تحقيق بريطاني يرد على ادعاءات الاحتلال حول استشهاد الطفلة هند بغزة
نشرت قناة سكاي نيوز الإخبارية البريطانية تحقيقاً تدحض فيه صحة مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن ملابسات استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب بقطاع غزة في يناير/كانون الثاني الماضي.
استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي السيارة التي كانت تقل الطفلة هند وعائلتها- أرشيف (Others)

وكانت الطفلة هند رجب البالغة من العمر 6 سنوات قتلت على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن كانت الناجية الوحيدة من نيران الدبابات الإسرائيلية على السيارة التي هربت فيها مع أقاربها.

وشغلت هند العالم بنداء الاستغاثة الذي أطلقته وهي عالقة في سيارة بين جثث عدد من أفراد عائلتها، ولكن لم يتمكن أحد من الوصول إليها وإنقاذها.

وجرى الوصول إلى جثمانها بعد 12 يوماً، مع جثث أقاربها الذين استشهدوا على الفور داخل السيارة التي كانت تقلهم، عند دوار المالية بمنطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.

وعثر الهلال الأحمر الفلسطيني أيضاً على جثتي مسعفين اثنين، أوفدهما لإنقاذ هند، بعد تلقيه نداء الاستغاثة بالهاتف.

تفاصيل الجريمة

وجرى إطلاق النار على سيارة كانت تقل 7 أشخاص، بينهم الطفلة هند، وسيارة الإسعاف التي كانت تقل اثنين من الطواقم الطبية الذين ذهبوا لإنقاذهم في يناير/كانون الثاني الماضي بقطاع غزة.

وجرى نشر مكالمتها الهاتفية الطارئة التي استمرت ثلاث ساعات مع الهلال الأحمر الفلسطيني، إذ قالت: "أنا خائفة للغاية، من فضلك تعالَ.. تعالَ وخذني من فضلك، هل ستأتي؟".

واعتمدت سكاي نيوز في التحقيق على شهود عيان وأفراد من أسرة هند وتصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى صور الأقمار الصناعية.

وحسب التحقيق فإن السيارة كانت متجهة إلى المنطقة التي ادعت إسرائيل أنها آمنة، قبل أن يستهدفها جيش الاحتلال بعد 10 دقائق من انطلاقها الساعة 08:00 صباح يوم 29 يناير/كانون الثاني.

ولم تتمكن السيارة من قطع سوى مسافة 350 متراً من نقطة انطلاقها، وباتت هدفاً لجيش الاحتلال منذ تلك اللحظة، ما حال دون تمكّن أحد من الاقتراب من السيارة لإنقاذ من بداخلها لعدم توفر الأمان، حسب التحقيق.

وبعد ساعات من استهداف السيارة التي كانت هند وأقاربها داخلها، اتصلت الفتاة ليان البالغة 15 عاماً بوسام حمادة والدة الطفلة هند، وأخبرتها أنه باستثنائها وهند فإن جميع من بالسيارة "نائمون".

وبعد ذلك أعطت الهاتف لهند التي قالت: "حولنا، إنهم يقتربون"، حسب ما روته والدتها.

وأشار التحقيق إلى أن مسؤولي الهلال الأحمر الفلسطيني تمكنوا من التواصل مع ليان التي قالت: "الدبابات حولنا"، إلا أن قذائف المدفعية قطعت صوتها وانتهى الاتصال.

وبعد محاولة الاتصال عدة مرات أجابت هند على الهاتف وقالت إنها الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة في السيارة، بالتزامن مع محاولة الهلال الأحمر الفلسطيني الحصول على إذن من جيش الاحتلال لإرسال سيارة إسعاف إلى المنطقة.

ولفت التحقيق إلى أن سيارة الإسعاف التي سمحت لها إسرائيل بالوصول إلى المنطقة بعد ساعات تعرضت لإطلاق لدى اقترابها من السيارة، وفقد الطاقم الطبي المكون من شخصين كانا بداخلها حياتهما.

"ها هي الطفلة هنا"

وكانت الكلمات الأخيرة للطاقم الطبي في سيارة الإسعاف قبل إطلاق النار، خلال تواصلهم مع الهلال الأحمر الفلسطيني: "ها هي الطفلة هنا".

ونقل التحقيق تأكيد الهلال الأحمر الفلسطيني أنهم لم يدخلوا النقاط التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق عسكرية إلا بالتنسيق مع تل أبيب بسبب تزايد وفيات الطواقم الطبية.

وأشار إلى أن صور الأقمار الصناعية والأدلة التي شاركها جيش الاحتلال الإسرائيلي كشفت أن قواته كانت على بعد بضع مئات الأمتار من مكان الحادث.

ورغم ادعاءات الاحتلال بعدم وجود جنوده في المنطقة يوم الحادثة، فإن صور الأقمار الصناعية أظهرت وجود 15 آلية عسكرية، فضلاً عن استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة حتى بعد أيام من الحادثة.

وأكد التحقيق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في بيان حذفه لاحقاً أنه كان في المنطقة جنود يوم الحادث وبعده، كما تضمن معلومات تفيد بأن سيارة الإسعاف والسيارة التي تقل هند أصيبتا برصاصات من عيار عالٍ، وأن في السيارة عديداً من ثقوب الرصاص.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 139 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

TRT عربي - وكالات