شركة NSO للبرمجيات والأمن المعلوماتي تتخذ من إسرائيل مقراً لها، وتبيع للحكومات برمجية بيغاسوس للتجسس على هواتف شخصيات مستهدفة ومعارضين، بيغاسوس ارتبطت بشكل مباشر بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد التجسس على هاتفه.
تواصل مشروع Citizen Lab الكندي، المختص في تعقب التجسس الرقمي ضد المجتمع المدني، مع الناشط السعودي المعارض عمر عبد العزيز المقيم في كندا بخصوص تعرض هاتفه للاختراق من قبل برمجية بيغاسوس شهر أغسطس/آب 2018 من قِبل الحكومة السعودية، ما أدى إلى التنصت على محادثات بينه وبين خاشقجي وهما يتحدثان فيها عن مشروع "جيش النحل" لمواجهة ما يُعرف بالذباب الإلكتروني أو الجيوش الإلكترونية السعودية الرسمية على تويتر.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها برمجية بيغاسوس؛ إذ أكد مشروع Citizen Lab على استخدامها في أكثر من 45 دولة، كما أنها استُخدمت من قبل في محاولات التنصت على أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وناشط حقوق الإنسان الإماراتي أحمد منصور المحكوم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة الإساءة الإلكترونية لهيبة الدولة.
وآلية اختراق بيغاسوس كالتالي: تقوم الشركة بإرسال رسالة نصية استفزازية تُحفز المستقبل على الضغط على الرابط بداخلها، وبذلك يتم اختراق الهاتف، ونسخ كل ما يوجد على ذاكرة الهاتف على الفور والتنصت على كل ما يقوم به صاحب الهاتف اعتباراً من يوم الاختراق من خلال اختراق كاميرا الهاتف والميكروفون عن بعد.
تواجه شركة NSO الآن دعوى قضائية رفعها الناشط السعودي عمر عبد العزيز، بعد تسريب صحيفة هآرتس الإسرائيلية معلومات تفيد بشراء السعودية برمجية بيغاسوس مقابل 55 مليون دولار بعد لقاء مسؤولين سعوديين بمدراء NSO خلال خمس اجتماعات كان أحدها في الرياض.
تتعرض الشركة لدعوى سحب تراخيص العمل منها من قِبل منظمة العفو الدولية، حيث ذكرت مولي ماليكار، مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في إسرائيل، أن عدم سحب وزارة الدفاع الإسرائيلية رخص العمل من الشركة يُعد اعترافاً ضمنياً بتعاونها مع شركة تنتهك حقوق الإنسان.
وكان تعليق شركة NSO على ذلك بأن "منتجاتنا مرخصة حصرياً لتزويد الحكومات بالقدرة على محاربة الإرهاب والجريمة بشكل قانوني، ولا يتم توفيرها إلا بعد ترخيص كامل من الحكومة الإسرائيلية"، وفقاً لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز.