جاء ذلك في جلسة عامة للبرلمان الأوروبي عقدت في بروكسل، أمس الأربعاء، حول تأثير نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي حديثه نيابة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي، أفاد بوريل بأن التغيير في الولايات المتحدة سيؤثر في الديناميكيات العالمية، وأن هذا الوضع سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأضاف أنه رغم الرسائل التي وجهها ترمب خلال الحملة الانتخابية والتي يمكن أن تضع الاقتصادات والعلاقات عبر الأطلسي في موقف صعب، إلا أنه قد يتبع سياسة مختلفة عندما يتولى منصبه، وأشار إلى أنه لذلك لا ينبغي التكهن حول المستقبل.
وقال بهذا الصدد: "لا أستطيع التكهن بالخطوات التي سيتخذها الرئيس ترمب، كل ما يمكنني قوله هو يجب علينا أن نكون مستعدين لما قد يحدث، وأن نبقى هادئين ويقظين، يجب ألا نعطي الانطباع بأننا مشلولون".
بوريل أشار إلى الزيادة البطيئة في الإنفاق الدفاعي في أوروبا منذ ولاية ترمب الأولى (2017-2021)، مضيفاً: "إعادة انتخاب ترمب يجب أن تكون شيئاً يوضح أننا بحاجة إلى تعزيز أمننا وأخذ مصيرنا بأيدينا".
وأكمل: "هذه ليست نهاية العالم، بل بداية عالم مختلف"، ودعا بوريل الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد والتكيف مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة.
أما بخصوص أوكرانيا وحلف "الناتو" فشدد بوريل على أن أوروبا يجب أن تفي بوعودها من خلال مواصلة دعمها لأوكرانيا، وإذا لزم الأمر استخدام الدخل من الأصول الروسية المجمدة لمصلحة أوكرانيا.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يظل اتحاداً اقتصادياً، يعتمد فقط على حلف شمال الأطلسي للدفاع عنه، بل يجب عليه بدلاً من ذلك تعزيز "بوصلته الاستراتيجية"، والاضطلاع بدور عسكري مكمل لحلف شمال الأطلسي، والتأكد من قدرة أوروبا على حماية مصالحها الأمنية بشكل مستقل.
وشدد بالقول: "الاتحاد الأوروبي ليس اتحاداً اقتصادياً وحسب، بل هو أيضاً اتحاد سياسي، ولدينا مسؤوليات فيما يتعلق بالدفاع، ولا يتعلق الأمر فقط بإنتاج الأسلحة والذخيرة، لا يمكننا التنازل عن أمننا إلى الأبد".
وأعرب النواب الليبراليون ويمين الوسط الذين تحدثوا في الجلسة عن عدد من المخاوف بشأن التغييرات المحتملة في سياسة الولايات المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بالتجارة والأمن والتعاون الاقتصادي، ودعوا إلى تعزيز استقلال أوروبا الاقتصادي والعسكري والاستراتيجي للتغلب على هذه التحديات.
من ناحية أخرى، أعرب نواب من اليمين المتطرف عن ارتياحهم لفوز ترمب في الانتخابات، واعتبروا أن انتخابه يجب أن يكون قدوة لأوروبا.
وفاز المرشح الجمهوري ترمب على منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، في السباق الرئاسي الأمريكي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وحصل على 295 صوتاً في المجمع الانتخابي حالياً، وهو أعلى بكثير من 270 صوتاً المطلوبة.