الجيش اللبناني ينتشر في 5 بلدات.. وميقاتي يوجه 3 مطالب إلى إسرائيل
أعلن الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، بدء الانتشار في 5 بلدات بقضاءي صور وبنت جبيل جنوبي البلاد، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية منها، بينما وجه رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، 3 مطالب إلى إسرائيل عبر رعاة وقف إطلاق النار.
الجيش اللبناني ينتشر على طول طريق في بلدة الناقورة الساحلية جنوبي لبنان / صورة: AFP (AFP)

وفي بيان، قال الجيش اللبناني إن وحدات تابعة له "بدأت اليوم الانتشار في بلدات رأس الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا بقضاء صور وبلدة بيت ليف بقضاء بنت جبيل"، وأضاف أن وحداته بدأت كذلك "في الانتشار ببلدات أخرى بالقطاعَين الغربي والأوسط بعد انسحاب العدو الإسرائيلي منها".

ولفت الجيش إلى أنه واصل اليوم أيضاً "استكمال الانتشار في بلدة الناقورة (بقضاء صور)"، وأشار إلى أنه في إطار إعادة الانتشار بتلك البلدات "تُتابع الوحدات المختصة (التابعة له) المسح الهندسي بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة وفتح الطرقات وإزالة الركام".

وأوضح الجيش اللبناني أن ذلك يجري بـ"التنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار"، ودعا المواطنين إلى "عدم الاقتراب من المنطقة، والتزام تعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار بها".

وكان الجيش اللبناني بدأ الانتشار في بلدة الناقورة، الاثنين، فيما أعلن بدء الانتشار ببلدة شمع في قضاء صور في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبلدة الخيام بقضاء مرجعيون في 12 ديسمبر/كانون الأول من الشهر ذاته.

"رسالة واضحة"

من جانبه، وجَّه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال رعايته افتتاح "جناح نهاد السعيد للثقافة" في المتحف الوطني في بيروت، اليوم الثلاثاء، عبر رعاة اتفاق وقف إطلاق النار "رسالة واضحة" إلى إسرائيل تتضمن 3 مطالب.

ودعا ميقاتي "الجميع إلى شبك الأيدي لنُخمد كل إشارات الفتن المتنقلة والانقسامات البغيضة التي نتابعها يومياً، ويبقى قدر اللبنانيين أن نعيش معاً تحت سقف واحد"، وأضاف: "اليوم نحيي مناسبة تأجل أوانها منذ الثامن عشر من سبتمبر/أيلول الفائت بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان".

وتابع ميقاتي: "متطلعون إلى أن يكون هذا الافتتاح إيذاناً بوقف نهائي وشامل للعدوان وتداعياته واستكمال نشر الجيش في كل الجنوب وعودة جميع اللبنانيين النازحين إلى ديارهم".

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يسود وقف لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الفائت.

وقال ميقاتي: "أوصلنا رسالة واضحة إلى رعاة تفاهم وقف إطلاق النار الدوليين (الولايات المتحدة وفرنسا)"، وأوضح أن الرسالة تتضمن "وجوب وقف الخروقات، والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وأن التزام تطبيق القرار 1701 ليس مسؤولية لبنان فقط، بل هو ملزم للعدو الإسرائيلي".

وبزعم "التصدي لتهديدات من حزب الله"، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى ظهر الاثنين 395 خرقاً لوقف النار، خلّفت 32 قتيلاً و39 جريحاً، وفق بيانات رسمية لبنانية.

وفي 11 أغسطس/آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701، الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية آنذاك بين إسرائيل و"حزب الله"، كما دعا إلى إيجاد منطقة بين "الخط الأزرق" ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة بجنوب لبنان (اليونيفيل).

وحذر ميقاتي من "الاستمرار في خرق تفاهم وقف إطلاق النار (من جانب إسرائيل)، لكونه يهدد التفاهم برمته، وهو أمر لا أعتقد أن أحداً يرغب في حصوله".

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، جرى تشكيل لجنة خماسية لمراقبة تنفيذه تضم لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا و"اليونيفيل".

ومن أبرز بنود الاتفاق انسحاب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 قتيلاً و16 ألفاً و664 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

TRT عربي - وكالات