غزو من عدة جبهات.. تعرّف جزر سليمان حليف الصين الجديد لاجتياح تايوان
تصاعدت حدة التوترات بين واشنطن وبكين بعد توقيع الأخيرة اتفاقاً أمنياً مع جزر سليمان. ففيما يرى حلفاء واشنطن أن هذه الخطوة تمثل تهديداً مباشراً لمصالحهم وأمنهم الاستراتيجي، رأى خبراء أن الصين بدأت تستعد رسمياً لاجتياح تايوان من عدة جبهات.
اتفقت الصين وجزر سليمان على اتفاقية أمنية تثير القلق في أستراليا ودول المحيط الهادئ الأخرى. (AP)

في أعقاب إعلان الصين وجزر سليمان توقيعهم اتفاقية أمنية، تصاعدت حدة التوترات بين بكين وواشنطن إلى مستويات غير مسبوقة. ففيما يرى حلفاء واشنطن أن هذه الخطوة تمثل تهديداً مباشراً لمصالحهم وأمنهم الاستراتيجي، رأى خبراء أن الصين بدأت تستعد رسمياً لاجتياح تايوان من عدة جبهات.

وعلى الرغم من سرية بنود الاتفاقية، وتأكيد الصين وجزر سليمان على عدم وجود مساعٍ صينية لإنشاء قاعدة عسكرية قد تشكل أي خطر على الولايات المتحدة وحلفائها، فإن واشنطن قالت إنها سترد بشكل حاسم، في حال أقامت الصين قاعدة عسكرية في جزر سليمان ذات الموقع الاستراتيجي.

جزر سليمان

جزر سليمان دولة ذات سيادة تقع في جنوب المحيط الهادئ وتتألف من 6 جزر رئيسية وأكثر من 900 جزيرة صغيرة. تقع إلى الشرق من بابوا غينيا الجديدة. تبلغ مساحتها 28400 كيلومتر مربع ويسكنها حوالي 653 ألف نسمة، فيما تقع عاصمتها هونيارا في جزيرة جوادالكانال، أكبر جزر الأرخبيل. أما اللغة الرسمية فهي الإنجليزية، وهناك أيضاً نحو 74 لغة محلية.

في نهاية القرن التاسع عشر قسمت الجزر بين بريطانيا وألمانيا، قبل أن تفرض بريطانيا سيطرتها الكاملة عليها بداية القرن العشرين وتُحوِّل أغلب السكان إلى المسيحية. وفي عام 1978، حصلت جزر سليمان على استقلالها، وأصبحت ملكية دستورية. ملكة جزر سليمان هي إليزابيث الثانية ويمثلها الحاكم.

وعلى الرغم من امتلاك البلد اقتصاداً ريفياً صغيراً قوامه الموارد الطبيعية الثرية، وبالأخص الذهب سهل الاستخراج لقربة من الطبقة السطحية، عجزت هذه الموارد عن تمكين غالبية السكان الريفيين من زيادة دخلهم، إذ يعيش أكثر من ثلاثة أرباع سكان الجزر في المناطق الريفية ويعتمدون اعتماداً كبيراً على الزراعة شبه الكفافية ومصايد الأسماك والحراجة والأنشطة الاقتصادية الصغيرة وغير الرسمية.

فيما يتميز سكان جزر سليمان بصفة جينية فريدة كونهم يملكون البشرة السوداء والملامح الأفريقية، ولكن بعيون ملوّنة وشعر أشقر.

الصين تعيد ترتيب الأوراق في المحيط الهادئ

يُنظر إلى الاتفاقية، التي أُعلن عنها في وقت سابق من الشهر الجاري، على أنها تقدم كبير للصين في المحيط الهادئ الغني بالموارد، حيث كانت الولايات المتحدة هي صاحبة النفوذ المهيمن إلى جانب الحليفين أستراليا ونيوزيلندا.

وعلى الرغم من أن الصين صرحت بأن الاتفاقية ستساعد جزر سليمان في الحفاظ على النظام الاجتماعي والتعامل مع الكوارث الطبيعية والإغاثة الإنسانية، وإنها لا تشكل أي خطر على الولايات المتحدة، قالت الولايات المتحدة إنها سترد وفقاً لذلك على أي وجود عسكري صيني في المنطقة.

وفيما وصف منتقدو رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الاتفاقية بأنها أكبر فشل دبلوماسي لأستراليا في المحيط الهادئ منذ الحرب العالمية الثانية، قال موريسون إن بناء الصين قاعدة عسكرية في جزر سليمان سيكون "خطاً أحمر" لأستراليا والولايات المتحدة.

ما حاجة الصين لجزر سليمان؟

منذ إندلاع الحرب الأوكرانية قبل شهرين، تبدي الصين اهتماماً شديداً بدراسة الإخفاقات العسكرية الروسية والتعلم منها. ويقول الخبراء إن الزعيم شي جين بينغ سيحلل بعناية نقاط الضعف التي كشف عنها الهجوم على أوكرانيا لأنها قد تنطبق على جيش التحرير الشعبي الخاص به ومخططاته للهجوم على جزيرة تايوان.

وبعكس أوكرانيا، فإن غزو الصين لتايوان لن يكون أسهل، خصوصاً وأن تايوان جزيرة واجتياحها يحتاج إلى عمليات لوجستية معقدة جداً، فضلاً عن أن الجزيرة تربطها اتفاقيات دفاع مع الولايات المتحدة والدول الغربية، كما أن جيشها أكثر تجهيزاً وقوة من الجيش الأوكراني، لذلك فإن الصين قد تحتاج جزر سليمان لإنشاء قاعدة عسكرية لاستخدامها في اجتياح تايوان من عدة جبهات. ناهيك باستخدامها قاعدة عسكرية في وجه أستراليا حال اندلاع حرب عالمية.

رغم كل ذلك، تصر بكين على أن الاتفاقية الأمنية مع جزر سليمان ما هي إلا مساعٍ صينية لضمان بيئة استثمارية مستقرة في جزر سليمان بعد أن استُهدفت المصالح والشركات الصينية خلال احتجاجات شعبية في أغسطس/آب الماضي إثر التسريبات الي قالت إن جزر سليمان والصين بدآ نقاشاً حول توقيع اتفاقية أمنية.

TRT عربي