تضمنت اتفاقيات دفاعية وسياسية.. ماذا شملت الجولة الآسيوية للرئيس التركي؟
بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، جولته الآسيوية الخارجية التي شملت ثلاث دول: ماليزيا وإندونيسيا وباكستان. وأسفرت الجولة عن توقيع عدد من المعاهدات والاتفاقيات الثنائية بين تركيا وهذه الدول.
الرئيس التركي خلال زيارته إلى إندونيسيا / صورة: AA (AA)

وشملت الاتفاقيات مجالات الطاقة والتجارة والصناعات الدفاعية وأنظمة الاتصالات والأبحاث العلمية والتكنولوجية وإدارة الكوارث والطوارئ. ورافق الرئيس التركي وفد وزاري رفيع المستوى، ضمّ وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، ووزير الدفاع الوطني يشار غولر، ووزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح قاجر، ووزير الزراعة والغابات إبراهيم يومقلي، ووزير التجارة عمر بولات.

بالإضافة إلى ذلك، حضر كل من رئيس رئاسة الصناعات الدفاعية (SSB) خلوصي غورغون، ورئيس مجلس حكماء منظمة الدول التركية (TDT) بن علي يلدريم، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، ومستشار الرئيس الرئيسي للسياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغتاي قليج.

ماليزيا

بدأت الجولة الآسيوية للرئيس أردوغان بزيارة العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث وُقّعت 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات الطاقة والتجارة والصناعات الدفاعية وأنظمة الاتصالات والأبحاث العلمية والتكنولوجية وإدارة الكوارث والطوارئ.

أكد الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أنور إبراهيم دعمهما تعزيز التعاون الاقتصادي بين تركيا وماليزيا من خلال زيادة الشراكات التجارية والاستثمارية. كما رحبا بإنشاء مجلس أعمال مشترك بين مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي والغرفة الوطنية للتجارة والصناعة الماليزية بهدف تعزيز التبادل التجاري واستكشاف فرص جديدة. وشددا على أهمية التعاون في القطاع الزراعي من خلال الاجتماعات الفنية وبرامج التدريب.

وفي مجال الطاقة أكدا ضرورة التعاون في تحول الطاقة وأمنها، كما أعربا عن تقديرهما للتعاون الدفاعي بين البلدين، مشددين على أن تطوير الصناعات الدفاعية سيعزز القدرات الدفاعية المشتركة.

وفي قطاعَي السياحة والطيران، اتفق الزعيمان على تعزيز التعاون في الطيران المدني لدعم السياحة والتواصل الثنائي، وتشجيع تدفق السياح بين البلدين. كما أيدا إنشاء لجنة مشتركة في التعليم العالي، إلى جانب دعم المبادرات التعليمية لتطوير التعاون في التعليم الثانوي.

أما في مجال التكنولوجيا وعلوم الفضاء، فقد شدد الجانبان على الإمكانات الواسعة للشراكة، مشيرين إلى أهمية برنامج تطوير الأقمار الصناعية الصغيرة للاستشعار عن بعد لتعزيز القدرات الفضائية للبلدين. كما رحبا بتوقيع مذكرة تفاهم في إدارة الكوارث والطوارئ، معتبرين أنها خطوة مهمة لتعزيز التعاون المشترك.

في مجال الأمن، شدّد الطرفان على أهمية مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود، كما رحب أردوغان برئاسة ماليزيا القادمة لرابطة آسيان عام 2025، معرباً عن ثقته بدورها في تعزيز التكامل الاقتصادي والاستدامة الإقليمية. من جانبها، أعربت ماليزيا عن تقديرها لدعم تركيا لآسيان، ورحبت بطلب أنقرة الدخول في شراكة حوار مع الرابطة.

وفي إطار الاحتفال بالذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية، اتفقت تركيا وماليزيا على عقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة على مستوى وزراء الخارجية "في وقت مناسب" بوصفه منتدى رئيسياً لتحديد ورصد الأجندة الثنائية الاستراتيجية وكذلك مراجعة القضايا الإقليمية والدولية.

كما اتفق الزعيمان على إنشاء مجلس استراتيجي رفيع المستوى سيُتوافَق على تفاصيله في الفترة المقبلة، في إطار التزامهما تكثيف التعاون الثنائي والارتقاء به.

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكدت تركيا وماليزيا ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، مشددتين على أن ذلك أمر ضروري للتوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ودعا أردوغان ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم المجتمع الدولي إلى التزام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

إندونيسيا

احتل التعاون في مجال الصناعات الدفاعية موقعاً مركزياً في زيارة الرئيس التركي لإندونيسيا، إذ وقّعت أربع شركات تركية رائدة في مجال الصناعات الدفاعية، يوم الأربعاء، اتفاقيات لتعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع نظيراتها الإندونيسية.

ووفقاً لبيان صادر عن هيئة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية، وقّعت شركات "أسيلسان" و"روكيتسان" و"تايس" و"هافيلسان" اتفاقيات هامة لتعزيز شراكاتها الاستراتيجية في إندونيسيا.

كما وقّعت شركة "بايكار" التركية الرائدة في إنتاج الطائرات المسيرة وشركة "ربيبليكورب" الإندونيسية اتفاقية لإقامة مشروع مشترك لبناء مصنع طائرات مسيرة في إندونيسيا.

وبموجب الاتفاقية، ستُصدَّر 60 طائرة مسيرة من طراز "بيرقدار تي بي 3"، و9 طائرات من طراز "بيرقدار أقينجي" إلى إندونيسيا.

وفي بيان مشترك، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو عزمهما على تحقيق تجارة ثنائية بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2026، من خلال تطوير اتفاقية تجارية تفضيلية بين البلدين.

وشهدت الزيارة الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي بين تركيا وإندونيسيا، الذي عُقد في قصر بوكور الرئاسي بحضور الرئيسين.

وأكد سوبانتو حرص إندونيسيا على تعزيز العلاقات الثنائية مع تركيا لتصبح أكثر قوة واستدامة، كما أشار إلى أن إندونيسيا تسعى لتعزيز شراكاتها مع الشركات التركية في مجال الإنتاج المشترك للمعدات الدفاعية.

وأضاف: "لدينا حالياً شراكات قوية مع عدد من الشركات الدفاعية التركية الرائدة مثل روكيتسان، وأسيلسان، وبايكار، ونحن مستعدون للمشاركة في البرامج الدفاعية المستقبلية مع تركيا".

باكستان

شكلت إسلام آباد المحطة الثالثة في الجولة الآسيوية للرئيس التركي، حيث وصل أردوغان والوفد المرافق له صباح الخميس.

وشهدت الزيارة توقيع 24 اتفاقية تعاون في مجالات مختلفة بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.

عقب اجتماع ثنائي بين أردوغان وشريف، وُقّع الإعلان المشترك المعتمد بين البلدين تحت عنوان "تعميق وتنويع وتأسيس الشراكة الاستراتيجية".

شملت الاتفاقيات مجالات عدة، أبرزها التعاون الدفاعي، وتبادل الموظفين العسكريين، والحرب الإلكترونية، والتدريب في مجال الصحة العسكرية، بالإضافة إلى مجالات الطاقة والتعدين والتجارة والزراعة والصناعة والشؤون الدينية والتعاون بين البنكين المركزيين والإعلام.

كما قال أردوغان إنه اتفق مع رئيس الوزراء الباكستاني على زيادة حجم التجارة إلى 5 مليارات دولار بين البلدين.

في سياق آخر أعرب أردوغان عن تقديره للتضحيات التي قدّمَتها باكستان في مكافحة الإرهاب، مؤكداً دعم تركيا لها في هذا المجال. كما أشار إلى اعتراف باكستان بـ"كولن" تنظيماً إرهابياً باعتباره نتيجة مهمة للتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب.

TRT عربي - وكالات