أعياد الميلاد.. مشاعر متضاربة يعيشها السوريون واللبنانيون والفلسطينيون
يعيش سكان بلاد الشام، خصوصاً مسيحيوها، مشاعر متضاربة في أعياد ميلاد هذا العام، فبينما تجتمع فرحة العيد في سوريا مع سعادة بسقوط النظام، تعكر حرب الإبادة على غزة صفو الاحتفالات في فلسطين، أمّا لبنان فيعيش سكانه قلقاً وترقباً إزاء هدنة هشة في الجنوب.
وسط الترانيم.. مسيحيون في دمشق يحتفلون بعيد الميلاد / صورة: AA (AA)

في سوريا حضر المسيحيون الكاثوليك قداس عشية عيد الميلاد في مختلف أنحاء البلاد أمس الثلاثاء، للمرة الأولى دون نظام البعث الذي سقط مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وفي العاصمة دمشق، امتلأت مقاعد كنيسة "سيدة دمشق" بحاضرين من الشباب والكبار يحملون الشموع وينشدون الترانيم التي ترددت أصداؤها في أنحاء الكنيسة.

قداس حزين في بيت لحم

أمّا في فلسطين، فأعرب بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، عن تضامنه مع الناس في قطاع غزة لما يعانونه من تدمير وقتل.

وفي كلمة له خلال ترؤس قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم جنوبي الضفة الغربية بمناسبة عيد الميلاد حسب التقويم الغربي، دعا بيتسابالا إلى "توطيد العدل ونشر السلام للجميع".

وقال: "أريد أن أشكر إخوتنا في غزة، الذين التقيت بهم مؤخراً، وأوكد لكم صلاتنا وقربنا وتضامننا، فأنتم لستم وحدكم".

وأضاف: "في الحقيقة أنتم واقع مرئي للرجاء وسط الكارثة والدمار الشامل الذي يحيطكم، ولكنكم لم تيأسوا، بل بقيتم متحدين راسخين في الرجاء، شكراً لشهادتكم الرائعة التي تدل على القوة والسلام".

ولم يسلم مسيحيو قطاع غزة من الحرب الإسرائيلية المدمرة والغارات العنيفة والمكثفة، فقد تعرضت كنيسة القديس برفيريوس لقصف في 19 أكتوبر/تشرين الثاني 2023، أسفر عن استشهاد 18 فلسطينياً، معظمهم أطفال ونساء.

وللعام الثاني، تُحيي مدينة بيت لحم عيد الميلاد دون مظاهر احتفالية معتادة، حزناً على قطاع غزة وسط استمرار الإبادة الإسرائيلية في القطاع منذ نحو 15 شهراً.

وغاب عن المدينة وكنيسة المهد، التي يُعتقد أنها شُيدت على المغارة التي وُلد فيها السيد المسيح، أيٌّ من مظاهر الاحتفال، واستُعيض عنها بالصلوات والدعوات من أجل وقف الحرب.

كاثوليك غزة يؤدون قداس عيد الميلاد

وفي غزة، أدى مسيحيون فلسطينيون قداس منتصف الليل في كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية بمجمع دير اللاتين وسط مدينة غزة، ضمن الطقوس الدينية لعيد الميلاد، وسط أجواء من الحزن والمعاناة.

واعتاد مسيحيو غزة كل عام تزيين جدران الكنيسة بالأنوار، فيما يجري إشراك الأطفال في بعض الطقوس من حمل الشموع ودق الطبول، لكن هذه المظاهر غابت هذا العام بسبب الحرب.

وبدَّد أصوات الترانيم التي تردد صداها في الكنيسة بانسيابية، ضجيج طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المسيّرة التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة في سماء غزة ولا تكاد تفارقها.

ولم يَسْلَم مسيحيو غزة من الحرب الإسرائيلية المدمرة والغارات العنيفة والمكثفة، فقد تعرضت كنيسة "دير اللاتين" لعدة استهدافات خلال حرب الإبادة.

وخلال الإبادة الإسرائيلية المستمرة بالقطاع، تضررت 3 كنائس بشكل كبير، كذلك استهدف الجيش الإسرائيلي المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي غرب مدينة غزة، حسب المكتب الإعلامي الحكومي.

ترقب بين مسيحيي لبنان

وفي لبنان، تزينت العاصمة بيروت بأضواء وزينة عيد الميلاد، وبخاصة "سوق البلد"، الوجهة الدائمة للسكان المحليين، لشراء الهدايا وتذوق مختلف الأطعمة والحلويات.

ووُضعت أشجار الصنوبر المضيئة والزينة في مختلف أنحاء بيروت، حيث يلتقط الناس صوراً تذكارية وسط فرح وعزم على إحياء روح العيد رغم الأزمات الأمنية والاقتصادية.

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين إسرائيل وحزب الله بدأ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحوّل إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.​​​​​​​

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و61 قتيلاً و16 ألفاً و656 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

TRT عربي - وكالات