الحرب على غزة تفتك بحياة المدنيين وتتسبب بانهيارات وأزمات صحية وبيئية
حذرت جهات دولية وفلسطينية من الآثار الكارثية لانهيار القطاع الصحي وتفاقم الأزمة البيئية في قطاع غزة على حياة سكانه.
أطفال فلسطينيون في مخيمات النزوح بعد أن أجبرتهم الحرب الإسرائيلية على ترك منازلهم / صورة: AFP (AFP)

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان صحفي، الثلاثاء، إن حياة ما يقرب من ألف مريض غسيل كلى في المستشفيات والمراكز الصحية في غزة تحت الخطر بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وذكرت الوزارة: "تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمهمات الطبية الضرورية لاستمرار تقديم الخدمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين التي أصبح رصيدها صفراً أو أوشكت على النفاد". وتابعت: "من أبرز الأدوية التي أوشكت على النفاد أدوية الاستقبال والطوارئ والتخدير والعنايات المركزة والعمليات والعلاجات الخاصة بمرضى الأورام والغسيل الكلوي". وأوضحت أن "نقص الأدوية يهدد حياة نحو ألف مريض غسيل كلوي، باتوا يعتمدون على العلاج التلطيفي فقط".

وناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس بالسماح بالإجلاء الطبي المستدام لجميع المرضى في غزة عبر جميع الطرق الممكنة. وأوضحت المنظمة أن أكثر من 10000 شخص يحتاجون إلى عمليات إجلاء طبي خارج غزة. ووفقاً للمنظمة من بين أولئك الذين يحتاجون إلى مغادرة غزة للحصول على رعاية متخصصة مرضى أطفال.

كارثة بيئية

وأفادت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، في حديثها مع موقع الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، إن "الضرر البيئي الكبير والمتزايد في غزة يهدد بحبس شعبها في فترة تعافٍ مؤلمة وطويلة".

وأضافت: "لقد انهارت أنظمة المياه والصرف الصحي، ولا تزال البنية الأساسية الحيوية تتعرض للتدمير. وتأثرت المناطق الساحلية والتربة والنظم البيئية بشدة. كل هذا يضر بشدة بصحة الناس والأمن الغذائي وصمود غزة".

وأوضح تقييم أوَّلي أجراه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ونُشر الأربعاء الماضي، أن أنظمة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية معطَّلة بالكامل تقريباً، بعد أن أُغلِقت محطات معالجة مياه الصرف الصحي الخمس في غزة.

وأدى هذا، وفق تقيم الأمم المتحدة، إلى تلوث المياه الساحلية والتربة ومصادر المياه العذية، بالإضافة إلى شواطئ غزة. ووفق ذات التقييم، تضررت خمسة من أصل ستة مرافق لإدارة النفايات الصلبة في غزة، مما أدى إلى تراكم 1200 طن من القمامة يومياً حول المخيمات والملاجئ بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

درجات الحرارة المرتفعة

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ترتبط المياه الملوثة وسوء منظومة الصرف الصحي بأمراض مثل الكوليرا والإسهال والزحار (الدسنتاريا) والتهاب الكبد الوبائي. وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية: "شهدنا نزوحاً هائلاً خلال الأسابيع والأشهر الماضية، ونعلم أن هذا المزيج (من الظروف) مع الحرارة يمكن أن يسبب زيادة في الأمراض".

وتابع: "لدينا تلوث المياه بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، وسنشهد مزيداً من تلف المواد الغذائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وستنتشر حشرات البعوض والذباب والجفاف وضربات الشمس". وذكر بيبركورن أنه في غزة وبسبب سوء حالة المياه والصرف الصحي، ارتفع عدد حالات الإسهال 25 مرة عن المعتاد.

وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلةً قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في القطاع.

كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.

وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.

TRT عربي - وكالات