ووصلت حافلات منظمة الصليب الأحمر الدولي إلى "المستشفى الأوروبي" بمدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، وعلى متنها أسرى فلسطينيون محررون من سجون إسرائيل ضمن صفقة التبادل، دون تحديد عددهم.
والمحررون هم من أصل 143 مفرجاً عنهم من السجون الإسرائيلية اليوم ومقررة عودتهم إلى قطاع غزة ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل، والتي تشمل 183 فلسطينياً.
وفي وقت سابق السبت، أفادت مصادر فلسطينية بأن حافلات تحمل أعداداً من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية وصلت إلى بيتونيا قرب رام الله بالضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية بأن حافلة للصليب الأحمر وصلت إلى سجن عوفر غربي رام الله، تمهيداً لإطلاق سراح 32 أسيراً فلسطينياً إلى الضفة ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل.
وكان في انتظار الحافلات مئات الفلسطينيين الذين احتشدوا لاستقبال الأسرى المفرج عنهم، وذلك رغم التحذيرات التي وجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أهاليهم.
وطرد جيش الاحتلال عدداً من أهالي الأسرى الفلسطينيين وصحفيين من محيط معتقل عوفر، ولاحق شباناً داخل بلدة بيتونيا، وأطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاههم.
وقال بعض الأسرى المحررين خلال استقبالهم برام الله إنهم تعرضوا للضرب من الجنود الإسرائيليين وجرى منعهم من الأكل والشرب قبل الإفراج عنهم.
وبدا الأسرى بهيئة صحية متردية وأجساد نحيلة، وظهر بعضهم عاجزاً عن المشي، وسيخضعون لفحوصات طبية أولية من طواقم طبية تتبع وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان اليوم السبت، إن "الاحتلال الإسرائيلي اعتدى بالضرب المبرح على الأسرى قبيل الإفراج عنهم، واستمر ذلك لأيام ما أدى في بعض الحالات إلى إصابة أسرى بكسور في الأضلاع". وأضاف: "الاحتلال ينفذ إجراءات قمعية نابعة من رغبته في الانتقام من الأسرى حتى بعد تحررهم"
من جانبها، قالت صحيفة هآرتس العبرية اليوم السبت، إن الصليب الأحمر تقدم بشكوى لمصلحة السجون الإسرائيلية حول سبب اقتياد الأسرى الفلسطينيين المطلق سراحهم من سجن كتسيعوت مقيدي الأيدي فوق رؤوسهم بطريقة تخدش كرامتهم، مشيرة إلى أن مصلحة السجون وضعت سواراً على أيدي الأسرى الفلسطينيين المحررين مع عبارة "الشعب الأبدي لا ينسى.. أطارد أعدائي وأدركهم".
وصباح اليوم السبت، سلّمت حماس 3 محتجزين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي في قطاع غزة، ضمن عملية تبادل الدفعة الرابعة من الأسرى والمحتجزين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأمس الجمعة، نشر مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس، على تليغرام، قائمة بأسماء 183 أسيراً فلسطينياً من المقرر أن تفرج إسرائيل عنهم اليوم السبت، بينهم "18 أسيراً محكومين بالسجن المؤبد، و54 أسيراً من الأحكام العليا، و111 من الفلسطينيين بغزة الذين جرى اعتقالهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وحسب القائمة، فإن 7 أسرى من المقرر الإفراج عنهم السبت سيجري إبعادهم خارج فلسطين.
وتعد هذه الدفعة الرابعة من الأسرى الذين ستفرج عنهم إسرائيل، إذ أفرجت في 20 يناير/كانون الثاني المنقضي عن 90 أسيراً من الأطفال والنساء، وفي 25 من الشهر ذاته أفرجت عن 200 أسير من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية.
وفي آخر دفعة 30 يناير/كانون الثاني، أفرجت عن 110 من الأسرى بينهم 32 محكوماً بالمؤبد و48 من ذوي الأحكام العالية، و30 طفلاً ضمن صفقة التبادل.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوماً، تنص البنود على الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجزاً بغزة، سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.