تنديدات عربية بمخططات تهجير فلسطينيي غزة والاستيلاء على أرضهم
أعلنت دول عربية رفضها تصريحات من مسؤولين إسرائيليين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب ترمي إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة أو "الاستيلاء" على أرضهم.
فلسطينيو غزة / صورة: AA (AA)

مصر

أعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم الخميس، رفضها أي تصور يقضي بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدة عزمها الانخراط في المجتمع الدولي للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أجزاء واسعة منه.

وحذرت الخارجية في بيان، من "تداعيات التصريحات الصادرة من أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، بشأن بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، مؤكدة أن "التداعيات كارثية ويترتب عليها سلوك غير مسؤول يقضي على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كما يحرّض على عودة القتال (الإبادة الإسرائيلية) مجدداً".

وفي ما يتعلق بخطة ترامب التي تتضمن الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين، أكدت مصر أنها "ترفض تماماً أي طرح أو تَصوُّر يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي".

وحذرت من "تداعيات تلك الأفكار التي تُعَدّ إجحافاً وتعدياً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تكون مصر طرفاً فيه"، مشيرةً إلى "ضرورة التعامل مع جذور الصراع التي تتمثل في وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود، عانى خلالها كافة أشكال التهجير والاضطهاد والتمييز، وهو ما يتعين العمل على إنهائه بصورة فورية".

ولفتت مصر إلى "اعتزامها الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في المجتمع الدولي (لم تسمِّهم) في تنفيذ تصورات للتعافي المبكّر وإزالة الركام وإعادة الإعمار خلال إطار زمني محدَّد، ودون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، بخاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية ورفضهم الخروج منها".

الكويت

أكدت الكويت اليوم الخميس، رفضها القاطع تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وسياسات الاستيطان الإسرائيلي، محذرة من أن مثل هذه الخطوات تمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".

وقالت الكويت في بيان لوزارة خارجيتها، إنها "تجدّد موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"، مؤكدةً "حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ودون إشارة إلى ترمب صراحة، أعربت الكويت عن "رفضها القاطع لسياسات الاستيطان الإسرائيلي وضمّ الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

ودعت الكويت المجتمع الدولي إلى "تَحمُّل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة".

العراق

أدان العراق الخميس أي دعوات أو محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، مؤكداً رفضه تفريغ قطاع غزة من سكانه الأصليين.

ودون إشارة صريحة إلى ترامب، قالت الخارجية العراقية إنها "تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين لأي دعوات أو محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، بخاصة من قطاع غزة، الذي يعاني ويلات العدوان المستمر وانتهاكات حقوق الإنسان".

وأكدت أن "مثل هذه الدعوات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في أرضه ووطنه، وأن العراق بموقفه الثابت والمبدئي، يرفض أي مخططات تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها الأصليين، سواء عبر التهجير القسري أو عبر أي وسائل أخرى".

وجددت الخارجية دعوتها المجتمع الدولي إلى "تَحمُّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والوقوف بحزم ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، والعمل على حماية حقوقهم المشروعة في العيش بأمان وكرامة على أرضهم".

والثلاثاء الماضي كشف ترمب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده على الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.

ولم يستبعد ترمب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعاً أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.

وتماهياً مع مخططات الرئيس الأمريكي، بدأت الحكومة الإسرائيلية إعداد خطة تزعم أنها تهدف إلى "مغادرة طوعية" للفلسطينيين من غزة.

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يروّج ترمب مخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمَّت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة بغزة خلّفَت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

TRT عربي - وكالات