عُقدة ثمن النهائي.. هل يصل العرب إلى الدور الثاني من مونديال قطر؟
منتخبان عربيان فقط نجحا في المرور إلى الدور الثاني طوال تاريخ المونديال. في نسخة قطر لهذه السنة، حيث تشارك أربعة منتخبات عربية، هل يستطيع أحدها تحطيم إنجاز المغرب في 1986 أو الجزائر في 2014؟
عُقدة ثمن النهائي.. هل يصل العرب إلى الدور الثاني من مونديال قطر؟ / صورة: AFP (AFP)

في مونديال مكسيكو 1986، نجح المنتخب المغربي، بقيادة المدرب البرازيلي جوزي مهدي فاريا وقتها، في أن يكون أول منتخب عربي يعبر عقبة دور المجموعات في المسابقة الدولية، ويتأهل ليلعب مباراة في ثمن نهائي.

وانتظر هذا الإنجاز العربي بعدها 28 عاماً، ليتكرر في مونديال البرازيل 2014، مع المدرب وحيد خاليلوزيتش الذي قاد الكتيبة الجزائرية إلى الدور الثاني، وكاد يعبر إلى دور الربع على حساب ألمانيا، التي حملت بعدها كأس نسخة 2014.

بعد هاتين المرتين الوحيدتين اللتين نجح فيها العرب في تخطي دور المجموعات في كأس العالم، فإن هذا الطموح تحمله اليوم المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في نسختها القادمة في قطر، ما يدفع إلى السؤال عن مدى قدرة هذه المنتخبات على تحقيق هذا الطموح، وحظوظها في مواجهة كبار كرة القدم العالمية.

مهمة صعبة أمام المنتخبات العربية

يشارك في نسخة قطر من المونديال، هذه السنة، أربعة منتخبات عربية، ثلاثة منها تشارك في المسابقة للمرة السادسة، هي السعودية والمغرب وتونس، فيما يشارك منتخب البلد المضيف لأول مرة في تاريخه، والمنتخب المغربي لوحده الذي نجح سابقاً في العبور إلى الدور الثاني.

وتمنّي المنتخبات الأربعة النفس بالمرور من دور المجموعات، وهو ما عبّر عنه مدربوها ولاعبوها أكثر من مرة. وقال مدرب "أسود الأطلس" وليد الركراكي، إن فريقه متفق على "أننا لا نريد الذهاب إلى كأس العالم لنخوض ثلاث مباريات فقط"، وهو ما صرح به أيضاً وهبي الخزري مهاجم المنتخب التونسي بقوله: "نحن قادرون على فعل أشياء جميلة. أتمنى أن يكون بمقدورنا التأهل عن هذه المجموعة مع فرنسا".

لكنّ بين الأمنيات والوقائع فارقاً كبيراً، فوحدها المباريات ستحسم في تحققها من عدمه، وفي هذا الصدد يوضح المحلل الرياضي المغربي أيمن زيزي في حديثه لـTRT عربي، بأن المنتخبات العربية تواجه "مهمات صعبة" ضمن المجموعات التي وضعتها فيها قرعة كأس العالم، لكن "تبقى مجموعة المغرب في نظري هي مجموعة الموت، لكونها تجمع كرواتيا وصيفة بطل العالم، وبلجيكا التي حلت ثالثاً في المونديال الماضي، وكندا التي صعدت على رأس تأهيليات الكونكاكاف".

يضيف زيزي أن هذه الصعوبة تكمن في أن "كرة القدم في أوروبا تطورت كثيراً، وخير دليل على ذلك أن النسخ الأربع الماضية كلها فازت بها منتخبات أوروبية"، لأن "الأوروبيين رسموا سياسات بعيدة المدى لكرة القدم، وسخّروا استثمارات كبيرة لذلك واستفادوا من التكنولوجيات الحديثة"، وهو "ما تفتقر إليه المنتخبات العربية".

"المغرب الأوفر حظّاً"

"إذا اعتمدنا على القيمة السوقية، فالمنتخب المغربي هو أقوى المنتخبات العربية"، حسب المحلل الرياضي المغربي، وبالتالي فـ"حظوظه وافرة" للمرور إلى الدور الثاني "بحكم وجود عدد من اللاعبين المهاريين ضمن تشكيلته". في المقابل لا ينفي أنه كذلك يواجه مهمة صعبة إذ سيلعب ضمن "مجموعة الموت"، كما يواجه "إكراه تغيير مدربه قبل وقت قصير من انطلاق المونديال".

رأي يتفق معه المحلّل الرياضي الجزائري زكرياء حبشي، في تصريحاته لـTRT عربي، إذ اعتبر أن "أسود الأطلس قادرون على المرور إلى الدور الثاني"، لكونهم "يتوفرون على أسماء عالمية من العيار الثقيل، والمدرب وليد الركراكي أبان خلال المباراتين الوديتين السابقتين عن روح جديدة داخل المنتخب يمكنها أن تحقّق هذا الإنجاز"، في المقابل "فإن المنتخب الكرواتي اليوم أضعف بكثير من نسخته في 2018، وكندا ليست بفريق كبير".

من ناحيته،يرى المحلل الرياضي التونسي رياض بن عمر أن "نسور قرطاج" يواجهون "تحديات كبيرة"، أولها "صعوبة المجموعة التي وضعته فيها القرعة بجانب منتخبات قوية على غرار بطل العالم المنتخب الفرنسي و رابع أوروبا باليورو الأخير المنتخَب الدنماركي الذي شهد تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة".

ويضيف في حديثه لـTRT عربي، أن التحدي الأكبر "يكمن في المنتخب التونسي ذاته، الذي يملك نقاط ضعف ليست بهيّنة، منها الافتقار إلى مهاجم صندوق حقيقي، فجُلّ الأسماء الهجومية التي تتوالى على هذا المركز في الفترة الأخيرة لا تقدم الإضافة المرجوة".

في المقابل يعتبر بن عمر أن "المنتخب المغربي بكل تأكيد هو الأكثر حظاً في التأهل (...)، فعلى الرغم من وجوده مع كرواتيا وبلجيكا في نفس المجموعة، فإن لأسود الأطلس تركيبة غنية بالخيارات في جميع الخطوط، وكذلك تحسن المناخ العام في المنتخب مع وليد الركراكي الذي يحظى بثقة المغاربة".

TRT عربي