جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت بختام زيارته التي شملت لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين هناك، وزيارة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) بجنوب البلاد.
وقال غوتيريش إن "اليونيفيل تعمل بكامل طاقتها ضمن الصلاحيات الموكلة إليها، وتعهدت الأطراف (في إسرائيل ولبنان) بالالتزام الكامل بالقرار 1701، والآن بات لزاماً الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية" التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة.
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة اليونيفيل.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الفائت.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله" ارتكبت إسرائيل حتى مساء السبت، 571 خرقاً للاتفاق، ما خلّف 37 قتيلاً و45 جريحاً، وفق إحصاء للأناضول استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و68 قتيلاً و16 ألفاً و670 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
وينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل تدريجياً خلال مهلة مدتها 60 يوماً من المناطق التي احتلتها في لبنان في أثناء تلك الحرب، على أن تنتشر قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
ويطالب المسؤولون في لبنان المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان خلال تلك المهلة التي تنتهي بعد 7 أيام فقط، وذلك في ظل تصريحات إسرائيلية بأن تل أبيب قد لا تلتزمها.
وفي هذا الصدد، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال لقائه غوتيريش، في وقت سابق السبت، على تمسك بلاده بانسحاب إسرائيل من المناطق التي لا تزال تحتلها في الجنوب، ضمن مهلة اتفاق وقف النار.
الأمر ذاته، أكده رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، خلال استقباله أمين عام الأمم المتحدة، قبل ظهر السبت.
وأعرب سلام، عن ثقته بأن لبنان سيكون قادراً على الاعتماد على غوتيريش في "حشد الدعم الدبلوماسي للتأكد من انسحاب الإسرائيليين في اليوم الذي يجب أن يكملوا فيه انسحابهم".
والخميس، بدأ غوتيريش زيارة مدتها 3 أيام إلى لبنان، والتي وصفها متحدث أممي بأنها "زيارة تضامن" مع هذا البلد العربي بعد الحرب الطويلة التي عانى منها.
وبعد شغور رئاسي تجاوز عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان اللبناني في 9 يناير/كانون الثاني الجاري، جوزيف عون رئيساً للبلاد.
وعقب 4 أيام من انتخابه، كلف عون، القاضي نواف سلام، تشكيلَ حكومة لبنانية جديدة.