أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء تعليق بلاده المشاركة بمعاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية النووية "ستارت الجديدة"، متعهداً بمواصلة "الحرب التي بدأها الغرب في أوكرانيا".
وقال في خطابه: "أنا مضطر إلى أن أعلن اليوم أن روسيا ستعلق مشاركتها بمعاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، وأكرر: ليس الانسحاب من المعاهدة بل بالتحديد تعليق مشاركتها".
وعزا بوتين قراره إلى ضرورة فهم موسكو "ما تريد" الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول الناتو من بلاده.
وأضاف: "في بداية فبراير/شباط طالب الناتو بالعودة إلى معاهدة ستارت للحد من انتشار السلاح النووي بما في ذلك إتاحة الفرصة للإشراف على قوات الردع النووية الروسية، ونحن طلبنا الإشراف المقابل لكن لم يُردَّ علي الطلب أو جرى تجاهله".
واعتبر بوتين أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو "يريدون إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا ثم الإشراف على منشآتها النووية".
وتوصلت الولايات المتحدة إلى معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا في 8 أبريل/نيسان 2010، وتنص على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الاستراتيجية للبلدين بنسبة 30%، والحدود القصوى لآليات الإطلاق الاستراتيجية بنسبة 50% بالمقارنة مع المعاهدات السابقة.
وتمثل هذه الاتفاقية "آخر معاهدة متبقية للحد من التسلح بين القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم".
وفي غضون ذلك شدد بوتين على أن "من المستحيل هزيمة روسيا بساحة المعركة"، مؤكداً أن موسكو "ستتعامل بشكل مناسب تجاه تحويل الصراع إلى مواجهة عالمية".
وتابع: "الغرب يستخدم أوكرانيا كساحة للحرب، كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا سندفع العدو بعيداً عن أراضينا".
وشدد بوتين على أنه في حال إقدام الولايات المتحدة على "إجراء تجارب نووية ستفعل روسيا المثل".
ولفت في خطابه إلى أن مستوى تجهيز قوات الردع النووي الروسي "وصل إلى أكثر من 91%".
وأردف: "الناتو يتضمن دولاً ذات ترسانة نووية، ليس فقط في الولايات المتحدة بل وكذلك في بريطانيا وفرنسا، وجميعها موجهة ضد روسيا"، وحذر قائلاً: "يجب أن نضع ذلك في الاعتبار في الظرف الراهن".
في سياق متصل استدعت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء السفيرة الأمريكية في موسكو لين ترايسي لتسليمها طلباً للولايات المتحدة بسحب "جنود وعتاد" حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، في إشارة إلى المساعدة العسكرية التي تتلقاها كييف من الدول الغربية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "لوحظ بشكل خاص أنه لتهدئة الوضع يتعين على واشنطن اتخاذ خطوات نحو سحب قواتها وعتادها التابع لحلف شمال الأطلسي ووقف نشاطاتها المعادية لروسيا".
كما أشارت الخارجية الروسية في بيانها إلى أن شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا "تثبت بوضوح زيف تأكيدات الجانب الأمريكي بأن الولايات المتحدة ليست طرفاً في النزاع".
كما دعت موسكو واشنطن إلى "تقديم توضيحات بشأن انفجارات خطَّيَ الغاز نورد ستريم 1 و2 وعدم التدخل في التحقيق الموضوعي لتحديد المسؤولين" عنها.