في عام 1977، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، في اليوم نفسه الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين عام 1947.
ويأتي اليوم الدولي للتضامن مع الفلسطينيين هذا العام وسط حرب شرسة على قطاع غزة، وتزايد التعاطف العالمي الشعبي مع ضحايا القصف الإسرائيلي.
ويقول عضو حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) في مصر (م.ا) فضّل عدم ذكر اسمه، إن نفوذ الأحرار المناصرين للقضية الفلسطينية بدأ يظهر عالمياً بقوة، ويضغط على الأنظمة الغربية في مواجهة نفوذ اللوبي الصهيوني.
ويشير في حديثه مع TRT عربي، إلى أن العالم بدأ بالفعل يتحدث عن إسرائيل منذ نحو 10 سنوات بمصطلحات عدة، مثل "الفصل العنصري وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ويعتبرها آخر وجه للاستعمار والعنصرية".
ويضيف: "على سبيل المثال، لم تشهد بريطانيا في تاريخها الحديث مظاهرات حاشدة كالتي حدثت تضامناً مع فلسطين هذه الفترة، وبعض التقديرات رصد 4 آلاف مظاهرة حول العالم تضامناً مع الشعب الفلسطيني، يقود بعضها نشطاء يهود ضد الصهيونية، وهو ما يمثل ضغطاً على حكوماتهم لتغيير مواقفها والحد من دعم الاحتلال".
أسلحة الدعم الشعبية
ويعتبر (م.ا) أن من أبرز ما حققه الدعم العالمي الشعبي هو حملات المقاطعة الاقتصادية للكيان وحلفائه، وبخاصة في الدول العربية، حيث لجأ أغلب الشعوب إليها سلاحَ مقاومة ووسيلةَ دعم فعالة.
وبجانب المقاطعة الاقتصادية، يلفت الضيف إلى عدد من أشكال الدعم العالمية الأخرى البارزة، مثل مشاركة رئيس كوبا في مظاهرات مناصرة لفلسطين، وقطع بلدية برشلونة علاقاتها مع الاحتلال، وإعلان عدد كبير من الفنانين والرياضيين والمؤثرين حول العالم انحيازهم للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى مبادرة الألف قارب التركية، التي انطلقت من تركيا للوصول إلى غزة في أسطول بحري، للاحتجاج على ما يفعله الجيش الإسرائيلي وضمت 4500 شخص من 40 دولة.
ويؤكد أن المقاومة أعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة عربياً ودولياً، شعبياً ورسمياً، فيما قرارات الأمم المتحدة مجرد حبر على ورق، ولا تتناسب مع الحرب وحجم الحراك الشعبي الحالي، مشيداً بالموقف الرسمي اليمني وموقف حزب الله اللبناني.
إعلاميون وفنانون يوضحون الرؤية لجمهورهم
وفي سياق الدعم الشعبي، اتخذ عدد من الإعلاميين والفنانين والرياضيين مواقف داعمة للشعب الفلسطيني حول العالم، وتصدر الإعلامي الساخر والطبيب المصري باسم يوسف عناوين الأخبار عالمياً، بسبب دعمه القوي للفلسطينيين وانتقاده اللاذع للاحتلال الإسرائيلي في لقائين مع المذيع البريطاني بيرس مورغان، حققا نسبة مشاهدة عالية عبّر عنها مورغان عقب إذاعة اللقاء الأول عبر حسابه على موقع "إكس"، بقوله: "15 مليون مشاهدة حتى الآن، مقابلتي مع باسم يوسف هي الأكثر مشاهدة في برنامجي على الإطلاق".
اللقاء الذي أجراه باسم باللغة الإنجليزية وصل إلى الملايين عبر العالم وعبّر عن رؤية مختلفة غائبة عن كثير من الشعوب الغربية، كما ختم باسم عرضه بدار أوبرا سيدني بأستراليا أمام حاضرينه بأداء رقصة الدبكة الفلسطينية على الأغنية الفلسطينية "أنا دمي فلسطيني"، التي انتشرت عالمياً عقب الأحداث الأخيرة.
من ناحية أخرى، أحمد الغندور مقدم برنامج الدحيح على منصة يوتيوب شارك في دعم القضية الفلسطينية بحلقة بعنوان "فلسطين.. حكاية الأرض"، ورصد خلالها بعض جرائم الاحتلال وشرح تاريخ الصهيونية وكيف احتُلت فلسطين، ونالت الحلقة ملايين المشاهدات، وأعلن الغندور ترجمتها إلى اللغة العبرية.
أما الفنانة التونسية هند صبري، استقالت من برنامج الغذاء العالمي بعد 13 عاماً من العمل سفيرةً للنوايا الحسنة احتجاجاً على حصار وتجويع أهل غزة.
ونشرت صبري عبر حسابها الشخصي على موقع إكس بياناً قالت فيه: "حاولت إيصال صوتي على أعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي والانضمام إلى زملائي في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع سلاحَ حرب".
وتابعت في البيان: "لأنني كنت على يقين من أن برنامج الأغذية العالمي، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام قبل 3 أعوام فقط، بعد أن كان مشاركاً نشطاً في قرار الأمم المتحدة رقم 2417 الذي أدان استخدام التجويع وسيلةً من وسائل الحرب، سوف يستخدم صوته بقوة كما فعل في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعددة، ومع ذلك، فقد استُخدم التجويع والحصار سلاحَي حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة".
إيمان بالمقاومة
من ناحية أخرى، يرى (ع.م) عضو شبكة "صامدون" الدولية للدفاع عن الأسرى في نيويورك، أن كل شيء تغير بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، إذ حصلت المقاومة على دعم أكبر عالمياً، وأدرك كثيرون أن الطريقة الوحيدة لمواجهة إسرائيل هي طريقة حماس بالعمليات العسكرية، بعكس الماضي حين كانت تُنتقد حماس بشدة، فيما تُدعم الآن أكثر من أي وقت مضى، باعتبارها حركة مقاومة وتحرر.
ويشير الضيف في حديثه مع TRT عربي، إلى أنه رغم مشاهد الموت الكثيرة في غزة، فإن المقاومة تحقق نجاحات كبيرة على الأرض بأفضلية عسكرية، تثبت للعالم أن المقاومة تستطيع هزيمة إسرائيل، وأن الأخيرة ضعيفة ليست بالقوة التي كنا نتخيلها.
ويعبّر عضو "صامدون" عن أمله في أن تمثل مظاهرات التضامن مع فلسطين بالدول الغربية ضغطاً على الأنظمة لعدم دعم إسرائيل مستقبلاً، مضيفاً: "رغم أننا في أمريكا نتوقع أن الحكومة لن تسمع لنا، لكن ننزل الشوارع؛ لأننا نؤمن أن المقاومة قوية بقدر كافٍ لمواجهة إسرائيل حتى بدون الولايات المتحدة ولا الأمم المتحدة".
وعن الشبكة يبيّن الضيف أن "صامدون" حركة دولية تضم نشطاء حول العالم لدعم الأسرى الفلسطينيين والتوعية بقضيتهم وظروفهم والمطالبة بحريتهم، وبدأت في عام 2011 بالتزامن مع إضراب الأسرى عن الطعام، لافتاً إلى أنهم ينظمون الحملات والأنشطة وينشرون أبحاثاً وتقارير في هذا الشأن.
ويتابع القول: "كما ننظم في 17 أبريل/نيسان من كل عام، يوماً تضامنياً مع الأسرى الفلسطينيين الذين يواجهون المحتل وحياتهم معرضة للخطر بشكل مباشر".