اتّهم الاتّحاد العام التونسي للشغل الجمعة الرئيس قيس سعيّد بالانقضاض على النقابات لـ"حرف الأنظار عن الفشل الذريع لكلّ خياراته الاقتصادية والاجتماعية"، وكذلك أيضاً السياسية مع نسبة المقاطعة المرتفعة جداً للانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً.
وقال الأمين العام للاتّحاد، نور الدين الطبوبي، في مستهلّ اجتماع نقابي يتعلّق خصوصاً بتوقيف السلطات قيادياً في الاتّحاد إنّ "الرسالة واضحة وهي أنّ الاتّحاد مستهدف ويريدون تمرير الإصلاحات الموجعة".
والثلاثاء أوقفت السلطات أنيس الكعبي، الكاتب العام "للنقابة الخصوصية للطرقات السيارة"، إثر تنفيذ نقابته إضراباً على الطرق السريعة.
وأكّد الأمين العام للاتّحاد العام للشغل، النقابة المركزية التي يزيد عدد أعضائها عن مليون عامل، أنّ "الرئيس يحاول أن يسحب الأنظار ممّا حصل في الدور الثاني للانتخابات التشريعية، والفشل الذريع في كلّ الخيارات الاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف أنّ سعيّد "بدأ الآن يقول للاتحاد حان دورك، ونحن نقول له مرحباً".
وأكّد القيادي النقابي أنّ "الدولة تستخدم الترهيب لقمع المعارضين".
واعتبر الطبوبي أنّ رئيس الجمهورية يريد حرف أنظار الشعب عن نسبة المقاطعة المرتفعة جداً للانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً.
وقال إنّ "مقاطعة الشعب التونسي للانتخابات تحتّم على الرئيس التركيز على الوحدة الوطنية لكنّه اختار الطريق الخطأ".
وأضاف أنّ "الرئيس التونسي يدعو بطريقة غير مباشرة إلى لاقتتال (...) لذلك يلهون الرأي العام بمسائل فارغة".
وأودِع الكعبي الخميس الحبس الاحتياطي بانتظار بدء محاكمته في 23 شباط/فبراير الجاري بتهمة "استغلال وظيفته للإضرار بالإدارة العامّة".
ونفّذت النقابة الخصوصية للطرقات السيارة إضراباً يومي الاثنين والثلاثاء من أجل زيادة الأجور وتحقيق مطالب أخرى.
وتشهد تونس انقسامات عميقة منذ قرّر سعيّد الاستئثار بالسلطات في 25 يوليو/تموز 2021.
وشهدت الانتخابات النيابية معدل امتناع قياسياً إذ بلغت نسبة من أدلوا بأصواتهم 11,4% فقط.
وأدّت الأزمتان السياسية والمالية في الأشهر الأخيرة إلى نقص في بعض المنتجات الأساسية، كالحليب والسكّر والأرزّ والبنّ، وإلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بسبب التضخّم المتسارع.