واستبعد زيلينسكي في خطابه أمام البرلمان في كييف الأربعاء، احتمال تخلي أوكرانيا عن جزء من أراضيها مقابل تحقيق السلام ورفض أي تجميد للنزاع. وقال في أثناء رفع علمي بلاده والاتحاد الأوروبي، إن "على روسيا أن تخسر الحرب. لا يعني ذلك تجميد القتال أو أي مبادلة لأراض أو سيادة أوكرانيا".
وأشار إلى أن الأولوية في "خطة النصر" المكوّنة من 5 نقاط هي التكامل بشكل أفضل مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال زيلينسكي إن "النقطة الأولى في دعوة إلى الناتو الآن"، متهماً موسكو بتقويض "أمن أوروبا منذ عقود نظراً إلى أن كييف ليست طرفاً في الحلف العسكري".
كما دعا زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين أيضاً إلى رفع القيود على استخدام أوكرانيا للأسلحة بعيدة المدى ليكون بإمكان كييف استهداف المواقع العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية كما داخل روسيا.
وانتقد الرئيس الأوكراني في خطابه كلاً من الصين وإيران وكوريا الشمالية "لدعمها موسكو"، مجدداً اتهاماته لبيونغ يانغ بإرسال مواطنيها للعمل في المصانع الروسية والقتال إلى جانب القوات الروسية.
وزار زيلينسكي القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي في مسعى للترويج للخطة وضمان حصولها على أكبر قدر ممكن من الدعم، في وقت يرتبط أي دعم مستقبلي لها من واشنطن بنتيجة الانتخابات الأمريكية المقررة الشهر المقبل.
وذكر الرئيس الأوكراني، الأربعاء، بأنه ناقش ملحقاً سرياً لـ"خطة النصر" مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لنشر "حزمة ردع استراتيجية غير نووية" على الأراضي الأوكرانية تمنع أي هجمات روسية مستقبلية بعد انتهاء الحرب.
وأكد بأنه سيستعرض "خطة النصر" كاملة خلال قمة للاتحاد الأوروبي مقررة الخميس، مطالباً بمزيد من الدعم الغربي.
موسكو تحذر من نزاع مباشر مع الناتو
بدورها، اعتبرت موسكو أن "خطة النصر المطروحة من زيلينسكي تدفع حلف الأطلسي الى نزاع مباشر مع روسيا".
وقلل الكرملين من أهمية خطة زيلينسكي واصفاً إياها بأنها "خطة سلام عابرة". وأفاد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن "خطة السلام الوحيدة الواردة هي بأن يدرك نظام كييف مدى عقم السياسة التي يتبعها ويفهم بأن عليه أن يصحو".
وطالبت روسيا كييف بالتخلي عن الأراضي التي تسيطر عليها بالفعل في شرق وجنوب أوكرانيا شرطاً لمحادثات السلام. بينما أعلن الجيش الروسي في أثناء خطاب زيلينسكي بأن قواته سيطرت على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا حيث تتقدم بشكل ثابت.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأنه جرى "تحرير" قريتي نيفسكي وكراسني يار، بينما نشرت تسجيلاً مصوراً يظهر أبنية مدمّرة في نيفسكي حيث رفعت الأعلام الروسية.
وبخلاف "صيغة السلام" التي وضعها زيلينسكي وتنص بأن على روسيا سحب جميع قواتها من الحدود الأوكرانية المعترف بها دولياً، لم يقدم الرئيس الأوكراني قبل الأربعاء تفاصيل كثيرة عن "خطة النصر".
وفي 24 فبراير/ شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية بأوكرانيا، وتشترط لإنهائها "تخلّي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية.