وشدد غوتيريش، في تصريحات أدلى بها للصحفيين، اليوم الخميس، في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، على ضرورة تهيئة الظروف لوقف دائم لإطلاق النار في شمال شرق سوريا.
وأضاف أنه من الضروري أيضاً منع تنظيم داعش الإرهابي من زيادة أنشطته ووجوده على الأرض، ورداً على سؤال عما إذا كان ينبغي رفع العقوبات المفروضة على سوريا أم لا، ذكّر غوتيريش بأن العقوبات تم تطبيقها على نظام بشار الأسد المنهار، وقال: "لقد تغير هذا الوضع".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى دعم جميع الآليات الدولية المتعلقة بضمان المساءلة عن الجرائم المرتكَبة في سوريا، قائلاً إن "هناك شعلة أمل في سوريا".
وقال غوتيريش إن عديداً من الحرائق تلتهم منطقة الشرق الأوسط؛ "لكن اليوم هناك شعلة أمل في سوريا".
ولفت إلى أن "نهاية أكثر من خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري الوحشي أدت إلى ظهور كثير من الأمل، ونحن نشارك هذا الأمل مع الشعب السوري ونقف معهم".
وحذر غوتيريش من أنه إذا لم يُدَرْ الوضع المستمر بعناية، فهناك خطر حقيقي أن ينهار التقدم، ودعا إلى انتقال سياسي شامل وموثوق وسلمي إلى "سوريا الجديدة"، حيث يجري دمج جميع المجتمعات، واحترام حقوق النساء والفتيات، مسترشداً بمبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن سوريا لا تزال تواجه واحدة من كبرى الأزمات الإنسانية في العالم، داعياً إلى توفير التمويل الكافي لاستجابات الإغاثة والتعافي.
من جهة أخرى، قال غوتيريش إن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على سوريا تشكل انتهاكاً لسيادتها وسلامة أراضيها ويجب أن تتوقف. وأضاف أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) تواصل تسجيل وجود عسكري إسرائيلي في منطقة الفصل وفي موقع واحد في منطقة الحد من الجولان السوري المحتل.
وذكر غوتيريش أنه لا ينبغي أن تكون هناك قوات عسكرية في منطقة الفصل إلا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ويجب على إسرائيل وسوريا الالتزام بشروط اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي لا يزال ساري المفعول بالكامل.
وأوضح أنه تجب استعادة سيادة سوريا ووحدتها الإقليمية وسلامتها بالكامل، ويجب وضع حد فوري لجميع الأعمال العدوانية. وقال إنه وسط الأمل الذي اجتاح سوريا، "سيحاول البعض استغلال الوضع لتحقيق غاياتهم الضيقة"، لكنه أكد أن المجتمع الدولي مُلزم بالوقوف مع شعب سوريا الذي عانى كثيراً.
وأضاف غوتيريش: "يجب أن يتشكل مستقبل سوريا من شعبها ولشعبها، بدعم منّا جميعاً"، وأعلن تعيين كارلا كوينتانا، رئيسةً للمؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا، التي أنشأتها الجمعية العامة في يونيو/حزيران من العام الماضي.
وقال إنه يجب السماح لكوينتانا ولفريقها بتنفيذ ولايتهم بالكامل، مضيفاً أن "جميع الآليات الدولية لتعزيز حماية حقوق الإنسان والمساءلة عن الجرائم المرتكبة في سوريا يجب أن تكون لديها ما تحتاج إليه لأداء عملها الحيوي".
وحذَّر من استمرار مقتل وإصابة المدنيين ونزوحهم في سوريا، فيما لا يزال تنظيم داعش يشكل تهديداً كبيراً في مناطق عدة في البلاد، وأضاف: "دعونا لا نقلل من حجم التحديات التي تنتظرنا. في حين استقر الوضع في أجزاء من سوريا، فإن الصراع بعيد عن الانتهاء".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام المنهار، وفرَّ بشار الأسد رفقة عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءاً إنسانياً"، لتنتهي 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.