العثور على جعبة ومقعد السنوار وساحة آخر معاركه في رفح
عثر فلسطينيون على مقتنيات خاصة برئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي استُشهد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباكات في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
انتشال جعبة ومقعد رئيس المكتب السياسي السابق لحماس يحيى السنوار من مكان استشهاده في غزة / صورة: AA (AA)

وقال المواطن الفلسطيني أشرف أبو طه، صاحب المنزل الذي لجأ إليه السنوار وقاتلَ من داخله في لحظاته الأخيرة، إنه انتشل بصعوبة كبيرة "الجعبة العسكرية التي ارتداها زعيم حماس في لحظاته الأخيرة وأجزاء من ملابسه والمقعد الإسفنجي (برتقاليّ اللون) الذي جلس عليه مصاباً"، من تحت أنقاض منزله المدمَّر.

وأضاف أبو طه أن أبناءه انتشلوا بصعوبة بالغة المقعد وجعبة السنوار وبعضاً من ملابسه الممزقة من تحت الأنقاض. وذكر أن "استشهاد السنوار" في منزله يعدّ مبعث فخر له "إذ كان يقاوم في لحظاته الأخيرة من هناك".

ووصف رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة بأنه "قائد ثوري" سيشهد التاريخ له.

وتظهر على الجعبة التي عثر عليها آثار دماء السنوار، فيما خرج المقعد من تحت الأنقاض ممزقاً.

وكشف أبو طه عن أنه خلال اليومين الماضيين اللذين شهدا سريان اتفاق وقف إطلاق النار، تحولت أطلال منزله إلى "مزار"، إذ توافد عليه عدد كبير من الفلسطينيين لتفقد المكان الذي "شهد آخر معركة خاضها السنوار قبل استشهاده"، حيث قالت حركة حماس، آنذاك، إنه تقدم صفوف القتال خلال حرب الإبادة.

وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024، نشر جيش الاحتلال مقطع فيديو قال إنه للحظات الأخيرة للسنوار، حيث ظهر وهو جالس داخل أحد المنازل برفح على مقعد (إسفنجي) مصاباً في يده اليمنى، وملثماً بالكوفية، فيما كان يحمل عصا رماها على طائرة إسرائيلية مسيّرة كانت تصوره.

وقال الجيش إن قوة تابعة له "رصدت وقتلت 3 من عناصر حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار قُتل"، وفق بيان نشره آنذاك.

وبالعودة إلى تاريخ مقتل السنوار، حينما نشر الجيش فيديو اللحظات الأخيرة، قال أبو طه، إنه تلقى اتصالاً آنذاك من ابنته في الإمارات تُبلغه بأن السنوار استُشهد داخل منزلهم. وأوضح أن رده على ابنته كان استبعاد "وجود السنوار داخل منزله"، استناداً إلى "أحاديث الناس" بوجوده تحت الأنفاق.

لكن ما أظهره الواقع من وجود السنوار داخل المنزل يقاتل حتى الرمق الأخير، أكد أنه "يحارب من فوق الأنفاق"، على حد تعبير أبو طه.

وبعد مقتل السنوار، سوّى جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل أبو طه بالأرض بعد قصفه.

وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر جيش الاحتلال وجهاز الشاباك بياناً مشتركاً أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.

وتَعدّ إسرائيل السنوار مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها فصائل فلسطينية في غزة، بينها حماس والجهاد الإسلامي، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلباً على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.

نتيجة لذلك، أعلنت إسرائيل أن القضاء عليه يعد أحد أبرز أهداف حرب الإبادة الجماعية على غزة التي استمرت حتى 19 يناير/كانون الثاني 2025، وخلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

TRT عربي - وكالات