل مع جيرانها، ولا سيما مع دول مثل العراق والأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، في حل قضايا التنمية والاستقرار السياسي في سوريا.
وفيما يتعلق بتوسيع إسرائيل لاحتلالها لهضبة الجولان، قال فيدان إنه بعد إعلان نتنياهو مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان المحتل "اتخذ الأمر بعداً جديداً"، مضيفاً: أن "حكومة نتنياهو ليست حكومة إبادة جماعية فقط، بل ميالة للانتحار أيضاً".
وأردف وزير الخارجية التركي أن: "هذه الحكومة لا تهدد مستقبل منطقتنا، من العرب والمسلمين فقط، بل أيضاً مستقبل اليهود والإسرائيليين".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقتها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام السوري المنهار من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.