الحوثي: أيدينا على الزناد فوراً إذا عاد العدو الإسرائيلي للتصعيد في غزة
حذر زعيم جماعة الحوثي اليمنية عبد الملك الحوثي، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من تنفيذ عدوان جديد في غزة، مشدداً على جاهزية جماعته عسكرياً للتصعيد الفوري ضد تل أبيب إذا عادت للتصعيد في القطاع.
زعيم جماعة الحوثي اليمنية عبد الملك الحوثي / صورة: وسائل إعلام يمنية (وسائل إعلام يمنية)

يأتي ذلك في ظل تحذيرات إسرائيلية من استئناف حرب الإبادة الجماعية على غزة، بعدما احتجت حركة حماس على مماطلة تل أبيب في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وربطها الالتزام ببنود الاتفاق بالتزام الاحتلال بها.

وقال الحوثي في كلمة متلفزة: "العدو الإسرائيلي يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وإن اتجه إلى التصعيد فسيقابله صمودٌ وثبات من الشعب الفلسطيني"، وأضاف محذراً: "ليس من مصلحة المجرم نتنياهو أن يتجه إلى عدوان جديد ويتصور أن الأمور ستكون مريحة له".

وتابع: "أيدينا على الزناد وحاضرون للاتجاه الفوري إلى التصعيد ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد للتصعيد على غزة"، ومضى قائلاً: "إذا عاد كيان العدو للتصعيد، سيعودون إلى حالة وظروف وأجواء الحرب ومخاطرها في الوضعين الأمني والعسكري والوضع الاقتصادي نفسه مهما كان الدعم الأمريكي".

وشدد الحوثي على أنه على الجانب الإسرائيلي أن "يدرك أنه مهما كانت رهاناته على الأمريكي فلن يصل إلى تحقيق أهدافه إن اتجه إلى التصعيد".

في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، ويجري خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

ورغم التزام الفصائل الفلسطينية بجميع بنود الاتفاق، تماطل حكومة نتنياهو في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، وتعرقل تنفيذ بنوده، بما يشمل تأخير عودة النازحين لشمال القطاع، واستهدافهم عبر المسيرات، والحيلولة دون إدخال كميات كافية من مواد الإغاثة الأساسية، مثل الطعام والوقود والخيام ووحدات الإيواء، بما يتعارض مع ما جرى الاتفاق عليه.

هذا الواقع دفع متحدث كتائب القسام، أبو عبيدة، في بيان الاثنين، إلى التصريح بتأجيل تسليم الأسرى لإسرائيل إلى حين التزام الأخيرة بتنفيذ الاتفاق وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية بأثر رجعي، مؤكداً "الالتزام ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".

مخطط ترمب لغزة

في كلمته، تطرق الحوثي كذلك إلى المخطط الذي كشف عن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مؤخراً، والرامي إلى الاستيلاء على غزة، بعد تهجير سكانها منها إلى دول أخرى، بينها مصر والأردن.

وقال إن "الأمريكي يحمل الطمع تجاه بقية البلدان، ويسعى إلى الاستحواذ بالدرجة الأولى، وأن يحظى دائماً بنصيب الأسد من كل ثروات البلدان ومصالحها"، ولفت في هذا الصدد إلى أن الأمريكيين "يعدّون هذه الأمة أكلة ووجبة، ويرون من يملك الثروات الهائلة منها بقرةً حلوباً".

وحذر الحوثي من أن "التودد للأمريكي واسترضاءه، لا يُقرب من الأمريكي لينظر إليه نظرة إيجابية ومحترمة"، فهو "ينظر إلى من يتودد إليه نظرة محتقرة"، ورأى أن "المشروع الأمريكي-الإسرائيلي هو مشروع تدميري عدواني يستهدف أمتنا استهدافاً خطيراً بهدف احتلال رقعة جغرافية كبيرة من بلدانها".

وأضاف: "المشروع الأمريكي-الإسرائيلي يسعى إلى مصادرة المقدسات، ليس فقط المسجد الأقصى، بل مكة والمدينة هما جزء من المشروع الصهيوني"، وأشار إلى أن "كثيراً من أبناء أمتنا ينظرون إلى الأمريكي على أنه مختلف عن الإسرائيلي، والحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة في التوجه العدواني والمطامع".

وشدد الحوثي على أن "الموقف الأمريكي من تهجير الشعب الفلسطيني من غزة عدواني وبشع ومفضوح، ويعد فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة"، وقال: "الأمريكي تكلم عن تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، ومن ثم يريد أن يحتلها، ومن ثم طرح ترمب أنه يريد أن يشتري قطاع غزة كأنه عقار للمساومة".

وأكد أن "النظرة الأمريكية تلك تمثل استهتاراً بكل شيء؛ سواء القوانين أو الأنظمة أو المبادئ أو القيم أو الأخلاق"، ولفت إلى أن "هناك إجماعاً من جهة الفلسطينيين والأنظمة العربية وحتى عالمياً على استهجان ورفض الموقف الأمريكي من تهجير الشعب الفلسطيني من غزة".

ورأى الحوثي أن "المهم الآن هو الثبات على هذا الموقف"، وحذر من أن الأسلوب الأمريكي-الإسرائيلي "أسلوب مخادع"؛ حيث يعتمد على "طرح سقف أعلى، ثم الدخول لمقايضات ومساومات على حساب القضية الفلسطينية".

ولفت إلى أن "البعض يتصور أن أمريكا إذا أرادت شيئاً فإنما تقول له كن فيكون"، وتساءل مستنكراً: "هل سيشتري ترمب غزة من أهلها الذين وقفوا وقفة ثابتة وتمسكوا بحقهم على مدى 15 شهراً من إبادة جماعية وعدوان لا نظير له في الدنيا كلها؟".

وأضاف عبد الملك الحوثي مخاطباً الرئيس الأمريكي: "هل تتصور أيها الغبي الأحمق أن أهالي غزة الشرفاء بعد كل صمودهم الذي لا مثيل له والتضحية الكبيرة سيبيعونك وطنهم؟!"، وأكد أن "الظروف مواتية لتوحد موقف العرب والمسلمين بعد أن وصل الأمريكي إلى هذا المستوى من الانكشاف والفضيحة وطلب المستحيل".

وبدعمٍ أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلَّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

TRT عربي - وكالات