وجاءت تلك التحركات متابعة للاجتماع الوزاري الذي انعقد بالقاهرة السبت، بحضور وزراء خارجية مصر بدر عبد العاطي، والسعودية فيصل بن فرحان، والإمارات عبد الله بن زايد، وقطر محمد بن عبد الرحمن، والأردن أيمن الصفدي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية.
وقالت الوزارة إن اجتماع السبت أكد "مساندة الشعب الفلسطيني في مساعيه للاحتفاظ بحقوقه غير القابلة للتصرف، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967".
وأوضحت أن "سفراء الدول الموقعة على بيان القاهرة في العاصمة الأمريكية واشنطن، توافقوا على مواصلة الجهود من خلال عقد سلسلة لقاءات مع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية".
والسبت، انتهى الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة، بالاتفاق على رفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم ودعوة المجتمع الدولي لتنفيذ حل الدولتين.
و"اتفقت الأطراف المشاركة في الاجتماع على التطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وفقاً لحل الدولتين"، وفق بيان مشترك للمجتمعين نقلته الخارجية المصرية.
وفي مستهل هذه الجهود، "التقى سفراء مصر والأردن والسعودية، ونائبا سفيري الإمارات وقطر، الاثنين، تيموثي ليندركينج في واشنطن، ونقلوا رسالة خطية موجهة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، من وزراء خارجية دولهم وممثل عن السلطة الفلسطينية (حسين الشيخ)، تؤكد أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط الدول العربية بالولايات المتحدة، وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية"، وفق الوزارة المصرية.
وأكد الدبلوماسيون العرب "تطلعهم للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، واستئناف الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية".
وشددوا على "ضرورة تكثيف وتعميق التنسيق مع الولايات المتحدة لتعزيز استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، معربين عن ثقتهم بقدرة الجانبين على العمل المشترك لتحقيق مستقبل أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً في الشرق الأوسط".
ووفق الخارجية المصرية "سيواصل سفراء مجموعة الدول الموقعة على بيان القاهرة اتصالاتهم ولقاءاتهم مع كبار مسؤولي البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي والخارجية الأمريكية خلال الفترة المقبلة".
وستشهد اللقاءات "نقل المواقف والرؤية العربية الموحدة، وتكثيف أوجه التعاون والتنسيق المشترك مع إدارة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترمب في الملفات الملحة التي تفرض نفسها على أجندة العمل الإقليمي في المرحلة الراهنة".
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترمب مقترح نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، بذريعة "عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة"، الذي واصلت إسرائيل إبادته طوال نحو 16 شهراً.
وتجنبت الردود المصرية الرسمية منذ اقتراح ترمب الإشارة إليه مباشرة، وأكدت بشكل عام الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من بلادهم.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.