وافق مجلس النواب الأمريكي الخميس 23 سبتمبر/أيلول الجاري بغالبية 420 صوتاً على مشروع قانون لتمويل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي” القبة الحديدية” بقيمة مليار دولار.
وعلى الرغم من إقراره فإن القانون أثار خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً وخلافات حادة بلغت حد الانقسام، بخاصة في صفوف الديمقراطيين، وصفه مراقبون بالانقسام النادر.
إذ يعارض بعض النواب الأمريكيون بشدة تقديم أي دعم أو تمويل للاحتلال الإسرائيلي المتورط في انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، إضافة إلى مشاريعه التوسعية الاستيطانية.
ومن أبرز هذه الأسماء المناهضة لإسرائيل داخل الكونغرس تسعة نواب، من بينهم ثمانية من الحزب الديمقراطي هم إلهان عمر ورشيدة طليب وإيانا بريسلي وكوري بوش وماروي نيومان وراؤول جريجاليفا وغارسيا، إضافة إلى نائب عن الحزب الجمهوري هو توماس ماسي.
إلهان عمر.. أول لاجئة مسلمة في الكونغرس
لطالما تداولت الوسائط الإعلامية كثيراً اسم نائبة الكونغرس عن ولاية مينيسوتا من الحزب الديمقراطي إلهان عمر، التي شن عليها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب هجوماً في أكثر من مناسبة خلال خطاباته التي اتهمت بـ"العنصرية".
وإلهان عمر هي أول لاجئة صومالية مسلمة محجبة تفوز بمقعد في الكونغرس الأمريكي.
وقد ولدت إلهان عام 1981 بمدينة مقديشو الصومالية ولجأت برفقة أهلها إلى مخيمات كينيا ومنها إلى الولايات المتحدة في سن الثامنة، هروباً من الحرب الأهلية الصومالية التي اندلعت في تسعينيات القرن الماضي.
وتمكنت إلهان خريجة كلية العلوم السياسية من أن تخط لها طريقاً في السياسة الأمريكية أثبتت فيه جدارتها.
إذ عرفت منذ بداياتها بنشاطها السياسي ونجاحها في قيادة الحملات الإنتخابية لبعض الممثلين في مجلس الشيوخ ومجالس المدينة.
ثم سطع نجم السياسية الأمريكية من أصول صومالية بعد ذلك عام 2016 حين انتخبت عضوة في مجلس نواب مينيوسوتا عن الحزب الديمقراطي، لتزيد شهرتها بعد ذلك أكثر بانتخابها عام 2018 عضواً في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية مينيوسوتا.
واشتهرت النائبة الديمقراطية بمواقفها المناهضة للإحتلال الإسرائيلي واتهمته مراراً بالإرهاب وأدانت الهجمات المتكررة ضد الفلسطينيين، داعية لحمايتهم ووقف العدوان الإسرائيلي، ولوحت في تصريحاتها العديدة بضرورة وقف الدعم والتمويل عن إسرائيل.
وأشار العديد من التقارير الصحفية إلى أن إلهان عمر تمكنت في عدة محطات من التأثير على مواقف الحزب الديمقراطي بانتقادها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وتعد في هذا السياق رمزاً لاتجاه يتماشى مع منظور الديمقراطيين الذين يريدون تركيز السياسة الأمريكية-الإسرائيلية بشكل أكبر على احتياجات الفلسطينيين، على حد تعبير خبراء ومحللين.
رشيدة طليب.. فلسطينية بالكونغرس الأمريكي
إلى جانب إلهان عمر فإن نجاح رشيدة طليب باعتبارها أول نائبة عربية من أصول فلسطينية ومسلمة، في الوصول إلى الكونغرس الأمريكي نائبة عن الحزب الديمقراطي عن ولاية ميشيغان، خطف الأضواء، ليتصدر اسمها الصحف الأمريكية.
وهي في الأصل سياسية ومحامية من مواليد عام 1976، عرفت بدفاعها عن حقوق الإنسان ومحاولتها المستمرة دعم ثقة النساء بأنفسهن وقدراتهن.
واشتهرت طليب التي تعود جذورها إلى الضفة الغربية الفلسطينية بموقفها المعادي بشدة للاحتلال الإسرائيلي، ودعت مراراً لإنهاء المساعدات الأمريكية لإسرائيل، وعبرت عن دعمها لحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
آيانا بريسلي..ناقدة شديدة لدعم واشنطن لإسرائيل
تنحدر النائبة الأمريكية عن ولاية ماساتشوستس من الحزب الديمقراطي آيانا بريسلي من أصول إفريقية.
شغلت عدة مناصب في مسيرتها السياسية، فعملت عملت مساعدة لوزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري طيلة 13 عاماً، وانتخبت عام 2009 لعضوية مجلس مدينة بوسطن.
ثم فازت عام 2018 بمقعد في الكونغرس الأمريكي.
وتعتبر من بين الأصوات المدافعة عن حق النساء في الإجهاض، والداعية لحماية ضحايا الاعتداءات الجنسية، ومن بين الناقدين الحادين لسياسات دونالد ترمب ومواقف الإدارة الأمريكية من الاعتداءات المستمرة لإسرائيل ضد الفلسطينين. وعبرت عن موقفها مؤخراً بتصويتها ضد قانون تمويل درع إسرائيل "القبة الحديدية".
كوري بوش.. المناصرة للقضية الفلسطينية
تعتبر النائبة الديمقراطية عن ولاية ميسوري، كوري بوش، التي تعود جذورها إلى أصول إفريقية، من أبرز مناصري الفقراء والأقليات داخل الكونغرس الأمريكي. وعرفت بصداماتها المستمرة مع سياسات ترمب وحزبه الجمهوري.
واشتهرت بوش بمناصرتها للقضية الفلسطينية وتأثيرها في النقاشات بصفوف الديمقراطيين في ذات الاتجاه، وطرحت النائبة الديمقراطية في وقت سابق مشروع قانون لفرض شروط على المساعدات العسكرية الأمريكية السخية لإسرائيل.
وبينما عبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني قالت بوش في تصريح سابق: "نحن ضد الاحتلال، نحن ضد الحرب وضد الفصل العنصري".
ألكسندرا أوكاسيو كورتيز.. أصغر نائب بالكونغرس
وهي أصغر نائب في الكونغرس عن ولاية نيويورك من الحزب الديمقراطي منذ عام 2018. وتعد ناشطة اشتراكية ديمقراطية، وهي عضو أيضاً بمؤتمر الاشتراكين الديموقراطيين في أمريكا وتحظى بدعم المنظمات السياسية التقدمية. وتعود أصولها إلى إقليم بورتوريكي.
وتمكنت خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ببوسطن من شق طريقها، لتنتقل من نادلة إلى أصغر امرأة في الكونغرس الأمريكي، ما اعتبره كثيرون انتصاراً للطبقة العاملة.
وإلى جانب عمر وطليب وبوش فقد كانت كورتيز السياسية اليافعة من أشد الناقدين لسياسات ترمب وتوجه الإدارة الأمريكية في دعم الاحتلال الإسرائيلي. واشتهرت بمناقشاتها الحماسية خلال جلسات الكونغرس.
وفي مشهد لافت تناقلت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية مشهد كورتيز وهي تبكي بغضب بعد أن أقر الكونغرس تمويل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي ”القبة الحديدية”.