مسيّرة إسرائيلية تقصف موقعاً بالضفة.. والاحتلال يعتقل عدداً من الفلسطينيين
قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي موقعاً شمالي الضفة الغربية واعتقل عدداً من الفلسطينيين خلال سلسلة اقتحامات ومداهمات نفذها اليوم الأربعاء. وقال إعلام عبري إن الجيش يسعى لتحويل الضفة إلى أنقاض كما فعل بغزة.
جيش الاحتلال ينفذ سلسلة اقتحامات بمدن وبلدات الضفة الغربية / صورة: AFP (AFP)

وقال شهود عيان إن مُسيرة إسرائيلية قصفت موقعاً في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس شمالي الضفة، فيما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن "قوات الاحتلال تمنع طواقمنا من الوصول إلى مكان القصف في بلدة طمون".

ولاحقاً أفاد الشهود بسقوط "عدد من الضحايا جراء القصف"، إذ جرى احتجازهم من جيش الاحتلال.

وفي وقت سابق الأربعاء، أفاد شهود عيان بأن قوة من الجيش اقتحمت مرفقة بتعزيزات عسكرية البلدة وحاصرت محيط منزل فلسطيني بالكامل، وطالبت مَن بداخله عبر مكبرات الصوت بالاستسلام. ولاحقاً أطلق الجيش الرصاص تجاه المنزل، دون أن يتضح على الفور هوية الموجودين فيه.

اعتقالات مكثفة

تزامناً مع ذلك اقتحمت قوات الاحتلال من فجر اليوم، مدناً وبلدات بالضفة، واعتقلت عدداً من الفلسطينيين.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة سعير شمال الخليل وداهمت عدداً كبيراً من المنازل، واعتقلت 9 فلسطينيين. كما احتجزت العشرات وأخضعتهم للتحقيق الميداني في أحد المنازل بعد أن حوّلته إلى ثكنة عسكرية.

وفي بلدة السموع جنوباً اعتقلت قوات الاحتلال 10 فلسطينيين عقب مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها.

وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم عسكر الجديد بنابلس، وداهمت عدداً من المنازل، وفتَّشتها، واعتقلت 7 فلسطينيين.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينياً من بلدة صرة، وآخرين من بلدة عوريف جنوباً، بعد دهم وتفتيش منازلهم.

اقتحامات المستوطنين

وتحت حراسة أمنية إسرائيلية، اعتدى مستوطنون على ممتلكات الفلسطينيين واقتحموا المسجد الأقصى وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته.

وذكرت "وفا" أن مجموعة من المستوطنين هاجمت مركبات الفلسطينيين رشقاً بالحجارة قرب جبل صبيح التابع لأراضي بلدة بيتا جنوب نابلس.

وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته.

وأضافت المصادر أن شرطة الاحتلال كثفت وجودها عند أبواب المسجد الأقصى وفي محيط البلدة القديمة، وعرقلت دخول المصلين إلى المسجد.

أنقاض مثل غزة

في الأثناء قالت صحيفة "هآرتس" العبرية: "في حين ينظر أغلب الإسرائيليين إلى السابع من أكتوبر باعتباره أعظم كارثة في تاريخ البلاد، يرى البعض من اليمين فيه فرصة، بل وحتى بداية الخلاص".

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى التصريحات الأخيرة لوزير المالية، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش وأيضا تصريحات قادة المستوطنين في لقائهم وزير الدفاع من حزب الليكود يسرائيل كاتس.

وكان سموتريتش أشار في لقاء مع قادة المستوطنين أمس الثلاثاء، إلى أنه وضع خطة من شأنها أن تجعل البلدات الفلسطينية "بندق ونابلس وجنين تبدو كأنها جباليا"، في شمال غزة، "حتى لا تتحول كفار سابا إلى كفار عزة".

و"كفار عزة" من المستوطنات المحاذية لقطاع غزة التي تعرضت لهجوم 7 أكتوبر، أما "كفار سابا" فمستوطنة إسرائيلية قريبة من شمالي الضفة.

وجاء اللقاء عقب مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 7 إثر إطلاق نار الاثنين، قرب مستوطنة كدوميم شرق قلقيلية شمالي الضفة.

أما رئيس مجلس مستوطنة "كدوميم" أوزيل فاتيك، فقال لكاتس: "يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تعلن على الفور حالة الحرب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أيضاً".

وأشارت الصحيفة إلى "أن المستوطنين في الضفة الغربية يرون ما يحدث في غزة، ويشعرون بالغيرة.. ويطالبون الحكومة والجيش بأن يفعلا هناك ما فعلوه في القطاع".

ولفتت في هذا السياق إلى دعوة رئيس مجلس مستوطنة "أرئيل" في شمالي الضفة الغربية، يائير شتيبون، للقيام بعملية عسكرية ضخمة في الضفة الغربية مثل تلك التي جرت عام 2002، "لتدمير مخيمات اللاجئين في يهودا والسامرة، وفي طولكرم، وفي جنين، وفي نابلس، وفي كل مكان يوجد فيه تهديد لسكان إسرائيل"، على حد قوله.

وأضافت الصحيفة: "بينما تعمل حكومة نتنياهو على تعزيز الوجود العسكري الدائم، وربما الوجود المدني في غزة، تعمل المؤسسة الاستيطانية وأذرعها في الجيش والحكومة على إخفاء الاختلافات بين الضفة الغربية وغزة، بهدف عكس الانسحاب الذي جرى عام 2005 (من قطاع غزة) واتفاقات أوسلو (بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية)".

وتابعت: "بالنسبة للمستوطنين في يهودا والسامرة، فإن استئصال الإرهاب يعني طرد السكان وهدم المنازل والبنية الأساسية. والهدف: فرض نظام الفصل العنصري الإسرائيلي الأكبر في الأراضي المحتلة. وإذا نجحوا في ذلك، فسوف يضعون حداً لأي احتمال مستقبلي لحل الدولتين والحياة المستدامة في المنطقة".

وتقدر حركة "السلام الآن" الإسرائيلية (غير حكومية) المختصة بمراقبة الاستيطان أن أكثر من 740 ألف مستوطن يستوطنون في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وبموازاة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر إجمالاً عن استشهاد 843 فلسطينياً، وإصابة نحو 6 آلاف و700، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

بينما خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

TRT عربي - وكالات