وقالت النقابة غير الحكومية، في بيان: "تتواصل هجمات الدعم السريع على المدنيين في المدن والقرى، وتتوارد الأنباء المحزنة من مدينة الهلالية"، وأضافت: "منذ اجتياح الدعم السريع للمدينة، ارتقى أكثر من 200 شهيد وشهيدة، منهم أكثر من 20 قُتلوا بالرصاص، وآخرون توفوا بسبب المرض والجوع والعطش والتعذيب".
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تهاجم قوات الدعم السريع شبه العسكرية مدينة الهلالية، كبرى مدن شرق ولاية الجزيرة، وتحتجز عشرات الآلاف من سكانها، حسب هيئات وكيانات مدنية وناشطين في الولاية.
وأشار بيان نقابة الأطباء إلى وجود حالات وبائية وحالات تسمم كيميائي "في ظل انعدام أبسط مقومات الرعاية الصحية"، وذكر أن "قوات الدعم السريع احتجزت السكان في المساجد وأماكن تحفيظ القرآن الملحقة بالمسجد ولا تسمح لهم بالخروج إلا بعد دفع مبالغ طائلة".
ولفت إلى أن "عدد الوفيات يرتفع بوتيرة سريعة، وبعض المحتجزين فقدوا أرواحهم جراء اضطرارهم لتناول حبوب قمح ملوثة بالأسمدة الكيميائية لا تصلح للاستهلاك الآدمي، كما اضطر آخرون إلى شرب مياه غير صالحة".
يأتي ذلك مع تصاعد الاتهامات المحلية والدولية في الأيام الأخيرة لقوات الدعم السريع بـ"ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية" بحق المدنيين في ولاية الجزيرة.
وفي غضون ذلك، اتهمت وزارة الخارجية السودانية، الجمعة، قوات الدعم السريع شبه العسكرية بالتسبّب بمقتل 120 مدنياً في ولاية الجزيرة خلال يومين، وذلك قتلاً أو بسبب الحصار الذي تفرضه على مدينة الهلالية في الولاية منذ أسبوعين.
من جهتها، أوردت قوات الدعم السريع شبه العسكرية، الجمعة، أن أكثر من 60 مدنياً قُتلوا وأُصيب المئات في غارة جوية للجيش على مركز لإيواء النازحين في شمال دارفور.
وقال المتحدث باسم قوات الدعم السريع، عبر حسابها الرسمي على تليغرام، إنه جرى "تدمير مدرسة الفاروق الأساسية التي تؤوي أكثر من 35 أسرة نازحة بمدينة الكومة، وسقط مئات الجرحى نتيجة القصف بأكثر من 7 صواريخ وقنابل متفجرة".
وقالت الخارجية السودانية في بيان: "ارتكبت ميليشيا الجنجويد في اليومين الماضيين مذبحة جديدة في مدينة الهلالية، ولاية الجزيرة، بلغ ضحاياها حتى الآن 120 شهيداً، قتلاً بالرصاص، أو نتيجة للتسمم الغذائي والافتقار إلى الرعاية الطبية لمئات المدنيين من رجال ونساء وأطفال تحتجزهم الميليشيا رهائن في مواقع مختلفة من المدينة".
وتشير الحكومة السودانية في كثير من الأحيان إلى قوات الدعم السريع التي تحاربها منذ أكثر من عام ونصف باسم "ميليشيا الجنجويد".
وتجددت الاشتباكات بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، سيطرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها ود مدني، مركز الولاية. وحالياً، تسيطر القوات على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغرباً حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
والاثنين، أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوشوا) في بيان، بـ"نزوح نحو 135400 شخص (27081 أسرة) من مناطق مختلفة بولاية الجزيرة إثر موجة من العنف المسلح والهجمات على أكثر من 30 قرية وبلدة في أجزاء من الولاية منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول".
بالإضافة إلى ولاية الجزيرة، تصاعد العنف أيضاً في ولاية شمال دارفور غربي البلاد، حيث قُتل يوم السبت 12 شخصاً بقصف مدفعي لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، على ما أفادت لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديمقراطية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 13 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.