الأعنف منذ بدء العدوان.. غارات على ضاحية بيروت وحزب الله يرد بـ51 عملية
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، سلسلة غارات جوية هي الأعنف على مناطق بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، فيما شن "حزب الله" أكبر عدد من الهجمات على أهداف إسرائيلية منذ بدء المواجهات الراهنة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية/ صورة: AA (Others)

وأفاد مراسل الأناضول بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن أكثر من 7 غارات جوية قوية على مناطق الغبيري وبئر العبد وحارة حريك ومعوض والشويفات- العمروسية والطيونة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أعنف قصف منذ بدء الحرب.

وحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية فإن أصوات الغارات العنيفة سُمعت في أرجاء العاصمة ومحافظة جبل لبنان (وسط)، فيما غطى دخان أسود كثيف سماء الضاحية الجنوبية جراء القصف. ولم تتوفر على الفور معلومات عن خسائر بشرية ولا أضرار مادية.

وجاء القصف عقب 3 إنذارات أطلقها متحدث جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، دعا فيها إلى إخلاء 12 مبنى في مناطق الغبيري وشيفات والعمروسية وحارة حريك وبرج البراجنة والحدث.

في سياق متصل، قالت وزارة الصحة اللبنانية مساء الأحد إن "3 شهداء سقطوا إثر غارة إسرائيلية على بلدة زبقين في قضاء صور جنوبي البلاد".

وقرّرت الحكومة اللبنانية مساء الأحد تعليق التدريس الحضوري في كلّ المدارس والمعاهد والجامعات، الرسمية والخاصة، في العاصمة بيروت والمناطق القريبة منها، يوم الإثنين والاستعاضة عنه بالتعليم عن بُعد، كما قررت إتاحة خيار التعليم عن بُعد حتى نهاية العام، وذلك بسبب "الأوضاع الخطرة الراهنة" الناجمة عن الغارات الإسرائيلية المتواصلة.

وقال وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية إنّه قرّر "تعليق التدريس الحضوري" في كلّ المؤسسات التعليمية الواقعة في "بيروت الإدارية وساحل المتن الشمالي وساحل الشوف وساحل بعبدا (...) وذلك يوم غد الإثنين".

49 هجوماً لحزب الله على إسرائيل

ومنذ بداية الأحد، أعلن حزب الله تنفيذ 51 عملية تصدٍّ لمحاولات تقدّم الاحتلال وضد مواقع وقواعد انتشاره ومستوطنات ومدن في شمال إسرائيل.

وسجل الأحد، أكبر عدد لهجمات يومية لـ"حزب الله" منذ 8 أكتوبر/تشرين أول 2023 مقارنة بالرقم القياسي السابق وهو 34 هجوماً السبت، حسب رصد مراسل الأناضول لبيات الحزب اليومية.

ووفق إعلام عبري، أطلق "حزب الله" الأحد نحو 250 صاروخاً على وسط وشمال إسرائيل، وذلك رداً على قصف إسرائيلي عنيف على بيروت السبت.

وقال الحزب، في سلسلة بيانات نشرها على منصة "تلغرام"، إنه استهدف مستوطنات معالوت ترشيحا وحتسور هاجليليت وكِرم بن زِمرا ويرؤون، وكفار بلوم، وعمير، وسعسع، وميرون، ويسود هامعل اه، ومدينة صفد شمالي إسرائيل، بصليات صاروخية.

كما أوضح أن عناصره استهدفوا بأسراب من المسيرات قاعدة أشدود البحريّة (تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم)، وهدفاً عسكرياً في تل أبيب، وغرفة عمليّات مُستحدثة للجيش الإسرائيلي في مستوطنة المطلة (شمال).

كذلك قال إنه استهدف بـ"صليات صاروخية قاعدة بلماخيم". كما أعلن قصف "قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) في ضواحي تل أبيب، ومرابض مدفعية جيش الاحتلال ‏الإسرائيلي في مستوطنة ديشون (شمال)".

واستهدف أيضا قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا، وقاعدة بيريا (القاعدة الأساسية للدفاع الجويّ والصاروخي التابع ‏لقيادة المنطقة الشمالية)، وثكنة دوفيف، وقاعدة دادو (مقر قيادة المنطقة الشمالية) وقاعدة ميشار (مقر ‏الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية)، ومعسكر الـ100 (معسكر تدريب للقوات البرية) شمال أييليت هشاحر، بصليات صاروخية.

كما استهدف مرابض مدفعية الجيش ‏الإسرائيلي شمالي شرق مستوطنة جعتون (شمال) وقاعدة زفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا. وقال إن عناصره وبعد رصد ‏تحركات لجنود في محيط موقع الراهب الإسرائيلي مقابل بلدة عيتا الشعب اللبنانية، استهدفوا قوة مشاة إسرائيلية غربي الموقع، بصاروخٍ موجّه، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وأشار الحزب إلى أن مقاتليه استهدفوا أيضاً قاعدة حيفا البحرية (تتبع لسلاح البحريّة وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات)، شمال ‏مدينة حيفا، بصليةٍ من الصواريخ النوعية. وبجانب المستوطنات والقواعد العسكرية، هاجم عناصر الحزب، خلال الأحد، تجمعات لجنود الاحتلال في موقع المطلة، ومستوطنة كريات شمونة ومستوطنة المنارة.

وداخل لبنان، أعلن الحزب استهداف 3 د بابات ميركافا إسرائيلية بصواريخ موجهة عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة جنوبي لبنان "ما أدى إلى تدميرها، ووقوع من فيها بين قتيل وجريح".

وقال الحزب مساء الأحد، إنه "استهدف برشقة صاروخية للمرة الثانية تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي عند مثلث دير ميماس بكفركلا في جنوب لبنان. وأضاف أنه قصف بالصواريخ قوة إسرائيلية أثناء تقدمها لسحب دبابة مدمرة عند الأطراف الغربية لبلدة دير ميماس". وفي بيان آخر الإثنين، قال الحزب إنه "قصف للمرة السادسة تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام في جنوب لبنان".

ويتسق تصعيد الأحد مع وعيد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم مؤخراً بأن الرد على قصف بيروت سيكون في "وسط تل أبيب"، بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة اللبنانية واغتالت المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف. لكن في إطار ادعاءاتها بأنها قضت على نسبة كبيرة من قدرات "حزب الله"، تجاهلت إسرائيل هذا التحذير وقصفت بيروت بكميات كبيرة من المتفجرات السبت، في محاولة لاغتيال القيادي العسكري البارز بالحزب محمد حيدر.

تهديد هوكشتاين

ووفق القناة "13" العبرية الأحد فإن المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، هدد إسرائيل بالانسحاب من الوساطة التي يقودها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وتل أبيب إذا لم توافق الأخيرة على مقترح واشنطن.

وأضافت القناة أن هوكشتاين، أبلغ السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ، أنه إذا لم ترد تل أبيب بشكل إيجابي على اقتراح وقف إطلاق النار، فإن الولايات المتحدة ستنسحب من جهود الوساطة.

وزار هوكشتاين، بيروت الثلاثاء والأربعاء، ثم اتجه مساء الأربعاء إلى إسرائيل في زيارة استمرت حتى الجمعة، في محاولة لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، التي تحظى بدعم أمريكي في حربيها على قطاع غزة ولبنان.

وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأعضاء لجنة الخارجية والأمن بالكنيست إن "المفاوضات يجب أن تجري تحت القصف والنار".

وتضغط كل من إسرائيل و"حزب الله" عسكريا في محاولة لدفع المفاوضات قدماً والحصول على تنازلات في أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 149 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و754 قتيلاً و15 ألفاً و626 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأحد.

ويوميا يرد "حزب الله " بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

TRT عربي - وكالات