سوريا.. هجمات تنظيم PKK الإرهابي تهدد حياة المدنيين في حلب
إلى جانب احتلاله لأكثر من ثلث الأراضي السورية، يستمر تنظيم "PKK/YPG" الإرهابي في تهديد أمن واستقرار السوريين في بعض أحياء محافظة حلب شمالي البلاد، بعد سقوط نظام الأسد الذي كان على تعاون معه.
يعيش المدنيون في حلب تحت تهديد هجمات "PKK/YPG" الإرهابية التي تحول دون استخدام العديد من الطرق والتقاطعات في وسط المدينة. / صورة: AA (AA)

ويحتل التنظيم الإرهابي نحو 300 كيلومتر من الحدود السورية-التركية، التي يبلغ طولها الإجمالي 911 كيلومتراً، بالإضافة إلى محافظتي الرقة والحسكة (شمال شرق) ذات الكثافة السكانية العربية، والجزء الشمالي من محافظة دير الزور (شرق)، وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في محافظة حلب.

ويعيش المدنيون في حلب، أكبر مدن سوريا، تحت تهديد هجمات "PKK/YPG" الإرهابية التي تحول دون استخدام العديد من الطرق والتقاطعات في وسط المدينة.

وتوجد لوحات تحذيرية عند مداخل الطرق المؤدية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود داخل حلب، عليها عبارات: "انتبه خطر.. هذا الطريق يؤدي إلى مناطق تنظيم "PKK/YPG" الإرهابي المدعومة من الولايات المتحدة".

كما أنشأ التنظيم الإرهابي نقاط تفتيش عند مداخل الأشرفية والشيخ مقصود لمراقبة دخول وخروج الناس.

ويسيطر عناصر التنظيم الإرهابي على معظم مناطق حقول النفط والغاز وتعرف بأنها "سلة سوريا الغذائية" ويرفض تسليم سلاحه لوزارة الدفاع السورية التي تشكلت ضمن الحكومة الجديدة بعد سقوط النظام السابق.

ويلاحظ وجود رايات ترمز إلى التنظيم الإرهابي إلى جانب عدد من عناصره في الحيين المذكورين.

الأشرفية والشيخ مقصود

السوري خليفة جبار، الذي يعيش بالقرب من الشيخ مقصود، أشار إلى وجود صعوبات كبيرة يعانيها سكان المنطقة بشأن الدخول والخروج إلى/من الأشرفية والشيخ مقصود.

وأوضح جبار أن الدخول والخروج إلى/من الحيين "يجريان في أوقات محددة، وإذا تأخر شخص ما، فإنه لا يتمكن من العودة حتى إلى منزله".

ولفت إلى ورود أنباء "تفيد بتعرض العديد من الأشخاص للاستهداف برصاص القناصة التابعة للتنظيم الإرهابي بعد دخولهم عن طريق الخطأ إلى الأشرفية والشيخ مقصود".

وأكد أن هناك سيارات "تعرضت لإطلاق نار من الإرهابيين بعد دخولها إلى الحيين عن طريق الخطأ".

وعبّر عن أمله في "انتهاء هذه الأحداث والعودة إلى العيش المشترك بين جميع المكونات".

بدوره أعرب محمد نجار، أحد سكان حي الليرمون، عن "استنكاره للممارسات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي الذي يستهدف المدنيين في الأشرفية والشيخ مقصود".

وأشار نجار إلى "ضرورة عدم سلوك المواطنين للطرق المؤدية إلى هذين الحيين"، وذكر أن "اللوحات التحذيرية الموضوعة من الإدارة المحلية في حلب، ليست كافية لأن الطرق مفتوحة".

وأضاف نجار: "الناس يمشون ويقودون السيارات، لكنهم يجدون أنفسهم فجأة في الشيخ مقصود والأشرفية من دون أن يدركوا ذلك".

وشدد على "ضرورة إقامة نقاط تفتيش على الطرق المؤدية إلى الأشرفية والشيخ مقصود، وإذا لزم الأمر، يجب إغلاق الطرق بكتل ترابية".

مقتل 65 مدنياً خلال شهرين

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان توثيق مقتل 65 مدنياً على الأقل في حلب خلال شهرين برصاص قناصة تابعين لتنظيم "PKK/YPG" الإرهابي.

ونشرت الشبكة، بياناً أشارت فيه إلى أن "PKK/YPG" الإرهابي نشر قناصين داخل الأحياء المجاورة لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بمحافظة حلب بعد انسحاب قوات النظام المخلوع منها.

وأوضحت أن "ما لا يقل عن 65 مدنياً قتلوا بنيران قناصة التنظيم الإرهابي في الفترة بين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 و30 يناير/كانون الثاني 2025".

كما "استهدف الإرهابيون فرق الهلال الأحمر السوري والدفاع المدني التي كانت تدخل المنطقة لإجلاء جثث القتلى الذين سقطوا برصاص القناصة" وفق المصدر ذاته.

ولفتت الشبكة إلى أنَّ "عمليات القنص التي نفذها التنظيم في حلب تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، وتمثل خرقاً واضحاً للعديد من المبادئ الأساسية لحماية حقوق الإنسان".

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاماً من نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيساً للبلاد بالمرحلة الانتقالية، إلى جانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور.

TRT عربي - وكالات