بعد نشرها في ليبيا وإفريقيا الوسطى ومالي، وتواتر التقارير الإعلامية عن نشاطها في كل من السودان وموزمبيق، أصبحت رقعة نفوذ مجموعة "فاغنر"، الروسية، تتسع باتساع النزاعات المسلحة في القارة السمراء.
بيد أن وجودها في إفريقيا لا يقتصر على كونها سواعد لحمل السلاح، بل أداة للسيطرة على مقدرات القارة بحسب ما يرصده تقرير أخير لـ"نيويورك تايمز" الأمريكية، كاشفاً انخراط المجموعة في عمليات تنقيب وإدارة مناجم للماس والذهب، وتمركزها بعدد من حقول النفط في ليبيا.
ماس إفريقيا الوسطى
منذ دخولها البلاد سنة 2018، رُصدت قوات "فاغنر" في أكثر من مرة داخل مناطق غنية بمناجم الماس. وحسبما تعلنه المجموعة، فإن مهمتها هناك تتعلق بتأمين وحماية هذه المناجم، التي تقع في قلب مناطق نفوذ المتمردين.
لكن تقارير استخباراتية أمريكية، وعدداً من الدبلوماسيين الغربيين، وعبر أدلة كثيرة، كشفوا ارتباط يغفيني بريغوجين، مالك "فاغنر"، بعدد من شركات استغلال الماس في البلد الإفريقي الفقير، برغم الحظر الدولي على هذا المعدن القادم من مناطق الصراعات المسلحة أو عن طريق متمردين.
وفي سنة 2018، اغتيل ثلاثة صحفيين روس كانوا يعملون على تحقيق عن نشاطات "فاغنر" في منطقة سبيتو الغنية بالماس، غرب العاصمة بانغي. فيما وجَّهت منظمات دولية أصابع الاتهام في هذه الجريمة فاغنر.
ذهب السودان
في السودان، يقول تقرير "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن نشاط "فاغنر" هناك يعود إلى آخر أيام الرئيس السابق عمر البشير. ويدعي التقرير أن المجموعات الروسية لا تزال تنشط هناك، في ارتباطهم بمليشيات التدخل السريع السودانية، تحت قيادة الجنرال حميدتي.
وفي مارس/ آذار الماضي، أدان كل من سفراء بريطانيا ونرويج والولايات المتحدة في الخرطوم، في بيان مشترك، نشاط "فاغنر" بالبلاد. وذكروا فيه بأن "فاغنر في السودان تنخرط في أنشطة غير مشروعة مرتبطة بتعدين الذهب".
بيان ردت عليه وزارة الخارجية السوداني بوصفه "محاولة التدخل في الشؤون السودانية وإقحام البلاد في الصراع الدائر في أوكرانيا بصورة اعتباطية وجزافية". نافية أي وجود لـ "فاغنر" على الأراضي السودانية وتنقيبها عن الذهب.
فيما يكشف الصحفي السوداني عزمي عبد الرزاق، في حديثه إلى TRT عربي، بأنه: "على الرغم من أن روسيا لا تعترف رسمياً بأنشطة فاغنر في السودان، إلا أن الشركة العسكرية الخاصة موجودة بالفعل، وتعمل تحت أسماء وهياكل وتعاقدات مختلفة، وتندرج أنشطتها ضمن الرؤية الجيوستراتيجية لروسيا في القارة الإفريقية".
غاز الموزمبيق ونفط ليبيا
وإضافة إلى ماس إفريقيا الوسطى وذهب السودان، يورد تقرير الصحيفة الأمريكية، أنه سبق ورُصدت في سنة 2019 قوات "فاغنر" في منطقة كابو ديلغادو، غرب الموزمبيق، ذات الأغلبية المسلمة والغنية بحقول الغاز. غير أن تحركاتها العسكرية لم تطل، وسرعان ما انسحبت من هناك.
وفي يونيو/حزيران 2020، طالبت شركة النفط الليبية بالانسحاب الفوري لقوات فاغنر من منشآتها النفطية، بمرفأ السدرة النفطي شرق البلاد. فيما قال مسؤولون غربيون وقتها إن مرتزقة فاغنر كانوا بأعداد كبيرة داخل تلك المنشآت، معرقلين عمليات الإنتاج بها.