وقالت حماس في بيان إن "إنجاز المقاومة عملية التبادل لستة أسرى اليوم يؤكّد مجدّداً التزامها الاتفاق، في مقابل مواصلة الاحتلال المماطلة في تنفيذ بنوده".
وأشارت إلى أن عملية التسليم تأتي "في مشهدٍ وطنيٍّ مهيب، يعكس وحدة شعبنا وفصائلنا، بينما يعيش الاحتلال حالة من التشظّي وتبادل الاتهامات".
كما نوّهت بأن "الحضور الجماهيري الحاشد خلال عملية تسليم أسرى العدو الستة اليوم يحمل رسالة متجدّدة للعدو وداعميه، مفادها أنَّ الالتحام بين شعبنا ومقاومته متجذّرٌ وراسخٌ".
وتوجّت الحركة بحديثها إلى الشارع الإسرائيلي قائلة إنه أمام خيارين "إما أن يستقبلوا أسراهم في توابيت كما جرى يوم الخميس، بسبب عنجهية نتنياهو، أو أن يحتضنوا أسراهم أحياءً التزاماً بشروط المقاومة".
وأكّدت حماس جاهزيتها "للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق"، واستعدادها "لإتمام عملية تبادل شاملة، بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للاحتلال".
وحذّرت من "محاولات الاحتلال التنصّل من الاتفاق"، مؤكّدة أن "الطريق الوحيد لعودة الأسرى إلى ذويهم هو عبر التفاوض والالتزام الصادق ببنود الاتفاق".
وشدّدت على أن "محاولات نتنياهو للهروب من هزيمة جيشه في غزة بارتكاب المجازر في الضفة لن تكسر إرادة شعبنا ومقاومته".
وأشارت إلى أن "تعامُلنا مع الأسرى يستند إلى تعاليم ديننا وقيمنا الإنسانية، بينما يتجرّع أسرانا في سجون الاحتلال أصناف العذاب والقمع".
وتطرقت في البيان إلى منع الاحتلال سفر عائلات الأسرى المبعدين، وقالت إنه "يكشف همجية العدو وانتهاكه لكل المواثيق الإنسانية، ويؤكد هزيمته أمام إرادة شعبنا ومقاومته".
كما أكّدت حماس أن "شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وعلى رأسها كتائب القسام، سيواصلون طريق المقاومة والنضال، دفاعاً عن الأرض والمقدسات وحتى التحرير والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وفي وقت سابق اليوم السبت، سلّمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، محتجزَين إسرائيليّين اثنين، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة. فيما ينتظر الإفراج عن المحتجزين الـ4 الآخرين في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وحتى الآن، تسلمت إسرائيل 19 محتجزاً حياً و4 جثامين، ومن المقرر أن تتسلم اليوم السبت 6 محتجزين أحياء، إلى جانب 4 جثامين أخرى خلال الأسبوع المقبل، ما سيُكمل المرحلة الأولى من الاتفاق التي تتضمن تسليم 33 محتجزاً إسرائيلياً، سواء أحياء أو جثامين.
في المقابل، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن 1135 أسيراً فلسطينياً، من بينهم العشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.
ولا تزال إسرائيل تماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير/شباط الجاري.
وبدعمٍ أمريكي، شنَّت إسرائيل حرباً على غزة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافةً إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.