حل لتكلفة الإنتاج المرتفعة.. الليزر في أنظمة الدفاع الجوي
تعاني منظومات الدفاع الجوي عالمياً من أزمة ارتفاع التكلفة الاقتصادية لعمليات اعتراض أهداف منخفضة التكلفة، ما شكّل معضلة أمام مطوّري الصناعات الدفاعية والجيوش، دفعت بهم إلى البحث عن حلول عملية واقتصادية، ويعد الليزر أكثرها أهمية.
منظومة "GÖKBERK" التركية التي تستخدم الليزر / صورة: AA (AA)

طالبت ميزانية البحرية الأمريكية للعام 2024 التي رُفعت إلى الرئيس جو بايدن، في نهاية الشهر الماضي بالاستمرار في تخصيص موارد لتمويل عمليات البحث والتطوير لمنظومات الاعتراض المعتمدة على تقنيات بالليزر.

وبدأت البحرية الأمريكية في استخدام وتطوير هذه المنظومات عام 2014، عندما زودت سفناً تابعة لها بهذه المنظومات للتعامل مع خطر الطائرات بلا طيار والزوارق المسيرة، مع ذلك ظلت في إطار التجريب ولم تدخل مرحلة الإنتاج والاستخدام الواسع.

وتعتمد البحرية الأمريكية وبقية الجيوش على الانظمة الصاروخية في الاعتراض المتوسط والبعيد، بالإضافة الى الأنظمة الرشاشة التي تتعامل مع الأهداف القريبة، وتكمن إشكالية هذه الأنظمة في تكلفتها المرتفعة على الصعيد الاقتصادي أو العسكري.

التكلفة المرتفعة لأنظمة الدفاع الجوي

تواجه منظومات الدفاع الجوي أهدافاً تتسم بتكلفتها المنخفضة، كالطائرات المسيرة، لكنها قد تتسبب بأضرار هائلة في البنى التحتية والمواقع الاستراتيجية ما يستلزم حمايتها والدفاع عنها، لكن الأدوات المستخدمة والمتمثلة بمنظومات الدفاع الجوي ما زالت تكلفتها مرتفعة.

وفي شهر أبريل/نيسان الماضي عندما هاجمت إيران إسرائيل، بلغت تكلفة اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية ما يقرب من 1.35 مليار دولار، فيما وصلت تكلفة صاروخ القبة الحديدية الإسرائيلي الواحد إلى ما يقرب من 100 ألف شيكل (27 ألف شيكل)، وبلغت تكلفة الاعتراض بمقلاع داود ما يقرب من مليون دولار وفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت.

نفس التكلفة تتكبدها البحرية الأمريكية في عمليات الاعتراض في البحر الأحمر في مواجهة مسيّرات وصواريخ جماعة الحوثيين، ووفقاً لتصريحات قائد القوات البحرية الأمريكية الأدميرال ليزا فرانشيتي، في فبراير/شباط 2024، بلغت تكلفة عمليات الاعتراض خلال 3 شهور نحو مليار دولار.

ومقارنة بالصواريخ الاعتراضية فإن منظومات الليزر تعد موفرة اقتصادياً، فالليزر الصلب يعمل بالطاقة الكهربائية، مما يسمح بإعادة الاستخدام ما دامت الأنظمة الكهربائية للسفينة تعمل، وتكلفة طلقة الليزر الصلب تراوح من 1 إلى 10 دولارات، بالإضافة إلى ذلك فإن توفُّر الليزر أعلى بكثير من الصواريخ الاعتراضية التي تعوق محدودية قدرة السفن والمنصات تخزينها وحملها.

الأنظمة التركية

وفي أبريل/نيسان 2023، تسلمت البحرية التركية أول نظام سلاح ليزري تركي، وهو نظام الحرب الإلكترونية الليزرية "نازار"، الذي طورته شركة " ميتكسان"، واختبر لأول مرة عام 2012 وعُرض في المعارض الدولية 2021.

كما أعلنت شركة روكيستان في فبراير/شباط الماضي نظام "ألكا-ALKA" المصمم لاعتراض الطائرات بلا طيار. وقال المدير في قسم الأنظمة المبتكرة بشركة روكتسان، الدكتور سيت تونتش إن نظام "ALKA" جرى تطويره بالتنسيق مع رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، وهو نظام دفاع جوي هجين يُستخدم في مواجهة الأهداف قريبة المدى باستخدام التكنولوجيا الكهرومغناطيسية والليزر.

وفي يوليو/تموز 2023، كشفت شركة أسلسان التركية الرائدة عن نظام "GÖKBERK" الذي يستخدم الليزر للتعامل مع خطر المسيّرات والطائرات بلا طيار، ويمكن حمل النظام على عربة متحركة ما يساعد في زيادة مرونته وسرعة انتشاره.

مشاريع أخرى

في يناير/كانون الثاني الماضي أجرى الجيش البريطاني تجارب وصفها بالناجحة على منظومة "دراغون فاير" التي تعتمد على الليزر في اعتراض الاهداف الحربية، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن سلاح الليزر "دراغون فاير" الجديد، دقيق بما يكفي لإصابة عملة معدنية (مثل الجنيه الإسترليني) على بعد كيلومتر.

وطور الجيش الإسرائيلي كذلك منظومة حملت اسم "الشعاع الحديدي" لتكون جزءاً من منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، خاصة مع التكاليف المرتفعة لمنظومة القبة الحديدية التي تعتمد على الصواريخ في عمليات الاعتراض، ولم تدخل المنظومة حتى هذه اللحظة الخدمة الفعلية في الجيش.

وبالرغم من الطموحات الكبيرة للمنظومات التي تستخدم الليزر في عمليات الاعتراض، لا تزال تواجه تحديات كبيرة، على رأسها حاجة هذه المنظومات إلى طاقة ضخمة من أجل تشغيلها، وتقلبات الطقس التي قد تؤثر في فاعلية المنظومة والاعتراض.

TRT عربي - وكالات